اخبار عربية - ترند السعودية - ترند مصر

كتب جريدة الراية رمضان في سوريا.. عادات تاريخية وتقاليد متوارثة..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد دمشق 8211; قنا يحمل شهر رمضان في سوريا نكهة خاصة تمتزج فيها روحانيات الشهر الفضيل بعبق التاريخ وعادات وتقاليد متوارثة عبر الأجيال، ما يجعل منه ليس مجرد شهر للصيام والعبادة فحسب، بل تجربة روحية واجتماعية فريدة تعكس عمق الهوية الثقافية.وقبل أيام... , نشر في الأحد 2025/03/02 الساعة 07:52 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .

دمشق – قنا:

يحمل شهر رمضان في سوريا نكهة خاصة تمتزج فيها روحانيات الشهر الفضيل بعبق التاريخ وعادات وتقاليد متوارثة عبر الأجيال، ما يجعل منه ليس مجرد شهر للصيام والعبادة فحسب، بل تجربة روحية واجتماعية فريدة تعكس عمق الهوية الثقافية.

وقبل أيام من حلول الشهر المبارك، تبدأ دمشق في ارتداء حلتها الرمضانية، حيث تتزين شوارعها وأزقتها بالفوانيس الملونة والزينات البراقة، وتتلألأ مساجدها الضاربة في التاريخ بالأنوار التي تنعكس على جدرانها العتيقة لتضفي على المكان أجواء روحانية تملأ القلوب بالخشوع والإيمان، كما تعج الأسواق بالحركية والنشاط، إذ يتوافد الدمشقيون لشراء مستلزمات الشهر الكريم من الأطعمة والمشروبات والحلويات وتبادل التهاني والتبريكات بقدومه.

وتمتد جذور الطقوس الرمضانية في سوريا إلى العصور الإسلامية المبكرة، إذ بدأت تتشكل معالمها الواضحة منذ عهد نورالدين محمود الزنكي في القرن الرابع الهجري (العاشر ميلادي)، ثم تبلورت بشكل أكبر في العصر الأيوبي، وبلغت ذروتها في عصر المماليك خلال القرنين السابع والثامن الهجريين.

وفي هذا السياق، قال الدكتور عمار النهار أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة دمشق، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية/قنا/، إن “العادات الرمضانية في سوريا بدأت تأخذ طابعها الفريد منذ العصور الإسلامية الأولى، إذ كان الناس يستعدون لاستقبال الشهر بتنظيف الأحياء وتزيين المساجد، فيما كانت الأسواق تمتلئ بالمواد الغذائية والمشروبات الرمضانية التقليدية، كما برز دور الخطاطين الذين كانوا يزينون المحال بعبارات ترحيبية برمضان، مما يعكس مدى ارتباط هذه العادات بالتراث الإسلامي العريق”.

ومن العادات التي كانت شائعة وتراجعت في السنوات الماضية “التكريزة الرمضانية” التي أبرز الدكتور إبراهيم توكلنا أستاذ التاريخ في جامعة دمشق، في تصريح مماثل لـ/قنا/، أنها كانت تقليدا شائعا بين العائلات السورية التي كانت تخرج في نزهة جماعية إلى أحضان الطبيعة قبل بداية الصيام كوداع للأيام العادية استعدادا للأجواء الروحانية، إلا أن هذه العادة تقلصت مؤخرا بسبب الظروف الاقتصادية وضيق الحال، لافتا إلى أنه رغم المصاعب الاقتصادية يبقى رمضان في سوريا شهرا يجمع بين العبادة والتكافل الاجتماعي.

ومن العادات المنتشرة في جميع أصقاع سوريا ولاتزال مستمرة حتى الآن “المشروبات الرمضانية” التي من بينها العرقسوس والتمر الهندي وقمر الدين والجلاب، ويبيعها التجار في كل مكان وسط إقبال من السوريين لشرائها بكثرة لتعويض السوائل التي فقدت خلال ساعات الصيام.

وفي هذا الإطار، أوضح معمر العطار أحد بائعي التمر الهندي في دمشق، الذي يعمل في هذا المجال منذ أكثر من 25 عاما: أنه يبدأ في التحضير للموسم الرمضاني قبل أسابيع لارتفاع الطلب بشكل كبير على المشروبات مع اقتراب الصيام، حيث يعد العرقسوس والتمر الهندي الأكثر طلبا كونهما من المشروبات التقليدية المفضلة التي يحرص الناس على شرائها قبيل الإفطار، كما تعتبر جزءا من موائد الإفطار والأجواء الرمضانية التي تعيد ذكريات الزمن الجميل.

