كتب صحيفة الوطن البحرينية زكريا الكاظم: «السكلر» تحول من قاتلي إلى واهب لحظٍّ عظيم ووفيت وعدي بحياة ملؤها النجاح..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد في مجلس جدي استمعت للحكمة وقرأت له القصص التي كان يحكيها!أهلي اكتشفوا مرضي بعمر الخامسة وقال الأطباء إنني لن أعيش طويلاًذهبت لمصر بمفردي في سن العاشرة للعلاج وهناك تغيرت حياتي تماماًقال رئيس جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر، التي تخدم 7 آلاف... , نشر في الأحد 2025/03/02 الساعة 02:51 ص بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
في مجلس جدي استمعت للحكمة وقرأت له القصص التي كان يحكيها!
أهلي اكتشفوا مرضي بعمر الخامسة وقال الأطباء إنني لن أعيش طويلاً
ذهبت لمصر بمفردي في سن العاشرة للعلاج وهناك تغيرت حياتي تماماً
قال رئيس جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر، التي تخدم 7 آلاف مريض في البحرين، ورئيس المنظمة العالمية لتضخيم أصوات الخلايا المنجلية التي تمثل 27 مليوناً في العالم، زكريا الكاظم، إنه بعد أن اكتشف مرضه وعانى منه، ناجى الله تعالى بحزن في طفولته، وسرعان ما اكتشف أن المرض منحة من ربه، وكانت حياته محطات من العطايا والحظوظ، ودخل محطة بعد أخرى من التعلم والسعادة والتميز، وما زال وفياً بوعده لأهله بأنه سيعيش حياة طويلة مليئة بالنجاح والسعادة، بعد أن أخبرهم الطبيب وقتذاك أنه سيموت بعد عام أو أكثر قليلاً.
وأضاف الكاظم أن المرض حرمه من متعة اللعب مع الأطفال، لكنه منحه حب القراءة منذ نعومة أظافره، وزادت الهواية عندما كان يطلب منه جده قراءة القصص له حتى يسردها لرواد مجلسه، ثم ذهب للعلاج في مصر في عمر عشر سنوات بمفرده لمدة ثلاثة شهور، وهناك قرأ الفلسفة، واعتمد على نفسه في إدارة ملفه الصحي، وذهب إلى السينما والمسرح وسور الأزبكية الشهير لبيع الكتب. وأشار إلى أنه صاحب جده في رحلات الحج والعمرة ووالده في تجارته، وجرت له أحداث ملهمة فيها صعاب وحظوظ، ثم حاول دراسة الطب، ولكنه فشل رغم أن والده سعى إلى أن يعيش الحلم معه، وعندما تأكد أن التعليم لا غنى عنه، حصل على قرض، ونال البكالوريوس والماجستير في «البيزنس» من بريطانيا، وعاد وتزوج بطالبته في شقة بالإيجار؛ لأنه يريد الاعتماد على نفسه.
وقال الكاظم إنه بدأ رحلته التطوعية في خدمة المرضى عام 2006، وتفرغ لها تماماً بعد ستة أعوام، بصحبة صديقيه اللذين سافر معهما لدراسة الطب ونجحا ولم يوفق، وكتب ثلاثتهما قصة نجاح في الجمعية ومركز أمراض الدم الوراثية.
وفتح الكاظم قلبه وعقله لـ«الوطن» ليسرد الكثير منها على المستويات الشخصية والمجتمعية والوطنية.. فإلى نص الحوار:
بالعودة إلى شرفة البدايات. هل تتذكر الزمان والمكان والإنسان؟
- ولدت في دار كليب أواخر 1973، وهي قرية زراعية، في بيت بسيط، لوالد يتيم الأم مولع بالكهرباء ودخل عالم التجارة من هذا الباب، وجد «حملدار» يأخذ الناس إلى الحج والعمرة، وغايته أن يخدم حجاج بيت الله، وبدأت السفر معه في سن العاشرة.
كان الجميع مترابطين، وبمثابة «الأب» يوقظون الخير في الأطفال ويشاركون في تنشئتهم على الأخلاق و»السنع»، فكنا نستحي أن نعود من المدرسة لنقول للأهل أن المعلم عاقبنا لأي سبب، لأننا في هذه الحالة سوف نعاقب مرة أخرى!.
ما هي الهوايات المتاحة لطفل مريض بالسكلر وقتذاك؟
- لم يكن هناك تلفاز أو قدرة على اللعب مع الصغار، فورثت حب القراءة من والدي، وكان لجدي مجلس يجتمع فيه الناس في أفراحهم وأحزانهم وحل مشكلاتهم، ولم يكن جدي قارئاً، ولكنه كان يحب سرد القصص ذات العبرة، وكنت أجلس في الزاوية لأصب الشاي والقهوة أو المياه على أيدي الضيوف، وأنصت إلى قصص جدي وأحاديث الناس الاجتماعية والسياسية.
