كتب صحيفة اليمن نص المحاضرة الرمضانية السادسة للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي 1446هـ..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.الَّلهُمَّ... , نشر في الجمعة 2025/03/07 الساعة 01:42 ص بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.
الَّلهُمَّ اهْدِنَا، وَتَقَبَّل مِنَّا، إنَّكَ أنتَ السَّمِيعُ العَلِيم، وَتُبْ عَليَنَا، إنَّكَ أنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمْ.
السَّـلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
من ضمن ما يمنحهم الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" هو: ما يجعلهم على مستوى عالٍ جدًّا جدًّا من اليقين، يعني: درجة عالية بشكلٍ كبير، بمستوى مهامهم الكبيرة، العظيمة، المقدَّسة، وهذه الرعاية تأتي لهم في مراحل متعددة، من ضمنها:
- ثم في أثناء أداء مهامهم، بحسب ما يواجهونه من ظروف، وتعقيدات... وغير ذلك.
فالله يرعاهم بهذه الرعاية: يريهم من الآيات ما يجعلهم على درجةٍ عاليةٍ جدًّا من اليقين، والثقة بما هم عليه من المبادئ الإلهية، وفي معرفتهم الواسعة بالله تعالى، وملكه، وهيمنته على عباده، وبالطريق الحق الذي هم فيه، وبالمنهجية التي يتحركون على ضوئها، كل هذا يحتاج إلى يقين، في مجال معرفة الله وعده ووعيده جوانب كثيرة جدًّا تحتاج إلى درجة عالية من اليقين، كذلك المنهجية نفسها، التي يتحركون على ضوئها في أدائهم لمهامهم ومسؤولياتهم، تحتاج إلى درجة عالية من اليقين.
كذلك فيما يتعلق بمواجهة الضغوط والتحديات، عندما يأتي رسولٌ من رسل الله إلى مجتمع بكله، وبيئة بكلها، اتِّجاهها في معتقداتها، في عاداتها، في تقاليدها، في تصوراتها، في أفكارها، في اتِّجاهاتها، مختلفة تماماً، قائمة على أساس الباطل، ومتشبثة بذلك بكل شدة، وقوية في تشبثها، وكذلك ما هي عليه من معتقدات، وتصورات، ومفاهيم، وخرافات، وأباطيل، محاطة بحساسية شديدة جدًّا، بحيث تكون ردة الفعل من الجميع ردة فعل قاسية وشديدة، تجاه من يأتي ليعمل على إخراجهم مما هم فيه.
مـــادة اليقـــين، عندما نلحظ ما يرعاهم الله به من أن يريهم آيات؛ ليزداد يقينهم، ليزداد يقينهم، لماذا؟ لأن مادة اليقين هي: المعرفة الراسخة، والقناعة التامة، القناعة التامة بالحق، والإيمان الراسخ، والفهم العميق، والثقة القوية التي لا يبقى معها مجالٌ للشك بأي نسبة، بأي مستوى، ولا للاضطراب، ولا للتردد؛ وبالتالي تكون رؤية الإنسان وقناعته ثابتة وقوية، وموقفه ثابت، ويستند إلى الحقائق، التي يتيقنها ويتأكد منها، والحجج الدامغة، فهو على بصيرة، على بينة؛ وبالتالي على قناعة تامة، وثقة تامة، ليس هناك ولا أي نسبة بسيطة من الشك، أو الاضطراب، أو التردد.
ولهذا يأتي في مواصفات المتقين في القرآن الكريم، يقول الله تعالى: {وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ}[البقرة:4]، يقول الله "جَلَّ شَأنُهُ": {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}[الحجرات:15].
- تجاه وعد الله، هم على يقين بأن الله يفي بوعده.
- الحقائق التي عرضها الله لهم في القرآن الكريم، ما يتعلق أيضاً بالغيب وعالم الغيب، كل ما هو مطلوب من الإنسان أن يؤمن به، يؤمنون به إيماناً قائماً على أساس اليقين، في مستوى اليقين، فليس عندهم أي نسبة من الشك، أو مستوى من القلق والاضطراب والتردد.
ولهـذا عندما نأتي إلى آثار وتجليات اليقين، فهي:
- كذلك أن تكون عظيم الثقة بالله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"؛ وبالتالي أنت من يتفاعل من موقع الثقة التامة مع وعوده "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، ما وعد به، ومع وعيده، ومع الحقائق التي يقدمها لك.
