كتب فلسطين أون لاين صحفيو الميدان.. مخاطر ومتاعب متلاحقة ورسائل تحدٍ لكل الظروف..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد غزة يحيى اليعقوبي منذ البداية، أدرك الصحفيون الفلسطينيون أن المخاطر تلاحقهم، وأنهم في قلب أهداف الاحتلال، وأن قوانين حقوق الإنسان التي كفلت حماية الصحفيين لم تكن إلا حبرًا على ورق، ووقفت عاجزة أمام جرائم متتالية طالت 211 صحفيًا ومئات المصابين.... , نشر في السبت 2025/04/12 الساعة 09:06 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
غزة/ يحيى اليعقوبي:
منذ البداية، أدرك الصحفيون الفلسطينيون أن المخاطر تلاحقهم، وأنهم في قلب أهداف الاحتلال، وأن قوانين حقوق الإنسان التي كفلت حماية الصحفيين لم تكن إلا حبرًا على ورق، ووقفت عاجزة أمام جرائم متتالية طالت 211 صحفيًا ومئات المصابين. أصبحت الخوذة والدرع الصحفية علامة للاستهداف لا الحماية، لكنهم تحملوا مخاطر كبيرة وتنقّلوا بين خيام إعلامية عاشوا فيها بعيدًا عن عائلاتهم لأجل نقل التغطية.
تواجد الصحفيون في الميدان على مدار الساعة وبثوا أخبارًا لا تتوقف عن إذاعة المجازر، فكانوا صوتًا للمكلومين والمعذبين، نقلوا مشاهد حيّة للعالم بالصوت والصورة والكلمة، بين ثلاجات الموتى، أو فوق ركام المنازل التي سمع فيها العالم شهقات الشهداء وهم عالقون تحت الركام في لحظاتهم الأخيرة، ونقلوا معاناة النازحين في الحصول على المياه أو الطعام أو حتى ربطة خبز.
تفرض حياة النزوح نفسها أيضًا على الصحفيين الفلسطينيين، يتنقلون في خيامهم بين محافظات القطاع، ويعيشون ذات ظروف المعاناة التي تطبق على أهالي غزة. فمع اندلاع الحرب واستهداف المقار الصحفية، أصبحت المخيمات الإعلامية المقامة بجوار أو داخل المستشفيات، وسيلة للتواصل مع العالم، حيث تُوفر الكهرباء والإنترنت لنقل الصورة والصوت والكلمة. ومن داخل تلك الخيام، بُثت لقطات هزّت الضمير العالمي.
جرح كبير في الذاكرة
الصحفي سامي برهوم، مراسل تلفزيوني، تنقّل منذ بداية الحرب بين خيام صحفية بمستشفى الشفاء، ثم بجوار مستشفى ناصر بخان يونس، وصولًا لمخيم بجانب المستشفى الكويتي برفح، ثم عاد إلى غزة. وخلال عمله، واجه مخاطر جسيمة ولم يكن بمنأى عن الاستهداف المباشر من جيش الاحتلال.
يحفر إبريل/ نيسان جرحًا لا يُنسى في ذاكرة برهوم، يروي: "كنت أغطي استهدافًا في مخيم النصيرات، وكان يرافقني المصور سامي شحادة. تعرضنا لقصف مباشر من طائرة إسرائيلية، أصيب سامي وكان ينزف، قمت بسحبه ونقلته للمشفى، ولاحقًا بُترت قدمه".
يُضيف برهوم لصحيفة "فلسطين": "تعرضت مرات عدة للخطر، بينها محاصرتنا من الجيش أثناء التغطية، واستهدافنا عند بوابة مجمع ناصر، وتكرر الأمر في مستشفى الشفاء، كما استُهدفنا بمنطقة الفالوجا بجباليا، واستشهد زميلي مصطفى ثريا الذي عملت معه ميدانيًا".
يقول: "المخاطر كبيرة، ولا توجد منطقة آمنة. الثمن الذي ندفعه ليس فقط التعب والبعد عن الأهل، بل دماؤنا، فالاحتلال لا يحيّد الصحفيين، بل يقتلهم".
برهوم لم يرَ عائلته التي غادرت إلى تركيا منذ بداية الحرب بسبب إغلاق المعابر، ويتمنى لقاء أطفاله واحتضانهم، بينما يعيش في مشاهد لم يعشها صحفيون من قبل، بين أشلاء وأجنة شهداء، وركام منازل ومكاتب مدمّرة.
