الملل نعمة لا ندركها... فهل نمنح عقولنا متعة للشرود؟.. اخبار عربية

نبض الصحافة العربية - اندبندنت عربية


الملل نعمة لا ندركها... فهل نمنح عقولنا متعة للشرود؟


كتب اندبندنت عربية الملل نعمة لا ندركها... فهل نمنح عقولنا متعة للشرود؟..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد التأمل يعطي فرصة للدماغ لترتيب أوراقه وخططه بيكسلز تحقيقات ومطولات nbsp;المللالشرودالتأملإسحاق نيوتنأرخميدسالفراغ السلبيجيمس واتكثيراً ما ظننا أن الملل سببه قلة الإنتاج والفراغ السلبي، اعتقدناه فسحة من اللاشيء قد تكون جديرة بالأشخاص السطحيين... , نشر في الثلاثاء 2025/03/04 الساعة 11:35 ص بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .

التأمل يعطي فرصة للدماغ لترتيب أوراقه وخططه (بيكسلز)





تحقيقات ومطولات  المللالشرودالتأملإسحاق نيوتنأرخميدسالفراغ السلبيجيمس وات

كثيراً ما ظننا أن الملل سببه قلة الإنتاج والفراغ السلبي، اعتقدناه فسحة من اللاشيء قد تكون جديرة بالأشخاص السطحيين الذين لا يغوصون في الحياة، وليس لمن يتمسكون بالتفاصيل ويحللونها ويندمجون في الأحداث ولا يفوتهم شيء لا في الحياة العادية ولا الافتراضية. ولكن مهلاً، إنه سوء ظن أنتجته الحياة الاستهلاكية التي لا تتوقف قليلاً لتأخذ نفساً أو تعدّ إلى الـ10.

فمن كان يصدق أن الملل نعمة الأذكياء والمبدعين والمبتكرين؟ ومن رَحِمِه ولدت القصص والإجابات والاختراعات؟

لقد فهمت شعوب الشرق الأقصى أهمية الشرود والتوقف عن التفكير، فكان التأمل ذلك الحيز الزماني الذي يفصلهم عن المكان، ويهدئ من روع الدماغ الذي يبحث عن الانشغال بأظافره، ويبحث عن التحفيز ليصل إلى المكافأة التي لا يلبث أن يدمن نيلها.

 

حين نملأ كل ثانية بالمحتوى نفقد القدرة على الإبداع والتفكير العميق (بيكسلز)

فماذا لو ترفقنا بأصابعنا اللاهثة على شاشات الأجهزة، وأسدلنا جفوننا قليلاً، وأعطينا عطلة إجبارية للدماغ؟ فالتوقف عن التفكير المكثف ليس مجرد راحة، بل خطوة ضرورية لتنشيط الإبداع. فما إن نشعر بالملل حتى تنشط شبكة الوضع الافتراضي أو شبكة الحالة الافتراضية في الدماغ بعملها، وهي مناطق متصلة في الدماغ تظهر نشاطاً متزايداً عندما يكون الإنسان غير منتبه لما يحدث حوله، وتشتهر أيضاً بنشاطها أثناء عدم التركيز على العالم الخارجي والانتظام في أنشطة ذهنية مثل أحلام اليقظة أو التأمل، أو بمعنى آخر وقت الراحة الذهنية. وهي بالتالي مسؤولة عن اتخاذ القرارات والتحليل والتفكير الإبداعي، كما تتصل باسترجاع الذكريات واستيعاب الأفكار الجديدة، مما يجعلنا لاحقاً نفكر ونتساءل ونحلل.

مغطس أرخميدس وتفاحة نيوتن والشرود

بعدما أرهق نفسه بالتفكير فترات طويلة كي يحل معضلة تاج الملك هيرون الثاني في عام 250 قبل الميلاد، لمعرفة ما إذا كان من الذهب الخالص أو مخلوطاً بالمعادن، ظل أرخميدس منشغلاً وقلقاً يفكر في الحل، إلا أنه لم يجد إجابة مباشرة، لكن بينما كان يسترخي في المغطس، لاحظ أن مستوى الماء ارتفع عندما غمر جسده في الحوض، وأدرك أن كمية الماء المُزاح تتناسب مع حجم الجزء المغمور من جسمه، مما يعني أنه يمكن استخدام هذه الظاهرة لقياس حجم أي جسم غير منتظم الشكل، مثل التاج. في لحظة الاسترخاء تلك وجد الحل لمشكلة كانت تقلقه وقتاً طويلاً، ليضع بذلك أساساً لأحد أهم مبادئ الفيزياء المعروف بمبدأ الطفو. في عز الاسترخاء والشرود وجد نفسه يصيح بجملته الشهيرة "يوريكا... يوريكا" أي "وجدتها... وجدتها"، ليخلق معادلة فيزيائية ما زالت تستخدم وتدرس حتى اليوم.

