اللسان والإنسان: عينات من اعتزاز الأمم بلغاتها..!.. اخبار عربية

نبض الجزائر - الشروق أونلاين


اللسان والإنسان: عينات من اعتزاز الأمم بلغاتها..!


كتب الشروق أونلاين اللسان والإنسان: عينات من اعتزاز الأمم بلغاتها..!..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد الرأي اللسان والإنسان عينات من اعتزاز الأمم بلغاتها !عمار قواسمية2025 03 0430عمار قواسميةفي اليوم العالمي للغة الأم 21 فيفري من كل عام تحتفي دول العالم بلغاتها الأصلية... , نشر في الثلاثاء 2025/03/04 الساعة 07:21 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .

الرأي

اللسان والإنسان: عينات من اعتزاز الأمم بلغاتها..!





عمار قواسمية

2025/03/04

3

0

عمار قواسمية

في اليوم العالمي للغة الأم (21 فيفري من كل عام) تحتفي دول العالم بلغاتها الأصلية التي تعد مكنز تاريخها ومخزن أمجادها؛ فاللغة ليست وسيلة للتواصل فحسب، بل هي هوية ومركب وجود.

وترجع أصول هذا اليوم إلى عام 1952، حينما شهدت بنغلاديش مقتل عدد من الطلاب الذين رفضوا التخلي عن لغتهم الأم -البنغالية- رغم الضغوط السياسية والثقافية. وبهذا فقد كانت تلك اللحظات الفارقة تعبيرًا عن الإصرار على حفظ الهوية والاعتزاز باللغة. وفي عام 1999، قررت “اليونسكو” اعتماد هذا اليوم لتأكيد حماية اللغات الأم وضمان التنوع الثقافي.

لم يثبت أن أمة تطورت بغير لغتها، وفي هذا يقول “أحمد بن نعمان” في كتابه “التعريب بين المبدأ والتطبيق”: إن اللغة التي يتعلمها الفرد لأول مرة في حياته هي التي تتحكم في فكره وثقافته في المستقبل، ولو تعلم بعدها عشرات اللغات، ولا يبدع في أي مجال من المجالات إلا بهذه اللغة (الأم) التي درج عليها لسانه وفكره.

ولا بد أن الدول المستعمرة أدركت هذا؛ فكانت تعمد إلى طمس هويات الشعوب وكسر اعتزازها بلغاتها، وقد ورد في الكتاب سالف الذكر: (…) إن الاستعمار الفرنسي عندما أراد أن يذوب المجتمع الجزائري في المجتمع الفرنسي عمد إلى تغيير لسانه إلى اللسان الفرنسي ليتحول فكره وثقافته بطريقة عفوية إلى الثقافة الفرنسية، ولو تم له ذلك لزال المجتمع الجزائري إلى الأبد.

كان هذا المستعمر نفسه -فرنسا- حريصًا على لغته وهويته أيما حرص. وقد ذكر “مختار الغوث” في كتابه “اللغة هوية”: نص قانون أصدره الفرنسيون عام 1794 على أن الفرنسية هي الأمة الفرنسية، وأسس الرئيس الفرنسي “جورج بوميدو” اللجنة العليا للغة الفرنسية عام 1966، فلما حكم “فرانسوا ميتران” زاد في ميزانيتها، وجعل رئاستها إلى صديقه “ستيليو فرانجيس”، وكان معروفًا بحب الفرنسية، والصلابة في الدفاع عنها، حتى سمته مجلة Le Point «عاشق الفرنسية»، فجعل في كل وزارة نائبًا عن اللجنة لمراقبة استعمال الفرنسية فيها، ومنع استعمال الكلمات الأجنبية. وأمرت اللجنة منذ تأسيسها أجهزة الإعلام والاصطلاح بتطهير الفرنسية من المفردات والأساليب الإنجليزية.

كما ذكر المؤلف نفسه في كتابه الآخر “مسخ الهوية”: في الصين، اسم شركة Apple هو «بينغ غوو» الذي يعني “التفاحة”، واسم Mercedes هو «بين تشي»، وهي ترجمة لـ Benz الألمانية التي تعني “السرعة”، وغيرها.. وهذا لأن كل علامة أو سلعة أو آلة أو دواء أو اصطلاح علمي تدخل الصين تسمى باسم صيني..! ويذكر “الدحيح” في إحدى حلقات برنامجه أن الرئيس الصيني مهووس باللغة الصينية، حتى صار لديهم اليوم ما يصطلحون عليه بـ “Xi-Style” أي “أسلوب تشي” اللغوي البلاغي، ومرد هذا هو ثقته في حضارته ورغبته في إظهار عظمتها. ومع إتقانه للإنجليزية، إلا أنه لا يتنازل عن أصالة لغته.

أما في اليابان فقد شد نظر العالم -قبل أيام- لقاء في البيت الأبيض، جمع “ترامب” برئيس حكومة اليابان، الذي كان يتلقى الأسئلة مترجمة ويجيب عنها بلغته فقط، وكأن “سماعة الترجمة” صارت رمزًا للاعتزاز اللغوي..! ولا يمكن وصف المسؤول الياباني بالانغلاق لأنه امتنع عن استخدام لغة أجنبية ربما يجيدها. ولو كان في زيارة خاصة لربما تحدث بغير لغته، لكنها زيارة رسمية يمثل فيها دولته، فكان لزامًا عليه الاعتزاز برموزها السيادية، ومنها اللغة..!

وفي عالمنا العربي، نرى اليوم أن شبابنا صار يفضل زينة اللغات الأجنبية على جمال لغته العربية التليدة والمجيدة والعتيـدة..! «أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير» [البقرة: 61]. وإننا نشهد ظاهرة مقلقة، حيث يتباهى بعضنا بإجادتهم للغات الأخرى، دون أن يدركوا أن اللغة الأم نواة هويتهم ومصدر فخرهم. لهذا وغيره فإننا ندعوهم إلى استرجاع مجد العربية، وإحياء اعتزازهم بهويتهم؛ لتظل هذه اللغة نبراسًا ينير دروبهم ويعزز هوية لطالما كانت محل إكبار واحترام في عيون الآخر..!

شارك المقال


اقرأ على الموقع الرسمي

شاهد اللسان والإنسان عينات من اعتزاز

كانت هذه تفاصيل اللسان والإنسان: عينات من اعتزاز الأمم بلغاتها..! نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الشروق أونلاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.

تابع نبض الجديد على :
اخبار عربية اليوم