اخبار عربية - ترند السعودية - ترند مصر

كتب فلسطين أون لاين قصف مدرسة "التَّابعين"... الاحتلال يفتح جرح المجزرة الأولى..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد غزة يحيى اليعقوبي في إحدى زوايا ساحة مدرسة التابعين بمدينة غزة، تتناثر بقع دماء وأشلاء الشهداء على أرضية الساحة، وعلى جدران الحائط، لتكون شاهدة على مجزرة دموية كان غالبية ضحاياها من النازحين. تمتلئ الساحة بحجارة وركام أربعة فصول في الطابق... , نشر في الأربعاء 2025/03/19 الساعة 04:28 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .

غزة/ يحيى اليعقوبي:

في إحدى زوايا ساحة مدرسة التابعين بمدينة غزة، تتناثر بقع دماء وأشلاء الشهداء على أرضية الساحة، وعلى جدران الحائط، لتكون شاهدة على مجزرة دموية كان غالبية ضحاياها من النازحين. تمتلئ الساحة بحجارة وركام أربعة فصول في الطابق الرابع، كانت تستخدم لإيواء النازحين، قبل أن تتعرض للقصف قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي عند الساعة الثانية فجراً يوم الثلاثاء.

على أصوات هزات متتالية وانفجارات متزامنة، تصاعدت ألسنة اللهب، ما أفزع النازحين في المدرسة وأيقظهم من نومهم. وعندما حاول بعضهم مشاهدة ما يجري من نوافذ المدرسة داهمتهم الصواريخ الإسرائيلية، فعاشوا لحظات دامية، تعالت خلالها صرخات النساء والأطفال المرتعدين من هول ما عاشوه، وكأنها "أهوال يوم القيامة" كما وصفها بعضهم.

أعادت المجزرة إلى أذهان النازحين ذكريات المجزرة الأولى، وقضت على ما تبقى من أحلامهم وأمنياتهم، وخطفت أرواح أكثر من 30 شهيدًا، جلهم من الأطفال والنساء.

كانت المدرسة تحاول التعافي من جراحها، بإعادة بناء المصلى الذي تعرض للاستهداف في 10 آب/ أغسطس 2024، حينما ارتكب الاحتلال مجزرة دموية أدت إلى استشهاد أكثر من 100 نازح أثناء صلاة الفجر. طال الفقد كل فصل وكل عائلة تسكن في المدرسة، حتى بات غالبية ساكنيها من النساء الأرامل. كانت أعمال بناء المصلى الجديد قد وصلت إلى مرحلة رصف الحجارة تمهيدًا لتركيب الأبواب والنوافذ ومن ثم افتتاحه، إضافة إلى إعادة العملية التعليمية في المدرسة.

أشلاء وأغراض الشهداء

في الطابق المستهدف، تناثرت ملابس الشهداء ومقتنياتهم. تظهر دراجة هوائية لطفل، وقليل من الطعام وسط تجويع كبير يعيشه قطاع غزة نتيجة إغلاق المعابر. كما وُجدت أكياس تمر مكتوب عليها: "صدقة جارية عن روح الشهيدين/ أحمد رجب شعبان قوتة، ومحمد نعيم مزين شعبان". كانت عائلة الشهيدين تُجهّز تلك الأكياس الصغيرة التي تضم حبات من التمر لإفطار الصائمين عن روحيهما، لكنها لم تدرِ أنها ستلتحق بهما.

استشهد في القصف الطفل محمد شعبان قوتة (عام واحد)، وشقيقته ميرنا (11 سنة)، ووالدتهم نورا (35 سنة)، وشقيقتهم فرح (19 سنة)، التي كان زوجها محمد نعيم شعبان قد استشهد برفقة والدها أحمد في وقت سابق. نجا من العائلة رامز (16 سنة)، لكنه أصيب بجروح مختلفة، ويستعد لإجراء عملية جراحية بعد يومين.

فقدٌ جديد

بعيون الصدمة، راقب الزائرون الذين جاؤوا لتفقّد أحبابهم ما جرى، ينظرون إلى الساحة المليئة بالركام بذات الذهول. كانت آثار بقع الدماء متناثرة على الجدران والممرات. في إحدى غرف المدرسة، تبكي بعض النساء، يواسي بعضهن بعضا، وتحاول أرامل شهداء المجزرة الأولى مواساة أرامل شهداء المجزرة الجديدة، يحملن الهم ذاته، ويشربن من كأس الحزن نفسه.

