اخبار عربية - ترند السعودية - ترند مصر

كتب الشروق أونلاين الجنّة تنادينا..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد الرأي الجنّة تناديناسلطان بركاني2025 03 0210لعلّنا جميعا قد مللنا قسوة قلوبنا، وأرهقتنا سطوة أنفسنا الأمّارة بالسّوء، وقد ثقلت أرواحنا وضاقت صدورنا بسبب ذنوبنا وتقصيرنا... , نشر في الأثنين 2025/03/03 الساعة 01:21 ص بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .

الرأي

الجنّة تنادينا

سلطان بركاني

2025/03/02

1

0

لعلّنا جميعا قد مللنا قسوة قلوبنا، وأرهقتنا سطوة أنفسنا الأمّارة بالسّوء، وقد ثقلت أرواحنا وضاقت صدورنا بسبب ذنوبنا وتقصيرنا وتفريطنا في جنب الله، وفي المقابل: ندرك جميعنا نوقن أنّه لا سعادة لنا في الدّنيا والآخرة إلا بإصلاح ما بيننا وبين الله، وندرك أنّ أبواب التوبة مفتوحة في كلّ وقت، ونعلم أنّ رمضان فرصة سانحة للتّوبة تفتح فيه أبواب الجنّة وتغلّق أبواب النّار وتغلّ الشياطين، ويجد العبد لينا في قلبه وإقبالا في روحه، لا يجد مثيلا لهما في غير رمضان.

لأجل هذه الحقيقة التي نلمسها في أنفسنا وأرواحنا عند حلول رمضان، ربط الله الصيام بالتقوى، فقال جلّ من قائل: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ))، وربط رمضان بالقرآن وبالهداية، فقال سبحانه: ((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ((.

ما منّا من أحد إلا وهو يتمنّى أن يوفّقه الله لصيام رمضان على الوجه الذي يحبّه الله ويرضاه، ويتمنّى أن يوفقه الله لقيام لياليه على ما يرتضيه سبحانه ويقبله.. يتمنّى أن يوفّقه الله لإدراك نفحات الشّهر ورحماته، ويوفقه لسلوك طريق الجنّة التي تفتّح أبوابها في رمضان.. وإنّها لنعمة عظيمة أنّنا أدركنا تلك السّاعات التي أمر الله فيها بفتح أبواب الجنّة، لتهبّ نسماتها ويتذكّر العبد المؤمن أنّه ما خلق إلا ليعبد الله ويسكن الجنّة.. نحن ضيوف في هذه الدّنيا، ونسكن هذه الأرض مؤقتا. دارنا الأصلية هي الجنّة، ولا ينبغي للعبد المؤمن أن يرضى لنفسه بدار أخرى غير الجنّة. يقول الإمام ابن الجوزي –رحمه الله-: “إنّ العمر غال، فلا تقبل له ثمنا دون الجنّة”.

إذا جعل العبد المؤمن هذه الحقيقة نصب عينيه، علت همّته وصلحت حاله، وتعالى بنفسه عن أن يخاصم ويعادي لأجل مال أو مسكن أو أيّ متاع في دنيُا هي ليست داره ولا مستقرّه، ولك أن تنظر -أخي الموفّق- إلى الفارق الكبير الذي يصنعه الهدف الواضح وتصنعه الهمّة: اعترض طريقَ النبي –صلـى الله عليه وسلم- يوما أعرابيّ فقال: “يا محمد! أعطني من مال الله الذي أعطاك، فإنه ليس بمالك ولا بمال أبيك”، لكنّ رجلا آخر كانت همّته أعلى وأجلّ من المال، كان يحرص على إعداد وضوء النبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- لغاية أعلى وأسمى من الدّنيا وما فيها: ربيعة بن كعب الأسلمي –رضي الله عـنه- أتيحت له فرصة العمر حينما أتى حبيبَه -صلـى الله عليه وسلم- يوما بوضوئه، فقال له الحبيب: “يا ربيعة، سل ما تريد”، قال: يا رسول الله، أتمنى رفقتك في الجنة! فقال النبيّ –صلّى الله عليه وسلّم-: “أو غير ذلك؟” قال: هو ذاك. قال: “فأعنّي على نفسك بكثرة السّجود”.

