كتب الشروق أونلاين الشيخ أحمد باشا.. الغائب الكبير في رمضان هذا العام بتبسة..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد بعد عقود من الدعوة والإفتاء والخطابة، والإصلاح بين الناس، سيكون أول رمضان لهذا العام بولاية تبسة، دون صوت أو فتوى للإمام الفقيه، الشيخ أحمد باشا، الذي فارق الحياة خلال شهر ديسمبر من السنة الماضية 2024م، وهو الذي عرف طيلة مسيرته بدروسه الرمضانية... , نشر في الثلاثاء 2025/03/04 الساعة 04:54 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
بعد عقود من الدعوة والإفتاء والخطابة، والإصلاح بين الناس، سيكون أول رمضان لهذا العام بولاية تبسة، دون صوت أو فتوى للإمام الفقيه، الشيخ أحمد باشا، الذي فارق الحياة خلال شهر ديسمبر من السنة الماضية 2024م، وهو الذي عرف طيلة مسيرته بدروسه الرمضانية بمسجد الشيخ الطيب، وكان مرجعا دينيا لسكان الولاية، الذين نهلوا منه العلم والفقه وتعلموا منه الخطابة وفنون البلاغة واللغة ومنهجية الإصلاح، فكانت مجالس الذكر، تنار بعلمه الغزير، خاصة خلال شهر رمضان المعظم، حيث كانت تقام الدروس في مختلف اللعلوم الشرعية مشفوعة بالفتاوى الشرعية المستمدة من الفقه المالكي، وجمهور العلماء.
مسيرة شاقة
الشيخ أحمد باشا أخذ العلوم من الجامعة الزيتونية بتونس، ومدارس جمعية العلماء المسلمين بلعوينات وتبسة، ورغم صغر سنه في أربعينات القرن الماضي، فقد جمع بين مختلف العلوم، متأثرا منذ نعومة أظافره بوالده الشيخ الطيب الذي توفي قبل الثورة بسنتين، وجده الشيخ مبروك باشا، القاضي المبرز بسوسة وتونس، خلال منتصف القرن الماضي.
وقد كانت للشروق جلسات وحوارات مطولة مع الشيخ أحمد باشا، رحمه الله، في بداية الألفية مع أولى أعداد الجريدة وروى فيها جزءا من حياته من يوم مولده في مرسط شمال تبسة، سنة 1931، حيث كما قال كانت الظروف صعبة جدا خاصة ما يتعلق بالجانب الاجتماعي، بسبب سياسة الاستعمار المطبقة على الشعب الجزائري، ومن جملة ما قاله:
“رغم صغر سني كنت أرتدي قشابية أو جبة طيلة أيام الدراسة والمحظوظ من العائلات من يأكل كسرة وبعض المرق، ومع ذلك تمكنت ولله الحمد من حفظ القرآن الكريم بمدارس جمعية العلماء المسلمين كاملا في سن مبكرة، وهذا دون العشر سنوات، تزامنا مع أعمال فلاحية نقوم بها من زرع ورعي الأغنام، طمعا في جمع النقود للسفر والالتحاق ببلدية الكويف الحدودية، التي تبعد عن مرسط بـ 60 كيلومترا، وهذا لتحقيق الهدف الثاني، وهو التوجه إلى تونس، والعيش في ظروف أحسن سواء بالكويف التي تتوفر على عوامل الاستقرار، من حيث العمل أو تواجد محلات تجارية وغيرها، والأفضل من ذلك أنها قريبة من الحدود بإمكان أي جزائري أن يهاجر عبرها رغبة في العلم أو هروبا من الضغوطات والظلم الفرنسي والتي بدأت مع ظهور الحركات الوطنية والمطالبة بالاستقلال”.
وبعد رحلة إلى تونس وأخذ نصيبه من العلم، عاد إلى الكويف، حيث تقلد الإمامة بالمسجد وبرز بروزا لافتا، فكان محل إزعاج السلطات الفرنسية بمدينة الكويف التي كانت مقصدا للمعمرين والفرنسيين باعتبارها مدينة منجمية، وقد أطلق عليها آنذاك باريس الصغرى.
