كتب جريدة الاتحاد هذه القرية في رمضان.. باهرة..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد مثل أيقونة تاريخية تتجلى في رمضان باهرة، مزدهرة بشعائر، وطقوس، مسكونة بعبادات لها في النفس مستقر، وسكن. معيريض وهي تستلقي بمحاذاة البحر، وتشد أزرها بالجبل عندما تتأملها تشعر وكأنك تنظر إلى أنثى طاعنة في السن، تتلو آيات الذكر الحكيم، وتبسمل باسم... , نشر في الخميس 2025/03/06 الساعة 11:18 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
مثل أيقونة تاريخية تتجلى في رمضان باهرة، مزدهرة بشعائر، وطقوس، مسكونة بعبادات لها في النفس مستقر، وسكن. معيريض وهي تستلقي بمحاذاة البحر، وتشد أزرها بالجبل عندما تتأملها تشعر وكأنك تنظر إلى أنثى طاعنة في السن، تتلو آيات الذكر الحكيم، وتبسمل باسم الله العلي القدير، تشعر أنها ممسكة بذاكرة حديدية، وهي تستدعي صوراً، ومشاهد لحادثات مرت من هنا، من زقاق مثل ثقب إبرة، يتجلد بجدران تكاد تهوي على الأرض لولا الحب الذي يمد أنامل الرحمة لتبقى هذه الجدران نابضة بذكريات رمضانية، وصور لها معان في الروح، وفي المكان الذي احتضن أناساً كانت لهم في رمضان رائحة بخور ما قبل صلاة العشاء، وعطر الأثواب القطنية المرهفة، وهذه القرية كأنها سجل تاريخي يضم بين دفاته أحداثاً، حركت وجدان الوجود، واستمرأ الناس حفظها، لأن حبهم للحياة كان الأقوى من هدير الموج على الشاطئ الممتد كأنه لسان أفعى، كانوا ينظرون إلى الشمس وهي تسلم رايتها لآخر النهار، وتطوي عباءتها الحمراء، معلنة الانصراف، وقلوب الصغار كانت تتابع الحدث عن كثب، بقلوب تهفهف كأنها أجنحة العصافير، في انتظار ساعة الصفر، ولحظة ارتفاع صوت أذان المغرب، وما أن يبدأ المؤذن في نطق كلمة الله أكبر، حتى فرت تلك الطيور الصغيرة باتجاه المنازل مشرعة الأبواب، ويختلط صوت الأذان، بأصوات كأنها الصفير تخرج من تلك الحناجر الصغيرة، فرحاً بأفول يوم، من أيام الصيام، ومعيريض تصفق لهذه الوجوه الصغيرة المشرقة بفرحة الفوز بيوم رمضاني لم تتخلله زلات، ولا هنات، حيث الشيطان الذي يلاعب عقول الصغار، وأعلن هزيمته، لتمكن عزيمة الصبر، والجلد على أيام تمر خلال فترة صيفية حارقة، وبينما هؤلاء العصافير، يهتفون فرحاً، تسمع صوت الليل في الأزقة يهمس برفق، ويمد سواداً جميلاً، يخيم على الأزقة، مثل عباءة عملاقة، والفرحة تمتد حتى ساعات منتصف الليل، ممتزجة بالأهازيج، والأغاني، وتجمعات الصبية لعقد فرق اللعب، الليلية، وبخاصة عندما يجتمع سواد الليل، ملون بضوء القمر، فهذا اللون المزيج، يمنح أزقة القرية سرداً حكائياً مخملياً يشيع في النفوس انشراحة، تفترش شالها في القلوب بعفوية ذلك الزمان.كانت القرية محظوظة حيث لم تزدحم ليالي رمضان بالمشاهد الملونة لزمن لا نهائي ولا وقت للعلب، ولا فرصة ليرى الناس أنفسهم بعيداً عن الضوضاء، والتي تفترس باحة العقل، ولا مجال لتغيير المزاج النهاري، والدخول في دائرة ليلية مفعمة بالقصص، والحكايات، والأحاديث التي يسردها الكبار للصغار.اليوم عندما تزور هذه القرية، وتشعر أنك تمر بمحاذاة أثر قديم، حيث غاب الصغار، وانكفأوا خلف خرافة القرن الواحد والعشرين، وأصبحت التسلية مرتبطة بهذه الخوارق المذهلة، اليوم لا يبذل صغارنا طاقة جسدية، كي يذهب غبار اليوم النهاري، بل هم يقضون النهار تحت الفراش، وبعد أذان الإفطار بساعات ينهضون كالمرضى، ووجوههم تكسوها هالة ضبابية، وكأنهم خرجوا من حفر طينية.زمننا هذا هو الأجمل، ولكننا لم تستطع الاستفادة من جمالياته، ولم نعرف كيف نجلب السعادة لأنفسنا، بل غبنا، وسهونا، فغابت عنا الفرحة، وتشردت عصافير السعادة في ليالي كان يجب أن نفرح بها، ونستثمر هذه المنتجات الخارقة.ولكن معركة ذلك تظل لمعيريض ترنيمتها الخلاقة، وتظل هي الأيقونة الساكنة في الوجدان.
شاهد هذه القرية في رمضان باهرة
كانت هذه تفاصيل هذه القرية في رمضان.. باهرة نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على جريدة الاتحاد ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.