وخلال الشهر الفضيل، الذي تضاعف الحسنات، يحرص أهل الشام على كثرة العطاء والزكاة، حيث يتفقدون الفقراء والمساكين ويقدمون لهم المساعدات المالية والعينية، ويقصدون الجمعيات الخيرية للتبرع بأموالهم، ويحرصون على إطعام الطعام للمحتاجين وتكثر الساحات التي يتجمع فيها الناس لتناول الطعام على موائد المحسنين، ومن أشهر هذه الساحات ساحة المسجد الأموي في قلب مدينة دمشق.

ولا يقتصر العطاء على المشاريع الآنية قصيرة المدى بل يتعداها إلى مشاريع خيرية طويلة المدى تقوم عليها جمعيات متخصصة، وتهدف إلى إنشاء المدارس النموذجية، وإقامة مراكز التدريب والتأهيل للشباب العاطل عن العمل، لإمدادهم بالوسائل والخبرات التي تعينهم على العمل وكسب الرزق.

ويحرص السوريون خلال الشهر الفضيل على التواصل مع الجيران والأصدقاء وذوي الحاجات وعلى صلوات النوافل وعلى رأسها التراويح، وكذلك تجهيز وجبات الطعام المنزلية وتوزيعها على الجيران.

وبعد عصر كل يوم من رمضان، تنشغل النساء في إعداد وجبة الإفطار وتحضير الأطباق الشامية مثل الشيشبرك والسلطات بأنواعها والكبة الشامية والسمبوسة وأنواع الحلوى المختلفة كالقطايف والكنافة والهريسة والعصائر والمرطبات كالعرقسوس والتمر الهندي وقمر الدين.

وقبيل آذان المغرب، تكتظ ساحة الجامع الأموي بآلاف الصائمين الذين ينتظرون موعد إطلاق مدفع رمضان وصوت المؤذن وجوقة المنشدين التي تردد خلفه مقاطع الأذان كاملة ليكون ذلك إيذانا بانتهاء صيام اليوم والشروع بالإفطار.

وبعد الإفطار، يتوجه الدمشقيون إلى المساجد لأداء صلاة التراويح في أجواء روحانية تملأ القلوب بالخشوع والإيمان، حيث تشهد المساجد في رمضان إقبالا كبيرا من المصلين الذين يتسابقون إلى أداء الصلاة والاستماع إلى تلاوة القرآن الكريم والدعاء والتضرع إلى الله عز وجل.

ومن التقاليد الرمضانية العريقة في دمشق التي لا تزال تحافظ على رونقها، “الحكواتي” و”المسحراتي” فالحكواتي هو راوي القصص والحكايات الشعبية الذي يجتمع حوله الناس في المقاهي الشعبية للاستماع إلى قصصه الشيقة وحكاياته المثيرة التي تتناول مواضيع مختلفة مثل الشجاعة والكرم والأخلاق.

أما المسحراتي فهو الشخص الذي يجوب الأزقة والحارات في ليالي الشهر الفضيل لإيقاظ الناس، وتجده ينادي بأصوات مميزة لإيقاظ النائمين، ويعتبر من أبرز معالم رمضان في دمشق، حيث لا يزال يحظى بشعبية كبيرة بين الناس، وخاصة الأطفال الذين ينتظرون بفارغ الصبر سماع صوته وطبلته.

ومهما اشتدت الضائقة الاقتصادية في سوريا إلا أن تقليد “السكبة” يبقى قائما بين الجيران والأقران لتعكس واحدة من أجمل العادات الرمضانية في البلاد، وفيها تقوم العائلات بتبادل أطباق الطعام مع الجيران والأقارب في مظهر تضامني وتكافلي فريد، فعلى الرغم من تأثرها بتغيرات المعيشة لاتزال هذه العادة قائمة خصوصا في الأرياف والأحيا

المزيد من التفاصيل من المصدر - (اضغط هنا)

كانت هذه تفاصيل رمضان في سوريا.. عادات تاريخية وتقاليد متوارثة نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

كما تَجْدَرُ الأشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على جريدة الراية وقد قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي. -

تصفح النسخة الكاملة لهذا الموضوع

تابع نبض الجديد على :
اهم الاخبار في اخبار عربية اليوم