اخبار عربية - ترند السعودية - ترند مصر

كتب الشروق أونلاين نهيبكم بالله أن تتراجعوا عن القطيعة مع فرنسا..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد الرأي نهيبكم بالله أن تتراجعوا عن القطيعة مع فرنساعبد الحميد عثماني2025 03 0210يظن الفرنسيون أنهم من الشعوب الذكيّة النادرة، وينتسبون إلى دولة قوية تنحدر من إمبراطورية... , نشر في الأحد 2025/03/02 الساعة 11:18 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .

الرأي

نهيبكم بالله أن تتراجعوا عن القطيعة مع فرنسا

عبد الحميد عثماني

2025/03/02

1

0

يظن الفرنسيون أنهم من الشعوب الذكيّة النادرة، وينتسبون إلى دولة قوية تنحدر من إمبراطورية استعماريّة عظمى خلال القرن العشرين وما سبقه، لكنهم يغفلون عن هزائمهم القاسية التي جعلت منهم تلميذًا ساذجًا في مدرسة التاريخ، لا يستوعب دروس الماضي القريب ولا يتطلع بحكمة نحو آفاق المستقبل.

من يتابع خطاب الكراهية والاستعلاء الفرنسي والتصريحات المنفعلة لمسؤولي باريس مؤخرا تجاه الجزائر، وهي جزءٌ من سياق التوتر مع الساحل الإفريقي، ومناطق النفوذ الاستعماري القديم، يدرك أنّ ساسة فرنسا لم يهضموا كل التغيرات الدولية الجارية من حولهم، إذ لم تعد بلادهم أصلاً ضمن الفاعلين الأساسيين في تشكيل المشهد العالمي.

من الطبيعي أن تنزل باريس إلى مستوى وصيّ على محميّة المخدرات في شمال إفريقيا، وتضيّع مصالحها الإستراتيجية في المنطقة وتفقد رمزيتها التي اكتسبتها لدى الآخرين من مسار قادة كبار تداولوا على حكمها المعاصر، مهما اختلفنا معهم، من أوزان شارل دوغول وجيسكار ديستان وفرانسوا ميتران وجاك شيراك، بعد ما آل أمرها في عهد المثليّة والتطرّف إلى إيمانويل ماكرون وغابرييل أتال وفرانسوا بايرو وجان نويل بارو.

ربما غاب عن هؤلاء الشواذ سياسيًّا أن الجزائريين لم يفلحوا في شيء عبر تاريخهم البعيد أكثر من قدرتهم الأسطورية على طرد الغزاة، فهم سادة الحروب والمعارك، وما تحقق لهم ذلك إلا لطباعهم النفسية والعقلية، فهم شعبٌ ثائر بفطرته يأبى الظلم والضيم والإهانة، ولا يقبل التعايش معها مهما كلَّفه موقفه الثوري من تضحيات، ولا أدلَّ على ذلك من فاتورة مقاوماتهم المتعاقبة للاستعمار الفرنسي نفسه، تتويجًا بثورة التحرير الكبرى.

اليوم يلعب صغار باريس، الذين لم يقرؤوا تاريخهم القذر في بلادنا، لعبة المناورة بالتهديد والإنذارات والمُهل مع جزائر السيادة والعزة، كأنها ضمن بقايا المحميّات التي يقيم ملوكها المخمورون فوق ترابهم النجس بشكل دائم، مع أنّ الرئيس عبد المجيد تبون يرفض حتى الآن مجرد زيارة إلى فرنسا، إلا بما يخدم المصالح الوطنية، وفي مقدمتها الالتزام بتسوية ملف الذاكرة وفرض التعامل الندّي البراغماتي في علاقات الجانبين.

لو كان في نيّة قادة هذه البلاد التفكير في مخارج للأزمة مع باريس، وفق مقتضيات المصالح المشتركة، فإنّ متنطّعي فرنسا الأوغاد قد قطعوا شعرة معاوية بلغتهم غير المؤدَّبة وعنترياتهم المنافية لكل معايير اللباقة الدبلوماسية، لكن رُبّ ضارة نافعة بالنسبة لعموم الجزائريين.

بمعنى أوضح، سيكون من المفيد للشعب الجزائري قطع الحبل السُّرِّي نهائيّا مع فرنسا، لأنّ عُقدتها المزمنة معنا هي عقيدتها الراسخة، لم تطرأ مع اليمين المتطرف ولن تتخلص منها بمجيء تيّار الوسط، إنما يتغير فقط التعبير عنها والأسلوب، وفق مقتضيات المرحلة وموازين القوى بين البلدين، لذلك على الجزائريين تحديد موقفهم النهائي من طبيعة العلاقة مع باريس، بلا تردّد ولا كثرة حسابات، بل بناء على تصوُّرهم المبدئي في مواجهة منطق العقل الاستعماري.

وبهذا الصدد، فقد صدق الشيخ البشير الإبراهيمي، حين رسم أمامنا الطريق منذ عقود، بقوله إنّ “فرنسا ترى أنكم عدوٌّ لها، وترى نفسها عُدوًّا لكم، ولو سألتموها بعد ألف عام لوجدتم أن هدفها واحد: محوُ هويّتكم ودينكم”.

لذلك سنكون على مذهب الشهيد العربي التبسي، رحمه الله، حين أوصانا بأنّ “فرنسا أمُّ الخبائث، من عاش فليعش بعداوة فرنسا، ومن مات فليحمل معه هذه العداوة إلى القبر”.

إنّ غاية الأماني اليوم أن تُمعن فرنسا في غيّها الدبلوماسي وينفِّذ قادة الجزائر وعيدهم بالردود الفوريّة والصارمة، فيستأصلون جذور النبتة الخبيثة من أرض الطُهر والشهداء، خاصة ما تعلّق بالرواسب الثقافيّة واللغويّة والهُوياتيّة، فهي أنكى لجراح فرنسا وأشدّ وقعًا عليها من خسائر الاقتصاد والمال.

ستكون فرصةً تاريخية أمام الجزائريين، لو نُحسن جميعًا الاستثمار في الاستقواء بالتلاحم الوطني بين الشعب ومؤسسات الدولة، لإرغام فرنسا على تصفية الملفات العالقة وحرْق كل أوراق نفوذها وسحب أدوات الابتزاز السياسي.

شارك المقال

المزيد من التفاصيل من المصدر - (اضغط هنا)

كانت هذه تفاصيل نهيبكم بالله أن تتراجعوا عن القطيعة مع فرنسا نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

كما تَجْدَرُ الأشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الشروق أونلاين وقد قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي. -

تصفح النسخة الكاملة لهذا الموضوع

تابع نبض الجديد على :
اهم الاخبار في اخبار عربية اليوم