كتب جريدة الاتحاد الغرب السطحي والغرب العميق..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد nbsp;ذات يوم قال لي الرئيس الجزائري السابق أحمد بن بلة إن كثيراً من الناس عندنا لا يعرفون الغرب جيداً، إنهم يتابعون نجوم السينما وكرة القدم ويعتقدون أن هذا هو جوهر الغرب، إنهم لا يتابعون المعامل والمصانع والمزارع التي تمثل حقيقة الغرب.البعض... , نشر في الثلاثاء 2025/03/04 الساعة 04:49 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
ذات يوم قال لي الرئيس الجزائري السابق أحمد بن بلة: إن كثيراً من الناس عندنا لا يعرفون الغرب جيداً، إنهم يتابعون نجوم السينما وكرة القدم ويعتقدون أن هذا هو جوهر الغرب، إنهم لا يتابعون المعامل والمصانع والمزارع التي تمثل حقيقة الغرب.
البعض عندنا يعتقدون أن مرتادي محلات الشانزليزيه الفاخرة هم عماد فرنسا، لكن هناك الملايين الذين يستيقظون مبكراً للعمل الجاد، وهناك الأراضي الزراعية التي تنتج الطعام، والمصانع التي تنتج حاملات الطائرات كما تنتج مئات الأنواع من الأجبان. ما سمعتُه من الرئيس الجزائري قرأتُه عند الفيلسوف الجزائري مالك بن نبي الذي قال إن المرأة الفرنسية ليست فقط تلك التي تتسوّق في محلات الأزياء والحقائب مرتفعة الأسعار، بل هناك الفلاحات في الريف والعاملات في المصانع اللائي يرتدين زي العمل، ويشتغلن على مدار الساعة، وفي إجازة نهاية الأسبوع يذهبن للتنزه بعد وضع ميزانية محدودة قبل أن يقرّرن الخروج.
وقريباً من هذه الأفكار قمتُ مؤخراً بإلقاء محاضرة تحت عنوان «الغرب السطحي والغرب العميق».. إذْ يحظى «الغرب السطحي» باهتمام كبير في وسائل الإعلام والتواصل، بينما يقتصر الاهتمام بالغرب العميق على دوائر الفكر النخبوي، وهي دوائر محدودة العدد، وهي أيضاً محدودة التأثير. وفي زيارة لي إلى ولاية فلوريدا.. شاهدتُ في يوم واحد الغربيْن معاً، كانت صور المغنية الأميركية «تايلور سويفت» تتصدّر أغلفة عدد هائل من المجلات في مكتبات أورلاندو، وكان هناك مَن يتوقف أمامها لبعض الوقت، لكن حين زرتُ مركز كينيدي للفضاء في كيب كانافيرال بعد ساعات.. كان هناك الغرب العميق ماثلاً في أعلى مستوياته. لا تقول سويفت شيئاً مهماً، بل تروي مشاهد بسيطة من حياتها عبر أغنياتها، حتى أن أول ألبوم لها قد حمل اسمها كعنوان له. والآن.. وبعد سنوات معدودة تجاوزت ثروةُ الفنانة التي ولدت منتصف الثمانينيات المليار ونصف المليار دولار، وقارب عدد متابعيها 300 مليون مشترك! وفي العالم العربي حالة إعجاب كبرى لدى المراهقين بتايلور سويفت، إن القليلين منهم يرون أميركا القوية لا أميركا الاستعراضية.. يرون جامعات النخبة ومراكز البحث ووادي السيليكون.. ومزارع القمح ومصانع مرْكبات الفضاء. من الصعب إنكار منتجات الغرب السطحي في دعم الغزو الفكري للعالم ودعم قوته الناعمة، لكن الغرب الحقيقي الذي تمكّن من استعمار العالم جغرافياً ثم استعمره سياسياً واقتصادياً وثقافياً.. هو ذلك الغرب القائم على العلم والبحث، وعلى تطوير التعليم والتأسيس المعرفي للتقدم. لم يكن الإبداع والخيال في مجال التسليّة فحسب، بل كان في مجال العلم.
وحسب الفيلسوف الأميركي «جون ديوي»، الذي أسس مختبرات عديدة في جامعة شيكاغو من أجل دعم التجارب العملية، فإن «كل تقدم كبير في العلوم كان صادراً عن جرأة جديدة في الخيال»، وبتعبير عالم الاجتماع الأميركي «بي دبليو بوا»، وهو أول أميركي أسود يحصل على الدكتوراه من جامعة هارفارد، فإنه «لا يوجد سوى جبان واحد على وجه الأرض، وهو الجبان الذي لا يجرؤ على المعرفة». لا تقدم حقيقي إلاّ بدراسة الغرب العميق، لا الانبهار بالغرب السطحي، وقد كان الفيلسوف الأميركي «روبرت نوزيك» يسخر من بناء أنظمة فكرية كبيرة استناداً إلى عدد قليل من البديهيات، كأن يُلقي أحدهم بقطعٍ من الطوب فوق بعضها البعض، ظنّاً منه بأنُه يقوم بالبناء! لقد تعلّمت الصين واليابان من الغرب العميق، وتعلّم آخرون من الغرب السطحي.. والحضارة اختيار.
*كاتب مصري
المزيد من التفاصيل من المصدر - (اضغط هنا)
كانت هذه تفاصيل الغرب السطحي والغرب العميق نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
كما تَجْدَرُ الأشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على جريدة الاتحاد وقد قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي. -
تابع نبض الجديد على :