كتب الشروق أونلاين الحلقة السابعة عشرة: بين قراءتين..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد الرأي القرآن والحداثةالحلقة السابعة عشرة بين قراءتينعلي حليتيم2025 03 1840إذا كان علينا أن نقرّ حقا أن المنجز التفسيري للقرآن قد توقف في القرنين الأخيرين، أو فقد زخمه... , نشر في الثلاثاء 2025/03/18 الساعة 05:42 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
القرآن والحداثة
الحلقة السابعة عشرة: بين قراءتين
علي حليتيم
2025/03/18
4
0
إذا كان علينا أن نقرّ حقا أن المنجز التفسيري للقرآن قد توقف في القرنين الأخيرين، أو فقد زخمه على الأقل بالنظر إلى ما سبقه من عناية بالكتاب العزيز، وبالنظر إلى العصر وإمكاناته ومطالبه وعدد المسلمين والمؤسسات العلمية الإسلامية، إلا أنّه يجدر بنا رغم ذلك التنويه ببعض الإنجازات اللافتة والاختراقات في ميادين تفسير القرآن كمعاجم القرآن (معاجم الألفاظ والموضوعات)، والتفسير الموضوعي والتفاسير المتخصصة: تربوية، نفسية، علمية… الخ والمنجزات التفسيرية الفردية كتفسير “في ظلال القرآن” لسيد قطب الذي أحدث قطيعة مع المناهج التفسيرية القديمة وأبدع متنا فريدا من نوعه بين التفاسير، لا هو يغني عنها كمراجع أساسية في التفسير ولا هي فيها ما فيه من جلاء لروح الآي والسور وبيان لرسالة القرآن ومنهجه التغييري الشامل للنفس والمجتمع، وكتفسير “التحرير والتنوير” للطاهر بن عاشور الذي لخص التفاسير الكلاسيكية ونهج مناهجها، لكنه أتى في حلة قشيبة رصينة كاملة متكاملة تستند إلى القديم حقا لكنها تلخصه وتنقحه وتضيف عليه شيئا جديدا باهرا، وتفسير “الجلي في التفسير” لأبي يعرب المرزوقي الذي هو تفسير فلسفي يكشف عن المنهاج العقلاني في القرآن الكريم ويرسم صورا لا حصر لها من تطبيقاته وممارسته في حياة الأنبياء والرسل. وكتفسير ابن باديس الذي ضاع جله في ظل قهر الاستعمار وبطشه، لكن يكفي الشيخ الرئيس ذخرا أنه أحيا بالقرآن شعبا وحرّر به أمة. وليس هذا المجال مجال التفصيل، لكن مع إقرارنا أن المنجز الإسلامي في القرآن وعلومه لا يزال قاصرا ولا يزال أمامه طريق طويل.
لكن المنجز الحداثي الذي يقابله والذي يسمونه القراءات المعاصرة ما هو سوى نوع من البلطجة الثقافية والهراء الأيديولوجي لا غير. نقول هذا الكلام بكل هدوء وبكل علمية وموضوعية. كيف يستقيم أن يقولوا هم السوء في التراث الإسلامي العلمي الرصين من منطلقات أيديولوجية عدائية للتراث، بل عدائية للوحي، بل حتى إنكارية لوجود الله أصلا في بعض الأحيان؛ بينما لا نسمح لأنفسنا أن نقول فيهم مثل ما يقولون أو مثل ما يستحقون؟ وهذا القول الذي نقوله ليس عن أيديولوجيا ولكن من باب الاستجابة للتحدي وطرح الحقائق لأن طرح الحقائق هو أول خطوة في النقاش الصحيح. وبلغ من سخافة الحداثيين العرب أنهم ينزعجون حين نواجههم بأقوالهم التي تدل على إلحادهم في الدين وطعنهم في الوحي! والمسلمون يعترفون للمستشرقين -رغم عدائهم الشديد الصارخ للإسلام ورغم تسببهم في هذه الحالة في تشظي الحالة الثقافية في العالم الإسلامي- بما قدموا لتراثنا من خدمات لا يمكن إنكارها من تحقيق لمخطوطات أو من منجزات لافتة كالموسوعة الحديثية أو الدراسات الجغرافية والأنثروبولوجية وغيرها. أما المنجز الحداثي فإنه -عدا بعض الاستثناءات مثل محمد عبد الجابري- كان خرابا ووبالا على الثقافة الإسلامية.
شارك المقال
مقالات ذات صلة
أضف تعليقك
جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة
الموقع في التعليقات.
لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!
المزيد من التفاصيل من المصدر - (اضغط هنا)
كانت هذه تفاصيل الحلقة السابعة عشرة: بين قراءتين نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
كما تَجْدَرُ الأشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الشروق أونلاين وقد قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي. -
تابع نبض الجديد على :