كتب الجزائر تايمز التوتر بين الجزائر وفرنسا يصل الى قطيعة حادة ونهائية..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد التوتر بين الجزائر وفرنسا قصة مستمرة ومفتوحة عمرها أكثر من ستين سنة، لكنها لم تصل يوما إلى قطيعة حادة ونهائية. لذلك من المستبعد أن تُفضي الأزمة الحالية، على الرغم من مظاهرها الحادة، إلى قطيعة كبرى كما لم تفض أزمات سابقة مثلها وأسوأ.تمتلك فرنسا... , نشر في الأربعاء 2025/03/12 الساعة 04:36 ص بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
التوتر بين الجزائر وفرنسا قصة مستمرة ومفتوحة عمرها أكثر من ستين سنة، لكنها لم تصل يوما إلى قطيعة حادة ونهائية. لذلك من المستبعد أن تُفضي الأزمة الحالية، على الرغم من مظاهرها الحادة، إلى قطيعة كبرى كما لم تفض أزمات سابقة مثلها وأسوأ.تمتلك فرنسا مصالح كثيرة في الجزائر تمنعها من خوض تصعيد يفضي إلى قطيعة. وتمتلك الجزائر بدورها مصالح ضخمة في فرنسا اضطرتها لإيجاد طريقة تحافظ بها على حبل يمنع القطيعة مهما بدا هشًّا في بعض الأحيان.بعيدا عن السياسة هناك سر وراء هذا: إسمنت اسمه العامل البشري. هو من القوة بحيث منع، وسيمنع، أي قطيعة بين البلدين لأنه من أقوى ما عرفت العلاقات الإنسانية بين دولة في الشمال وأخرى في الجنوب. هذا الإسمنت ليس وليد اليوم، بل يعود إلى ستة عقود مضت، وعبّر عنه معرض في مرسيليا شاءت الأقدار أن يتزامن مع التأزم الجزائري الفرنسي.المعرض بعنوان «لا تنساني» احتضنته مكتبة «ألكازار» وانتهى في الأول من الشهر الجاري. يؤرخ المعرض قصص جزائريين قدموا إلى فرنسا، مرسيليا تحديدا، في السنوات التي أعقبت استقلال الجزائر بحثا عن لقمة العيش تاركين وراءهم كل شيء. عددهم بالآلاف وحطوا الرحال في مرسيليا لأن السفر من الجزائر كان بالبواخر والمدينة الساحلية الواقعة جنوب فرنسا هي الأقرب ففرضت نفسها ممرا إجباريا لهم.هناك يبدأ الاستعداد لتوزيع هؤلاء المجهولين عبر التراب الفرنسي. يشمل الاستعداد التقاط صور في استوديو Rex لأنها مطلوبة ضمن ملفات الإقامة والعمل. هذا الاستوديو دون غيره لأنه قريب من إدارة الهجرة. أسَّسه مهاجر أرميني سنة 1933 ثم ورَّثه لعائلته، وقبل عشر سنوات جاء فرنسي يهوى جمع الصور القديمة فاشترى أرشيف المحل فكانت المفاجأة: عشرات آلاف الكليشيهات بالأبيض والأسود أغلبها لرجال قدموا من الجزائر. عشرة آلاف صورة فقط مما يسمى اليوم «صورة جواز سفر» آلاف أخرى وقوفا وجلوسا في الاستوديو، لرجال يشبهون بعضهم بعضا قاسمها المشترك الملامح الحادة المشدودة وغياب الابتسامة، وفي ذلك رسائل متروكة لعلماء النفس والاجتماع. وراء كل صورة منها قصة وامتدادات وتفرعات. الأغلبية الساحقة من أولئك الرجال قدموا من مناطق اكتوت بنيران الاستعمار الفرنسي. تلك الوجوه والملامح تختزل عقودا من العلاقات الإنسانية الجزائرية الفرنسية ومن تاريخ هذه المدينة الجميلة التي تشعر في أحيائها بأنك لم تغادر الجزائر العاصمة أو وهران.هؤلاء المجهولون حركوا وجدان الجزائريين فقيلت فيهم الأشعار والأغاني، وشكّلوا مادة لا تنضب لبرامج إذاعية عمّرت طويلا ونالت شعبية هائلة رغم بساطتها الأقرب إلى الملل (لمن لا يعنيه الأمر مباشرة): قراءة يومية متشابهة لنداءات تصل البرنامج عبر البريد بعد أن تقضي أسابيع وشهورا في الطريق.. عائلة فلان من قرية كذا في جبال بني عزيز ولاية سطيف تبحث عن خالها فلان، خرج صيف 1966 في اتجاه فرنسا. بعد سنتين انقطعت أخباره. آخر مرة قيل لنا إن أحدهم رآه في ليون.. وهكذا يوميا لسنوات طويلة. اسألوا كبار السن إن كان فيهم من لا يعرف المذيع العربي بن دادا.