في أحد الممرات، كان نائل الصعيدي يحمل حفيده موسى (عام واحد)، وهو طفل فقد والده خلال الحرب. التصق الصغير بجده، يلعب على كتفه، دون أن يعي ما يحدث. يروي الصعيدي لصحيفة "فلسطين": "في الثانية فجرًا جاء ابني وهو يصرخ: "الحرب قامت!" بالكاد استطعت النهوض من الفراش، وأفقت على ارتجاج جدران المدرسة، وانتشار الدخان في أرجائها. لم نستوعب ما حدث للحظات".

بينما يشير نحو الطابق الرابع المستهدف، والذي تهدّم معظم سقفه الغربي، وتفرّغت جدران فصوله، يكمل قائلاً: "بدأنا مباشرة بإخراج المصابين وانتشال الشهداء. هناك عائلات استشهدت بالكامل، كعائلة قوتة التي فقدت الأم وأطفالها، ولم ينجُ منها سوى طفل وحيد، بعد أن كانت قد فقدت والدها خلال الحرب. كذلك استشهد أفراد من عائلتي الغفري والجندي، وقد أخرجناهم من تحت الركام، نحفر الحجارة بأيدينا ونقوم بانتشالهم".

وعن إعادة بناء المصلى وانتظام العملية التعليمية في أجزاء من المدرسة، أجاب بحسرة قائلاً: "بنينا المصلى لأننا كنا متفائلين بعودة الحياة وانتهاء الحرب، لكنهم أعادونا إلى المربع الأول. رائحة الدخان، الخوف، الرعب... ومنذ الثانية فجرًا لم نذق طعم النوم".

ليلة دامية

عاش الصعيدي المجزرة الأولى، ولم تفرّ مشاهدها من ذاكرته: بكاء ذوي الشهداء، مشاهد الجثامين المتراصة في المصلى، "كلها كانت مشاهد مؤلمة، لكن المجزرة الجديدة كانت أصعب، لأننا رأينا أشلاء الشهداء والنساء. ما ذنب طفل صغير لم يتجاوز العام حتى يتم قصفه؟! الجميع يعلم أن غالبية النازحين في المدرسة من النساء، وقد استشهد أزواج غالبيتهن في المجزرة الأولى".

قبل لحظات، كان الصعيدي وبعض الشبان يزيلون آثار المجزرة، يغسلون الممرات بالمياه، ويكنسون الحجارة والدخان. كانت العائلات جالسة داخل فصولها، دون أن تظهر علامات نزوح جديدة. قال بحسرة ممزوجة بالمرارة: "شبه تعوّدنا على الموت، لذلك سنبقى في المدرسة، لأنه أينما تذهب سيتم استهدافك. يستهدفون كل طفل وامرأة، وكل شيء يحمل اسم فلسطين، لأنهم يريدون طمس القضية".

أدى القصف الذي طال الطابق الرابع إلى سقوط أحد الصواريخ على فصل في الطابق الثالث، كانت تسكنه عائلة الجندي، ما أدى إلى استشهاد ثمانية أفراد من عائلة أبو طلال الجندي، ولم ينجُ سوى طفلة واحدة.

في داخل الفصل المستهدف، وقفت فداء حرز، التي تسكن في فصل مجاور مع أربع نساء فقدن أزواجهن في المجزرة الأولى. تقول لصحيفة "فلسطين" بخيبة أمل تجاه العالم الذي يشاهد أهل غزة يُحرقون دون أي تحرك لوقف العدوان: "كنا نائمين، وضبطنا هواتفنا على موعد السحور، وفجأة سمعنا أصوات الصواريخ، فاستيقظنا مرعوبين. نظرنا إلى الخارج، فوجدنا ألسنة اللهب تتصاعد، وبعد ثوانٍ أو دقيقتين كانت الضربة فوق رؤوسنا".

ترجع حرز بذاكرتها إلى تفاصيل المجزرة الأولى، فتقول بملامح ممتلئة بالقهر: "عندما حدثت المجزرة الأولى، دخل الفقد كل صف وكل طابق في المدرسة. كل العائلات فقدت فردًا أو أكثر، هناك من فقدت زوجها أو أخاها أو والدها، ترمّلت النساء، وتيتّم الأطفال".

ورغم الحدث الدامي، لم ينقطع الأمل من الحياة هنا. تقول: "عدنا للحياة، مسحنا

المزيد من التفاصيل من المصدر - (اضغط هنا)

كانت هذه تفاصيل قصف مدرسة "التَّابعين"... الاحتلال يفتح جرح المجزرة الأولى نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

كما تَجْدَرُ الأشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على فلسطين أون لاين وقد قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي. -

تصفح النسخة الكاملة لهذا الموضوع

تابع نبض الجديد على :
اهم الاخبار في اخبار عربية اليوم