قض مضاجع المستعمر
وقد نجا الشيخ أكثر من مرة من الاغتيال خاصة بعد العمليات الفدائية التي قام بها مجاهدو المنطقة، ضد الفرنسيين متهمين الشيخ بالتحريض عبر خطاباته المتشددة، بالإضافة إلى مساعدة الجزائريين في الخروج إلى تونس والعودة منها، كما أنه عيّن قاضيا شرعيا طيلة أيام الثورة، وهي الحقيقة التي أشارت لها مجلة البصائر، وقد نصحه ذات مرة كما تحدث، بألا يخرج لصلاة الصبح لأن هناك قناصا قرب منزله يتربص به للقضاء عليه، وقد كان دائم الاستنطاق من طرف الإدارة الفرنسية، التي أزعجتها الدروس والخطابات المسجدية المستمدة من الكتاب والسنة، على منهج رائد الإصلاح الشيخ عبد الحميد بن باديس، الذي كان الشيخ أحمد باشا متأثرا به أيما تأثر.
وبعد الاستقلال عمل أستاذا لمادتي اللغة العربية والتربية الدينية، وموجها زملاءه حديثي العهد بالتعليم، فكان مرجعا في الأداء والمعرفة، حيث تتلمذ على يديه مئات الطلبة، الذين أشادوا بعد سنوات بعطاءاته، خاصة الذين تقلدوا مناصب عليا في البلاد، ليتولى بداية سبعينات القرن الماضي إدارة أول متوسطة بالمنطقة بعد مغادرة المدير الفرنسي، وقد أبان عن قدرات فائقة في التسيير خاصة وأنها كانت قبلة لمئات الطلبة من مختلف البلديات المجاورة، وحتى من الحدود من الجزائريين والتونسيين.
وعلى الرغم من انشغالاته الإدارية والتربوية، فقد اشتهر الشيخ بالتنقل بين قرى ومداشر الولاية، معلما وموجها، ومرشدا دينيا وواعظا ومصلحا، حتى نال محبة الناس له، فكان يجبر من أهل القرى والمداشر بالبقاء يوما كاملا للأخذ من علمه وتناول الطعام معه تبركا بعلمه وورعه وما يحفظ من كتاب الله، وبقي على هذه الحال، وعلى الرغم من محاولات أعيان عدة قبائل الزج به في المجال السياسي وإقحامه في المجالس المنتخبة، إلا أنه رفض ذلك، مؤكدا أن له ما يشغله عن السياسة وهو اصلاح حال الناس وتوجيههم وحث الناشئة على حفظ كتاب الله، وهو ما حصل فعلا إذ إن هناك من يؤكد أن في عهده وخلال ثمانينات القرن الماضي، تمكن حوالي 1000 شاب من حفظ كتاب الله بفضل الشيخ أحمد وأصدقائه من المشايخ، رغم وجود مسجد واحد لتتعدد المساجد بحفظة القرٱن، وبعد إحالته على التقاعد، تفرغ كلية للعمل الخيري والتدريس والإصلاح، وكان المسجد يمتلئ بالمصلين من مختلف البلديات للتزود من العلم كما ساهم في توعية الناس في الأعمال الوطنية، إلى آخر أيامه.
ورغم عجزه عن الخروج والإفتاء، كان هاتفه لا يتوقف، وهو يرد على المتصلين به للأخذ برأيه في مختلف القضايا وما يتعلق بشؤونهم الدينية، ليلتحق بالرفيق الأعلى في 6 ديسمبر 2024 م عن عمر تجاوز 93 سنة قضاه في التعلم والتعليم، حيث حضر جنازته آلاف المواطنين من مختلف بلديات الوطن ومسؤولين محليين، مدنيين وأمنيين ومنتخبين ووري التراب بمسقط رأسه بمقبرة مرسط.
المزيد من التفاصيل من المصدر - (اضغط هنا)
كانت هذه تفاصيل الشيخ أحمد باشا.. الغائب الكبير في رمضان هذا العام بتبسة نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
كما تَجْدَرُ الأشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الشروق أونلاين وقد قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي. -
تابع نبض الجديد على :