تأملتُ بعضا من الصور التي نشرها موقع «أوريون 21» الفرنسي ضمن تحقيق عن المعرض، فخُيَّل إليّ أنني أتأمل صور أجدادي وأخوالي وأعمامي كما عرفتهم طفلا. الشبه كبير والصور تفيض دفئا وإنسانية. إرث هؤلاء هو الإسمنت الذي ستتحطم عليه جهود الساعين للقطيعة بين الجزائر وفرنسا.تتقاطع هذه التركة الإنسانية مع واقع الحال اليوم وتعزز الجزم بأن ما يدور حاليا ببن البلدين مجرد فصل جديد من توتر مفتوح تصاعد أكثر وأخذ وقتا أطول من اللازم خلال السنوات الأربع الأخيرة لحسابات سياسية قصيرة النظر في البلدين. أما في العمق فلا توجد أزمة تهدد مستقبل العلاقات بين البلدين.أكثر من ذلك هي ليست أزمة بين الجزائر وفرنسا، ولكن بين الإعلام الجزائري واليمين المتعصب الفرنسي مدعوما بقطاع من الإعلام الفرنسي الذي يدور في فلك اليمين.الذين في يدهم زمام الحكم والقرار في العاصمتين يدركون أكثر من غيرهم أن البلدين لا يتحملان أزمة تصل حد القطيعة. يستطيعون تغذية التوتر لكن مع الحرص على إبقائه تحت السيطرة لإرضاء الداخل. إذا أردت أن تتأكد من صحة هذا الكلام فرنسيا، اقرأ تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون لصحافيين كانوا يرافقونه في الطائرة من لندن إلى عندما قال: لكلٍّ صلاحياته واتفاقية 1968 أنا. (صحيفة لوفيغارو الثلاثاء 4 مارس). كان بذلك الوضوح يرد على سياسيي اليمين الفرنسي وبعض الإعلاميين الذين يدفعون في اتجاه إلغاء العمل باتفاقية كانون الأول (ديسمبر) 1968.وإذا أردت أن تتأكد من صحة هذا الكلام جزائريا، تابع الإعلام الجزائري ولن تجد كلمة واحدة مسيئة بحق الرئيس ماكرون. كل السهام موجهة إلى اليمين المتطرف وإلى وسائل الإعلام الفرنسية. ابحث أيضا عن أيّ تصريح رسمي جزائري يسيء لفرنسا أو مسؤوليها فلن تجد.المشكلة في المقاربة الجزائرية أنها تراهن على إيمانويل ماكرون الذي يمثل الماضي، وتريد حربا مع اليمين المتطرف وهو المستقبل (لفرنسا وأوروبا وكل العالم الغربي).منظومة الحكم في الجزائر تملك أوراقا تستطيع بها ليّ ذراع فرنسا مثل اللغة والصفقات الاقتصادية والتعاون الأمني والقنصلي، لكنها لا تمتلك ترف خوض صراع حقيقي يُفضي إلى قطيعة مع فرنسا، لأنها تخشى انكشاف الفضائح.فرنسا تمتلك هي الأخرى أوراقا تلوي بها ذراع الجزائر لكنها تخاف الخسائر والتداعيات بعيدة المدى. بالنسبة للسياسيين الفرنسيين، معاداة الجزائر سهلة، مقبولة ومتاحة ولن تكلفك شيئا طالما أنت في المعارضة أو التقاعد. لكن عندما تتولى مناصب المسؤولية العليا تكتشف حقائق ومعطيات، منها أن الدفع نحو قطيعة مع الجزائر ليس سياسة حكيمة ومؤذٍ لفرنسا. وكذلك الحال في الجزائر إلى حد بعيد..في فرنسا يدرك العقلاء أن الجزائر قدر لا فكاك منه، وفي الجزائر يدرك العقلاء أن فرنسا قدر لا فكاك منه. أما الضجيج الإعلامي وحروب الاستوديوهات التلفزية فظواهر صوتية مؤقتة ستتوقف عندما يصفِّر قائد الجوق نهاية الحفلة.
توفيق رباحي
المزيد من التفاصيل من المصدر - (اضغط هنا)
كانت هذه تفاصيل التوتر بين الجزائر وفرنسا يصل الى قطيعة حادة ونهائية نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
كما تَجْدَرُ الأشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الجزائر تايمز وقد قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي. -
تابع نبض الجديد على :