كتب اندبندنت عربية تاركوفسكي لم "يؤفلم" دوستويفسكي لأنه موجود..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد المخرج الروسي الكبير أندريه تاركوفسكي متحف بيرا تراث الإنسانثقافة nbsp;روسياسينماأفلامأندريه تاركوفسكيالأدبالجريمةفيودور دوستويفسكيحتى وإن كان المخرج الروسي الكبير أندريه تاركوفسكي 1932 1986 قد لجأ في بعض أفلامه، قليلة العدد على أي حال... , نشر في الأحد 2025/03/16 الساعة 11:51 ص بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
المخرج الروسي الكبير أندريه تاركوفسكي (متحف بيرا)
تراث الإنسانثقافة روسياسينماأفلامأندريه تاركوفسكيالأدبالجريمةفيودور دوستويفسكي
حتى وإن كان المخرج الروسي الكبير أندريه تاركوفسكي (1932- 1986) قد لجأ في بعض أفلامه، قليلة العدد على أي حال وشديدة الذاتية في معظمها، إلى الأدب ينهل منه موضوعات وأساليب، فإنه حرص دائماً على ألا يدنو من أدب فيودور دوستويفسكي الذي كان لا يتوقف عن التصريح بأنه كاتبه المفضل بل أعظم الروائيين في تاريخ البشرية.
ونعرف أن ذلك الاستنكاف قد بلغ لدى صاحب أفلام بالغة الأهمية والشاعرية، مثل "أندريه روبليف" و"سولاريس" و"القربان"، حد أنه لم يعلن أبداً في أي حديث له عن مشاريعه المقبلة، مشروعاً دوستويفسكياً، لكنه حدث له مرات عديدة أن لمح بأنه قد يقدم ذات مرة على تحقيق فيلم عن حياة دوستويفسكي وهو ما لم يفعله أبداً على أي حال.
والحقيقة أن عالم السينما قد خسر كثيراً في الحالين، حال الاستنكاف المطلق بالنسبة إلى أدب الكاتب الرسي الكبير، وحال التناسي المتعلق بوعد يطاول فيلماً عن حياته. ومهما يكن من أمر، فيمكن القول إن ثمة في بعض الأحاديث الصحافية التي أدلى بها السينمائي خلال المراحل الأخيرة من حياته، ما يفسر تلك الهوة التي فصلت دائماً بين سينما تاركوفسكي وأدب دوستويفسكي، إنما من دون أن تتناسى احتفاء الأول الدائم والحافل بالتبجيل بأدب سلفه الكاتب العظيم.
بين مبدعين روسيين
لعل النص الذي ظهر عام 1972 في مجلة "كراسات السينما" الفرنسية، التي كانت وبقيت أكثر المطبوعات السينمائية العالمية احتضانا لتاركوفسكي، مترجماً عن الروسية، أبلغ تعبير توصل إليه سينمائي في مجال حديثه عن صاحب "الجريمة والعقاب" و"الإخوة كارامازوف" وعن مدى اقترابه منه مؤكداً أن ما يجعل دوستويفسكي شديد القرب منه إنما هو حرفية هذا الأخير في ممارسه الكتابة وموضحاً "أن المرء إذ يغوص حقاً في النصوص التي تعالج نظريات السينما والمسرح، سيدرك سريعاً أن الغاية الحقيقية للميزانسين (الإخراج) إنما هي توضيح الفكرة الكامنة في خلفية هذه الفكرة أو تلك من أفكار النص، أي توضيح المعنى العميق للعقدة الدرامية".
اعتبر دوستويفسكي أن اقتباس أي عمل روائي للسينما وليس فقط روايات كفن قائم في ذاته (غيتي)
والميزانسين لدى دوستويفسكي ليس في حقيقته سوى مقولة سيكولوجية. "وأنا أعتقد أن الأمر هو ذاته بالنسبة إلى السينما، مما يعني أن على الميزانسين أن يعبر، ليس تعبيراً عن الفكرة التي تكمن في خلفية مشهد محدد بل عن الحال النفسية للشخصيات خلال ذلك المشهد ومن ثم عن حالها الذهنية والعلاقات في ما بينها. وهنا عند مثل هذه النقطة لا ريب أن الواقعية في السينما تلوح لي قادرة على تقديم عون كاف بالنظر إلى أن الواقعية هي في حقيقتها أكثر غرابة بكثير في أي تخييل شاعري. بيد أنني حين أتحدث عن واقعية السينما فأنا أعني في الحقيقة ما يلي، أعني أن على السينما حين تصور الواقع، أن تبرز ما هو غرائبي في الموضوع وما هو عميق في مجال تحليلها للشخصيات والطبائع الموصوفة، كما عليها في الوقت نفسه أن تركز التصور الفرداني الحقيقي لعملية الإبداع... وهو ما يميز أدب دوستويفسكي الروائي".