رغم كل شيء، يقف برهوم بثبات أمام مسؤولية مهنية وإنسانية، يقول بإصرار: "لا أحد في العالم صمد كما صمد الصحفي الفلسطيني في بيئة عمل استثنائية، دون أي ضمانات. نحن أبناء البلد ومؤتمنون على نقل الإبادة. التاريخ يسجل، ونحن مسؤولون حتى وقف الحرب".
كواليس خلف العدسات
خلف المشاهد المباشرة، هناك كواليس لم يرها العالم، وثّقها مصورون صحفيون، كثير منهم لم يعودوا من الميدان إلا في أكفان. المصور محمد الأخرس، الذي يعمل مع التلفزيون الصيني الحكومي CGTN وشركة ميديا 24، وثق مجزرة مروّعة في حي الشجاعية، استُهدفت فيها عائلات كاملة.
يقول الأخرس لـ"فلسطين": "أجريت مقابلة مع أحد المصابين تحت الركام، المشهد مؤلم. أعمل في الصحافة منذ 19 سنة، ولم أجرِ مقابلة كهذه من قبل. غادرت المكان بحالة سيئة، سمعت أصوات استغاثة من تحت الأنقاض، ثم سكتت، وأدركت أنهم استُشهدوا".
يضيف: "شاهدت بداية الحرب قصف المستشفى المعمداني. كانت مجزرة مروعة، رأيت أشلاء الشهداء متناثرة. غطينا الأحداث من المستشفيات، تنقّلنا بين الجنوب والشمال، عايشنا ظروفًا صعبة، وتعرضنا للاستهداف المباشر".
ترك الأخرس زوجته وأطفاله ليواصل رسالته، وتحدّى انقطاع الإنترنت ونقص الكهرباء. واجه صعوبة في إرسال المواد المصورة، وأمضى ساعات في محاولات إيصالها للعالم
الصحفية حين تكون أمًّا
واجهت الصحفيات أيضًا ظروفًا صعبة واستثنائية، تعقّدت مع مسؤولياتهن العائلية، كما عاشته رُبا العجرمي، مراسلة قناة TRT عربي.
يقول الناس الصورة النهائية، لكن الكاميرا لا تنقل كواليس الخوف والرعب، والجوع والعطش، وخطر التنقل. تقول: "في الكواليس، قد يكون طفلك معك على الهواء. طفلتي عمرها ثلاث سنوات، مرضت مرة وأحضرتها معي للعمل. أثناء تقريري، تركتها مع زميلتي، لكنها التصقت بي من شدة الخوف".
صُوّرت العجرمي مع طفلتها خلال التغطية، وانتشرت اللقطة التي أظهرت الوجه الآخر للصحفي الأم. تؤكد: "المرأة مصدر الأمان لعائلتها، وغيابها لأداء رسالة أكبر مؤلم وقاسٍ".
تقول: "عشنا الخوف أثناء الإخلاءات والانتقالات إلى مناطق يصنفها الاحتلال آمنة ثم يقصفها. التجربة كانت قاسية، لا تُحسب كرصيد مهني فقط، بل صدمة إنسانية، لكننا تمسكنا برسالتنا وتعلمنا العمل تحت الضغط".
ورغم الاستهداف المتواصل، تؤكد العجرمي: "لا صحفي تخلّى عن رسالته رغم الضغوط وحملات التشويه، فهناك رسالة تحدٍّ لكل الظروف".
وتتابع: "أقدّم برنامجًا أسبوعيًا، أحتاج فيه إلى مظهر لائق، ورغم إغلاق المعابر، أبحث لساعات عن ملابس مناسبة. الناس قد ينتقدون المظهر، رغم الواقع الذي نعيشه، وكأن المهنيّة مرتبطة بالمظهر لا بالمضمون".
المصدر / فلسطين أون لاين
المزيد من التفاصيل من المصدر - (اضغط هنا)
كانت هذه تفاصيل صحفيو الميدان.. مخاطر ومتاعب متلاحقة ورسائل تحدٍ لكل الظروف نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
كما تَجْدَرُ الأشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على فلسطين أون لاين وقد قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي. -
تابع نبض الجديد على :