كتب جريدة الراية قضايا وأحداث … تركيا بين الأمل والتحديات.. مستقبل القضية الكردية..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد سلام وإن كان السلام تحية 8230;لقد تابع الجميع بأنفاس متسارعة دعوةَ عبد الله أوجلان لتنظيم بي كي كي للتخلي عن السلاح، تلك الدعوةُ التي جاءت استجابة لنداءات رئيس حزب الحركة القومية التركي دولت بهتشلي. والحقيقة أن ذلك الحدث كان أشبه بالمستحيل،... , نشر في الأحد 2025/03/09 الساعة 01:51 ص بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
سلام وإن كان السلام تحية…
لقد تابع الجميع بأنفاس متسارعة دعوةَ عبد الله أوجلان لتنظيم «بي كي كي» للتخلي عن السلاح، تلك الدعوةُ التي جاءت استجابة لنداءات رئيس حزب الحركة القومية التركي دولت بهتشلي. والحقيقة أن ذلك الحدث كان أشبه بالمستحيل، ربما يكون أقرب إلى ما استيقظ عليه العالم في الثامن من ديسمبر2024، حين تمكن الشعب السوري المظلوم من تحقيق حريته التي اغتصبها نظامُ الأسد أكثر من نصف قرن. وهذان الحدثان جديران برسم صورة متفائلة لمستقبل الوضع في المنطقة ليس فقط في الداخل التركي والسوري.
ولعل عامل المفاجأة والجرأة في دعوة بهتشلي هو ما أكسبها القوة لتكون مصدر إلهام للوصول إلى حل حقيقي لحالة استمرت لعقود؛ حيث مثل الاقتراح صدمة لكل الأطراف، الأمر الذي فجَّر التساؤل الشرعي بين أطياف الشعب التركي: «ولم لا؟!» ما زاد المبادرة نجاحًا في وقت كانت العملية السياسية على وشك الوصول لطريق مسدود في عقول جميع الأطراف، لتخرج مبادرة بهتشلي لتشق أفقًا جديدًا للخروج من المشهد الضبابي.
هذا إلى جانب طبيعة الاستجابة، فلم يأتِ التنفيذ العملي لهذه المبادرة في 27 فبراير2025، بعيدًا عنها، فقد أعلن أوجلان موقفه في مؤتمر صحفي تبع عدة لقاءات مكثفة أجراها مسؤولو حزب «DEM»، ولم يصرح بذلك في اجتماع كتلة الحزب في البرلمان التركي. وكان هذا بالضبط ما أثار أكبر قدر من الجدل في اقتراح بهتشلي، حيث بدا صعبَ التنفيذ من الناحية العملية، فضلًا عن كونه غير مقبول منطقيًّا. لكن عدم إصرار أي طرف على هذه النقطة أثبت أن الهدف الأساسي للمبادرة لم يكن التوقف عند التفاصيل، بل تحقيق النتيجة الإيجابية المرجوة. وصرح أوجلان في رسالته بحل التنظيم قائلًا: «إنني، وفي ظل المناخ السياسي الذي تشكَّل بفعل دعوة السيد دولت بهتشلي، والإرادة التي أظهرها السيد الرئيس، والموقف الإيجابي الذي اتخذته بقية الأحزاب، أتحمل المسؤولية التاريخية لهذه الدعوة إلى إلقاء السلاح». في إشارة واضحة من أوجلان إلى المناخ الذي تعيشه تركيا اليوم، ذلك المناخ الذي لا يترك لأي طرف فرصة التغريد خارجه؛ فمَن يتجاهل هذا المناخ سيجد نفسه خارج مسار التاريخ وخارج المعادلة السياسية.