أعرابيّ آخر أتى النبيّ –صلـى الله عليه وسلم- فقال: “يا محمّد! اعدل فإنّك لم تعدل”، همّه كان الغنيمة والعطية، وفي مقابله رجل لم تذكر كتب السير اسمه، جاء إلى النبي -صلى الله علـيه وسلم- فآمن به واتبعه وخرج معه في غزوة، غنم رسول الله صلى الله عـليه وسلم- فيها غنائم، فقسم للنّاس وقسم للأعرابيّ، فقال الأعرابيّ: يا رسول الله، ما على هذا اتبعتك، ولكني اتبعتك على أن أرمى هاهنا -وأشار إلى حلقه- بسهم فأموت وأدخل الجنة. فقال: “إن تصدق الله يصدقك”، فلبثوا قليلا، ثم نهضوا إلى العدو، فما هو إلا بعض الوقت حتى أتي بالرجل إلى النبي –صلـى الله عليه وسلم- يحمل، قد أصابه سهم حيث أشار. فقال النبي –عليه الصّلاة والسّلام-: أهو هو ؟ قالوا: نعم. قال: “صدق الله فصدقه”.

في أوّل أيام رمضان، بل في لياليه وساعاته كلّها ينبغي ألا تغيب الجنّة عن أذهاننا، نتذكّرها ونتذكّر ما فيها من النّعيم المقيم الذي لا يخطر على قلب بشر في هذه الدّنيا، ونتذكّر اللقيا بأهلنا وأحبابنا الذين فرّقت بيننا وبينهم الدّنيا، ونتذكّر رؤية الحبيب المصطفى –صلّى الله عليه وآله وسلّم- الذي آمنّا به واشتقنا للقائه، ونتذكّر رؤية وجه مولانا وخالقنا الذي آمنا به بالغيب وتلهّفت قلوبنا لرؤية وجهه الكريم.

وعندما نتذكّر الجنّة، نتذكّر مع ذلك ذنوبنا التي ينبغي أن نتوب ونتطهّر منها حتّى لا تثقل ظهورنا في رمضان، وحتّى لا تحرمنا دخول الجنّة.. ليس هناك في هذه الدّنيا الفانية ما يستحقّ أن نخسر بسببه ولأجله جنّةً رضوان خازنها والجار والرّحمن بانيها لله إنّها لخسارة عظيمة أن يخسر عبد مسلم الجنّة بسبب ساعة يزيدها في نومه يضيع بها صلاة الفجر..  خسارة عظيمة أن يخسر الشابّ المسلم الجنّة بسبب نظرة إلى صورة محرّمة أو مقطع سيّئ على الهاتف، أو بسبب فتاة عابثة تنتقل من هذا إلى ذاك، تغريه بكلماتها ودلالها، فينسى حورا عينا قاصرات الطرف كواعب وأترابا.. خسارة عظيمة أن يخسر عبد مسلم الجنّة بسبب ميراث يمنعه عن أخته، أو بسبب قطعة أرضى يحرم منها قريبا.. خسارة عظيمة أن يخسر عبد مسلم الجنّة بسبب عداوة مع أخ مسلم لأجل متاع فان.. خسارة عظيمة أن تخسر امرأة مسلمة الجنّة بسبب ألبسة تتبرّج بها وتنافس بها الصديقات والقريبات.. خسارة عظيمة أن تخسر فتاة مسلمة الجنّة بسبب شابّ ضيّع نفسه ودينه ودنياه ورضي لنفسه بأن يجلس في مواقع التواصل وفي المجموعات يتصيّد بنات المسلمين.

رمضان لا يزال يدعونا: “يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشرّ أقصر”، يدعونا جميعا لنكفّ وننتهي عن ذنوبنا وتقصيرنا ونتوب إلى الله توبة نصوحا تكون بداية لحياة جديدة تستمرّ في رمضان وبعد رمضان إلى أن نلقى الله، توبة نحسّ معها بضعفنا أمام مولانا سبحانه وبحاجتنا إلى عفوه ورحمته ومغفرته، توبة تخفق لها قلوبنا وتدمع لها عيوننا وتتحرّك لها أركاننا.

شارك المقال

المزيد من التفاصيل من المصدر - (اضغط هنا)

كانت هذه تفاصيل الجنّة تنادينا نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

كما تَجْدَرُ الأشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الشروق أونلاين وقد قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي. -

تصفح النسخة الكاملة لهذا الموضوع

تابع نبض الجديد على :
اهم الاخبار في اخبار عربية اليوم