ما الذي ينقص الكثير من أبناء الأمة في التعامل مع هذا الوعد الإلهي، الذي هو: الانطلاقة للقيام بهذه المسؤولية، في النصرة لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" بنصرة دينه، بنصرة الحق، بالموقف من الطغيان والظلم، تشاهد الأمة في قضية واضحة، من أوضح القضايا، مظلومية الشعب الفلسطيني، تشاهد الأمة ما يجري هناك من طغيان، وعدوان، وإجرام أمريكي وإسرائيلي، وهي قضية ليس فيها أي التباس أبداً، في كونها قضية حق واضح للشعب الفلسطيني، ومظلومية واضحة للشعب الفلسطيني، مع ذلك الغالب على موقف الكثير من أبناء الأمة، وفي المقدِّمة: الحكومات، والأنظمة، والزعماء، هو: عدم القيام بمسؤوليتهم، التي هي مسؤولية دينية يحاسبون عنها يوم القيامة، بل لتفريطهم فيها تبعات وعقوبات، منها: ما يأتي في عاجل الدنيا، ومنها: ما يأتي في الآخرة؟ هو: انعدام اليقين، يعني: الكثير ليسوا متأكدين من أنهم- فعلاً- لو انطلقوا مع الله، وصدقوا مع الله، واستجابوا لله، وقاموا بأداء هذه المهمة، أنه سيفي لهم بوعده: {يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}، أنه سيفي بذلك، ليس عندهم يقين بذلك.
فلليقين أهميته الكبيرة جدًّا في قوة الموقف، في الثبات على الموقف، في الاندفاعة اللازمة، التي هي تعبِّر عن تفاعل حقيقي.
لكن في الاتِّجاه الإيماني، مثلاً: يقين الإنسان بالآخرة، يقينك بأنك ستنتقل من هذه الحياة التي هي حياة مؤقتة محدودة، بعدها عالم الآخرة، وفي عالم الآخرة هناك الجنة بما وصفها الله به، هي الجزاء الذي جعله الله للمتقين، ما وصف الله به الجنة في القرآن الكريم من أوصاف عظيمة جدًّا، ومغرية للغاية، لا يمكن لأي إنسان يتيقن، ويثق، ويتأكد، أن يقرأ تلك الأوصاف ولا يتفاعل، يعني: جنة عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، فيها أرقى نعيم مادي، فيها التكريم المعنوي على أرقى مستوى، يكرمك الله، وتكرمك ملائكته، حياة هنيئة في أرقى نعيم، يتوفر فيها كل ما يريده الإنسان، وما تشتهيه نفسه، ومع ذلك يعيش للأبد، من دون موت، ولا هرم، ولا مرض، ولاغم ولا حزن، ولا أي منغصات، ولا أي كدر، الإنسان بفطرته يتفاعل مع أشياء بسيطة في هذه الحياة، مما تُلبي رغباته، واحتياجاته، ومتطلبات حياته، يعني: نرى البعض من الناس يبيع دينه ويبيع كل شيء؛ من أجل مبلغ مالي بسيط، ليوفر به متطلبات بسيطة من هذه الدنيا، كيف لا يتفاعل الانسان مع ذلك الوعد الإلهي؟! ما الذي حدث؟ ما الذي نقص؟ هو مستوى اليقين؛ ولهـذا قال الله عن المتقين: {وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ}[البقرة:4].
- الاحتراق بين جحيمها، ونيرانها المتسعرة، ولهبها الشديد.
- الملابس التي هي ملابس نارية: {قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ}[الحج:19]، ومن القطران أيضاً، {سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ}[إبراهيم:50].
ما الذي يجعل أكثر أبناء أُمَّتنا على درجة عالية من الخوف من أمريكا، إلى درجة الإذعان والاستسلام لها؟ أشياء لا تساوي شيئاً مما في نار جهنم.
إذاً لماذا لا يمثِّل الإيمان بذلك حافزاً إلى أداء المسؤوليات، والقيام بما علينا أن نقوم به، في تنفيذ أوامر الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" لنا بالجهاد في سبيله، بالموقف من أعدائه الظالمين، المجرمين، الطغاة المستكبرين؟ هناك نقص في اليقين، وهناك غفلة، وهناك ضعف إيمان.
- مستوى الاندفاع للقيام بالمسؤوليات.
- ومستوى الثبات.