وفي مجلسه استمعت إلى الحكمة وساهمت في سرد القصص على لسانه، وكان يسألني ماذا قرأت اليوم؟ فأحكي له القصص من الكتاب ويسردها بلغة بسيطة مما يشعرني بإطراء كبير.
هل تتذكر اكتشاف الأسرة لمرضك؟
- اكتشف أهلي إصابتي بالسكلر في سن الخامسة، بعد أن ذهبوا بي لمستشفى الإرسالية الأمريكية، وهناك أخبروهم: ابنكم مصاب بفقر الدم المنجلي، الذي جاء ليبقى، فأصابهم ذلك بالحزن الشديد، وزاد صدمتهم، أنهم قولهم أنني سأعيش للسادسة أو الثامنة عشرة، أو على الأكثر للثانية والأربعين. والآن أنا في عمر الثانية والخمسين ووعدت أهلي أن أعيش طويلاً وألا أغادرهم إلا بعد تحقيق النجاح والسعادة بمشيئة الله.
كيف تغيرت الأمور بعد اكتشاف المرض؟
- تعامل الأهل معي بطريقة خاصة، فكنت مدللاً ولا أعاقب، ولكن كان هناك لاءات كثيرة، ودفعني المرض إلى حب القراءة أكثر، والذهاب مع جدي في رحلات الحج والعمرة وقبل ذلك بيوت الحجاج والمعتمرين في النعيم والمنامة ومختلف المناطق، لكي يأخذ منهم الجوازات والمال ويوقع العقود.
لقد دخلت قريباً على أحد الوزراء، وكنت أحتاج إلى كسب ثقته، فقلت له إن خالتك فلانة تطهو عصيدة رائعة!، ولما أبدى اندهاشه، قلت له لقد دخلت بيت والدك وعمك وخالتك. وهكذا أورثني جدي رصيده الاجتماعي، وجعلني السكلر اجتماعياً ناجحاً.
ما هي قصة ذهابك لمصر بمفردك للعلاج؟
- ذهبت إلى مصر بصحبة أبي وأمي وأنا في السادسة، ثم أرسلني والدي بمفردي في سن العاشرة، وكنت مصدوماً ولكنني أنظر إلى قراره الآن بحب وإعجاب شديدين. لقد أرسلني إلى عائلة حسن حلمي مندور بمنطقة «مئة عقبة» في العاصمة، وكان يعمل مع أبي في بيع الأجهزة والأدوات الكهربائية والأثاث. وعشت مع أسرة بابا حلمي وعندما كانوا يأخذونني إلى الطبيب كنت أشرح حالتي، وأدرت ملفي الصحي منذ هذا الوقت. وهناك خرجت من قرية بسيطة إلى «أم الدنيا»، وتعرفت على عباس العقاد والفلسفة.
كان سبب السفر أنه تم سحب عينة من ظهري مما أصابني بعرج في قدمي اليمني، وكنت أمشي في القرية، ولا أستطيع رفعها فأثير التراب، فكان زملاء المدرسة يتنمرون عليّ، أما من يجلسون أمام بيوتهم، فيظنون أنني ألعب مثل الأطفال، فكانوا يقرعونني قائلين: «ارفع قدمك، خلك رجل»، فكنت أرجع وأبكي، وهنا تدخلت والدتي وطلبت من الوالد حلاً، فقرر أن أذهب للقاهرة.
هل كان ذهابك مليئاً بالصعوبات أم منحة؟
- أدرت ملفي الصحي، وأصبحت صاحب قرار، وذهبت لسور الأزبكية الشهير لقراءة الكتب، وكان أصحاب المكتبات يعطونني مقعداً لأجلس وأقرأ، وإذا أعجبني كتاباً اشتريته، وبعد صلاة العصر أذهب للمقهى، الذي يجلس عليه الكبار فقط، ولما عرفوا أنني طفل قادم من البحرين غمروني بحبهم، فكانوا يلعبون الدومنة بدلاً من الطاولة حتى ألعب معهم، ويدفعون لي ثمن مشر
شاهد زكريا الكاظم السكلر تحول من
كانت هذه تفاصيل زكريا الكاظم: «السكلر» تحول من قاتلي إلى واهب لحظٍّ عظيم ووفيت وعدي بحياة ملؤها النجاح نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على صحيفة الوطن البحرينية ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.