دوستويفسكي والفردية المطلقة
إذ يوضح هذا الأمر ينتقل تاركوفسكي إلى ما يمهد لتفسير استنكافه عن الدنو سينمائياً من كاتبه المفضل، ليقول كيف أنه يرى من الأفضل عدم اقتباس دوستويفسكي سينمائياً موضحاً أنه إن وجد نفسه يوماً، و"هو أمر لن يحدث على أية حال"، مضطراً إلى اقتباس رواية للكاتب في فيلم سينمائي فإن الرواية الوحيدة التي ستخطر في باله هي "الجريمة والعقاب" إذ يراها الأكثر اكتمالاً وتوازناً، ومن ثم، وفي الوقت نفسه الأكثر حداثة بين رواياته "ففي هذه الرواية، يبدو لي أن ما يضاهي حكاية الجريمة المرتكبة أهمية إنما هو العقاب نفسه، ومن ثَم حكاية الندم أي ما هو النقيض التام نظرياً لحكاية الجريمة، وهو نقيض نظري لا يمكن للرواية أن توجد من دونه بالنسبة إلى غائيتها الأخلاقية".
ويعني ذلك أن دوستويفسكي إنما كتب الرواية من أجل ذلك النقيض بقدر ما كتبها للحكي عن الجريمة. والحال أن ما يعنيه تاركوفسكي هنا هو أن اقتباس السينما لحكاية الجريمة والتركيز عليها، مع تنحية حكاية العقاب أي الجزء الثاني بأكمله من الرواية، مشاهد سبيريا والمعتقل وتوجه راسكولنيكوف إليه مصطحباً صونياً والعقاب في مجمله، إنما معناه العجز عن فهم الرواية وما تريد قوله.
وبكلمات أخرى، إذا عجز الفيلم عن تصوير بطله راسكولنيكوف على الشاشة من دون التعبير عن تأملاته وأفكاره حول ما هو مسموح وما هو غير مسموح، حول الإرادة البشرية وحرية الاختيار إلى آخر ما هنالك، لن تكون السينما قد قدمت من الرواية سوى موضوعها المجرد، حكايتها الحدثية، لأن عمق الشخصيات وأطباعها مرتبط بالتفاصيل المخبوءة في عمق أعماق تلك الشخصيات. فـ"التأملات حول الجريمة والإرادة كما حول دور الفرد في المجتمع، لها كلها معان هائلة في "الجريمة والعقاب"... وليس من الوارد السكوت عنها بتغييبها في أي اقتباس سينمائي للرواية"... فما الحل بالنسبة إلى تاركوفسكي؟
كتابة الرواية سينمائياً
بالنسبة إلى السينمائي الكبير ثمة حل لا ثاني له وهو يكمن طبعاً في تفكيك الرواية وإعادة كتابتها من جديد. أي تحويلها إلى مادة خام قيد "الكتابة" مرة أخرى. "وإذ اقترح هذا أجدني أسارع إلى القول إن إعادة خلق الرواية تبدو لي عملية عقيمة تماماً. فالرواية موجودة. لماذا يتعين عليّ أن أخلقها من جديد، لماذا يجب عليّ تكرارها، ولماذا ينبغي تصويرها؟ يخيل إلى أن المهم بالنسبة إلى المتفرج السينمائي، هو أن يحكي كل واحد منا، تصوره الخاص للرواية، قراءته الشخصية لها".
في مثل هذه الحال يصبح من الأمور المفيدة والخلاقة، اقتباس روايات دوستويفسكي للسينما ولغير السينما، شرط أن يتبدى العمل، بالنسبة إلى المتلقي مهماً بقدر أهمية الرواية نفسها. أما إذا لم
المزيد من التفاصيل من المصدر - (اضغط هنا)
كانت هذه تفاصيل تاركوفسكي لم "يؤفلم" دوستويفسكي لأنه موجود نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
كما تَجْدَرُ الأشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على اندبندنت عربية وقد قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي. -
تابع نبض الجديد على :