وفي عام 1666، أثناء انتشار وباء الطاعون في إنجلترا، اضطر الطالب في جامعة "كامبريدج" إسحاق نيوتن إلى العودة لمنزله في وولستهورب. وكان يضطر بسبب الحجر العام إلى أن يجلس في حديقة المنزل مسترخياً تحت شجرة تفاح، وقد تكون من أجل لحظات شروده تلك التي قادته إلى التساؤل عندما سقطت تفاحة أمامه، لماذا تسقط التفاحة دائماً نحو الأرض بدلاً من أن ترتفع إلى السماء؟ ليأتي بعد سنوات كتابه "المبادئ الرياضية للفلسفة الطبيعية" الذي صاغ فيه قانون الجاذبية العامة. فما بدا كشرود ولحظة استرخاء تحول إلى لحظة مضيئة في واحد من أعظم الاكتشافات في تاريخ العلوم: الجاذبية، التي تحكم حركة الكواكب والنجوم وليس مجرد تفاح يتساقط. ربما ما سمح لنيوتن بوضع أسس نظريته عن الجاذبية خلال فترة العزل بسبب الطاعون حينها أنه لم يكن مشغولاً بمهام يومية مرهقة، بل كان يسرح ويعيد ترتيب أفكاره، مما قاده إلى اكتشاف غيَّر العالم للأبد.

 

حتى لا تتعفن تفاحة نيوتن... اجعل الملل روتيناً خلاقاً (بيكسلز)

قصص لعلماء آخرين خلقوا لحظتهم العلمية من ملل أو شرود ما، إذ يبدو أننا عندما نتوقف عن التفكير المكثف والقلق نجد الأجوبة، في لحظات غير مخصصة للبحث والتمحيص والغوص والتركيز، إنما في حلم ربما كما حصل مع الكيميائي الروسي ديمتري مندلييف عام 1869، حيث كان يحاول ترتيب العناصر الكيماوية بطريقة منطقية، فغلبه النعاس، ليجد بعد أيام العناصر الكيماوية مرتبة وفقاً لخواصها، فاستيقظ وأنشأ الجدول الدوري للعناصر.

وعام 1913 كان عالم الفيزياء الدنماركي نيلز بور يفكر في كيفية تنظيم الإلكترونات حول نواة الذرة، ورأى في حلمه أن الإلكترونات تدور حول النواة كما تدور الكواكب حول الشمس. فاستيقظ وبدأ في صياغة "نموذج بور" للذرة، الذي أصبح حجر الأساس لميكانيكا الكم.

ويبدو أن الكفاف عن التفكير والابتعاد عما نركز عليه هو لحظة ثمينة للحصول على الإجابة، كما حصل مع عالم الرياضيات العالم الفرنسي هنري بوانكاريه الذي كان يعمل على مشكلة معقدة في الديناميكيات، لكنه لم يجد الحل، إلى أن كان يستعد لركوب عربة قطار، فجاء الحل من دون أي تفكير واعٍ، وبصورة تلقائية.

ومثله الاسكتلندي جيمس وات الذي لم يجد الجواب في التجارب لتحسين محركات البخار عام 1765، بل في منزله أثناء الاستراحة، حين لاحظ كيف يدفع البخار غطاء غلاية المياه أثناء الغلي إلى أعلى، فكان تكثيف البخار لتحسين كفاءة الحركات هو الحل، مما أدى إلى اختراع محرك بخاري، وكان فجر الثورة الصناعية.

 

في لحظات الشرود نجد الإجابات التي كنا نبحث عنها (بيكسلز)

والأمثلة كثيرة لخيال جامح، وحلم يقظة، وحلم نوم، وتأمل عميق، واستراحة فارغة من التفاصيل، وأحياناً ملاحظة عفوية أو ظرف غير مقصود كما حصل في اكتشاف البنسلين عام 1928 عندما عاد ألكسندر فليمينغ إلى مختبره بعد استراحة طويلة ليجد أن أحد صحون زراعة البكتيريا قد تلوثت بالفطر الأزرق، لكنه لاحظ أن المنطقة حول الفطر كانت خالية من البكتيريا، قادته هذه الملاحظة إلى اكتشاف أول مضاد حيوي،


اقرأ على الموقع الرسمي

شاهد الملل نعمة لا ندركها فهل نمنح

كانت هذه تفاصيل الملل نعمة لا ندركها... فهل نمنح عقولنا متعة للشرود؟ نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على اندبندنت عربية ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.

تابع نبض الجديد على :
اخبار عربية اليوم