نجد أيضاً أنه من المؤهلات التي تؤهِّل أي أمة- مع الصبر- تؤهلها لأن تحظى بالتوفيق الإلهي، والهداية الإلهية، أن تكون هي الرائدة للمجتمع الإنساني، في حمل رسالة الله ودينه، وأن يكون منها القادة والهداة لعباده؛ ولهـذا يقول الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى": {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}[السجدة:24]، لمَّا صبروا وكانوا يوقنون بآيات الله؛ جعل الله منهم هداةً، {أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}.
ولأهمية المسألة في علاقة الناس بآيات الله، أتى في القرآن الكريم مما هو من أخبار مستقبل الزمان، قول الله تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ}[النمل:82]؛ لأن منشأ الإعراض عن آيات الله يعود لدى الكثير من الناس إلى ضعف يقينهم، إلى ضعف يقينهم، فلم يتفاعلوا معها، ولم يلتزموا، ولم يستجيبوا، ولم يتحركوا، بناءً على ما فيها من الهدى، ما فيها من الحقائق، ما فيها من الوعد والوعيد؛ ولـذلك قد يصل الكثير من الناس إلى مستوى الخذلان التام، ويقع القول عليهم، ما معنى ذلك؟ يعني: يحق عليهم وعيد الله، يصبحون جهنميين، يفقدون قابليتهم للهدى، لم يعد عندهم أي قابلية للهدى، هذه حالة خطيرة على الإنسان، إذا تعامل مع هدى الله بشكلٍ مبتذل، بغير جِدِّيَّة، إذا لم يصل إلى درجة اليقين، ثم تكون النتيجة في المرحلة التي قد وصلوا إليها من الخذلان الرهيب جدًّا: أن يخرج الله لهم دابةً من الأرض، وهذا توبيخٌ لهم، توبيخٌ كبيرٌ جدًّا، وهي مرحلة خطيرة للغاية يكونون قد وصلوا إليها، {أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ}، فهي توبخهم على عدم يقينهم بآيات الله؛ ولذلك فالمسألة مهمة جدًّا.
ولـذلك في علاقتنا بهدى الله، انطلاقتنا الإيمانية، يجب أن نسعى لأن نصل إلى درجة اليقين، اليقين العالي، اليقين الراسخ، الثقة التامة، ألَّا يبقى لدى الإنسان أي نسبة من الشك، ولا أن يبقى في حالة اضطراب وتردد تجاه حقائق هدى الله، تجاه وعد الله ووعيده، تجاه مبادئ هذا الدين العظيم؛ وبالتالي نتحرك وصلتنا بهدى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" هي قائمة على أساس اليقين، هذه مسألة مهمة جدًّا.
ولـذلك برز نبي الله إبراهيم "عَلَيْهِ السَّلَامُ" فتىً قوياً، مستبصراً، ثابتاً، وفي نفس الوقت حكيماً، قدَّم احتجاجاً قوياً، عَرَض براهين مقنعة لقومه، كان له فيهم مقامات متعددة، لكنَّ الخطوة الأولى تتعلق بكيف يستخدم معهم طريقةً حكيمةً مناسبة، يتمكن من خلالها إلى إفهامهم بالحقيقة الكبرى، التي يريد أن يستوعبوها، وهي: أن تلك الأصنام غير جديرةٍ بالألوهية، وأنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وليس هناك أحد جديرٌ بالعبادة من كل المخلوقات، وحده الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" الذي تحق لهُ العبَادة، هو وحده الإله الحق، وربُّ العالمين، وربُّ الخلائِقِ أجمعين، هو بحاجة إلى أن تكون الخطوة التي يبدأ بها معهم بالشكل الذي تلفت نظرهم بتدرج؛ حتى يوصلهم إلى استيعاب هذه الحقيقة؛ لأن الهدف هو: هدايتهم، كيف يفهمون، هذه المسألة المهمة، يعني: ليس المطلوب أن يذهب من اليوم الأول، من اللحظة الأولى، ليستفزهم، وليفتعل معهم ضجة ومشكلة، وانتهى الأمر؛ هو رسولٌ إليهم ليهديهم؛ وبالتـالي مطلوبٌ أن يسعى لإيصال الحقيقة إليهم.
- عندما نقول- مثلاً- عن الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى": أن
شاهد نص المحاضرة الرمضانية السادسة
كانت هذه تفاصيل نص المحاضرة الرمضانية السادسة للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي 1446هـ نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على صحيفة اليمن ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.