وعند محاولة استيعاب طبيعة ذلك المُناخ نجد في الحقيقة أن أوجلان نفسه هو من حدَّد معالمه، إذ لم تعد الظروف السياسية والعوامل التي أدَّت إلى نشوء «القضية الكردية» قائمة الآن، بمعنى أن القضية الكردية حُلَّت تقريبًا. ولم يعد السلاح وسيلة مشروعة لتحقيق أي مكاسب سياسية باسم الأكراد. وبفرض أن هناك مشاكلَ لا تزال عالقة للأكراد، فيمكن حلَّها بسهولة في إطار العملية الديمقراطية. وبالتالي، لم يعد هناك أي مبرر لاستمرار العمل المُسلح باسم الأكراد أو من أجل قضيتهم، وأي سلاح يُرفع بعد الآن لن يكون إلا لخدمة أجندات قوى أخرى وأطراف خارجية.
ولا ننسَ أن هذه ليست المرة الأولى التي يوجه قيها أوجلان هذه الدعوة، فقد صرَّح في الماضي بأن «زمن السلاح قد ولَّى»، وأن القنوات السياسية الديمقراطية باتت كافية لمعالجة القضية الكردية. وبالفعل التزم تنظيم «بي كي كي» لفترةٍ وجيزة بهذا الموقف، وشهدت تلك الفترة وقفًا طويلًا لإطلاق النار وازدهارًا لعملية السلام. لكن التطورات التي شهدتها سوريا على يد نظام البعث لاحقًا أغرت التنظيم بالعدول عن هذا المسار.
وهذا يؤكد أن هناك أسبابًا كثيرة تجعل دعوة 27 فبراير لديها فرصة أكبر للنجاح؛ فقد انتهى نظام الأسد الداعم الكبير لتنظيم «بي كي كي» . وفي الداخل التركي، لم تَعُد هناك بيئة مواتية لتمدد الإرهاب، لا من ناحية الإمكانيات المادية، أو السياسات الإقصائية التي كانت تغذِّي الدعم البشري للإرهاب. وفي ظل هذه المُعطيات تمثل دعوة أوجلان فرصة وخيارًا لتنظيم «بي كي كي» للخروج من مأزقه.
ولكن هناك نقطة أخرى مهمة في هذا الملف، فالوجود الأمريكي في سوريا الذي تقوده إسرائيل يطالب الدولة السورية الجديدة بالابتعاد عن تركيا، إذا أرادت رفع العقوبات والحصار عنها. وبالطبع، يقاوم النظام السوري هذه الضغوط، ولكن للمقاومة ثمن. ولذلك يتعين على تركيا تطوير سياسة لمواجهة احتمال تحويل الولايات المتحدة وجود تنظيم «بي كي كي» إلى ورقة ضغط ضد النظام السوري.
ولقد تابع الكثير دعوة أوجلان، وصدرت عدة تصريحات مُتعلقة بها تؤكد أن العملية -التي تم الانخراطُ فيها- تتطلب من الجميع أن يكونوا في غاية الحذر. فكلمات أوجلان تظهر أنه يربط شروط وجود التنظيم ببنية الدولة القومية قبل 40 عامًا تقريبًا، والآن بما أنه حل نفسه، فإن كيفية تحديد البنية المُقابلة له في مواجهة هذا الواقع الجديد تظل من الموضوعات الرئيسية المثيرة للاهتمام. فالتصريحات التي صدرت حتى الآن لا تشير إلى تقديم أي شروط أو مطالب إضافية لضبط هذه العملية.
ولابد اليوم من الانتباه إلى الأسلوب واللغة، وبعض اللباقة والرقي الذي يتطلبه هذا المسار، دون ترك الساحة للمتشددين السياسيين.
أكاديمي وسياسي
وكاتب تركي
@yaktay
قضايا وأحداث … تركيا بين الأمل والتحديات.. مستقبل القضية الكردية جريدة الراية.
المزيد من التفاصيل من المصدر - (اضغط هنا)
كانت هذه تفاصيل قضايا وأحداث … تركيا بين الأمل والتحديات.. مستقبل القضية الكردية نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
كما تَجْدَرُ الأشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على جريدة الراية وقد قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي. -
تابع نبض الجديد على :