كتب الجزيرة مباشر لماذا يجب أن يقرأ الأوروبيون كتاب فرانز فانون “معذبو الأرض”؟!..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد مقالات أوروبالماذا يجب أن يقرأ الأوروبيون كتاب فرانز فانون “معذبو الأرض”؟!د. سليمان صالحاستاذ الإعلام بجامعة القاهرة8 3 2025الفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر منصات التواصل في المقدمة التي كتبها جون بول سارتر لكتاب فرانز فانون “معذبو الأرض” طالب... , نشر في السبت 2025/03/08 الساعة 10:42 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
مقالات|أوروبالماذا يجب أن يقرأ الأوروبيون كتاب فرانز فانون “معذبو الأرض”؟!د. سليمان صالحاستاذ الإعلام بجامعة القاهرة8/3/2025الفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر (منصات التواصل)في المقدمة التي كتبها جون بول سارتر لكتاب فرانز فانون “معذبو الأرض” طالب سارتر الأوروبيين خاصة الفرنسيين بأن يقرأوا هذا الكتاب ليكتشفوا حقيقة أنفسهم، وليعرفوا أنهم ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية، فالاستعمار لم يكن مجرد هيمنة سياسية واقتصادية، بل كان مشروعا قمعيا أدى إلى تشويه إنسانية المستعمر والشعوب التي خضعت للاستعمار معا، وأن الأوروبيين يجب أن يواجهوا الحقيقة القبيحة لاستعمارهم، وأن يعترفوا بأن عنف الاستعمار لا يمكن أن يلغى إلا بعنف التحرير.
وبمقدمته تلك فتح سارتر أمام العلماء والباحثين مجالا علميا جديدا يمكن أن يسهم في زيادة قدرتنا على فهم الواقع، واستشراف المستقبل، فالاستعمار الأوروبي خلال القرنين الماضيين ترك آثاره النفسية والاجتماعية في الشعوب، ويجب أن نفهم تلك الآثار، لنتمكن من معرفة حركة التاريخ، ونشكل بداية لمرحلة جديدة من الكفاح ضد الاستعمار.
أمامك خيار واحد.. لماذا؟!
يقول سارتر: بعد أن تقرأ كتاب فانون “معذبو الأرض” سيكون أمامك خيار واحد هو أن تمد يدك للمضطهدين.. لماذا؟!! لأن فانون يعلم أن الاستعمار لا يمكن اقتلاعه بالإقناع، وأن التحرر من الاستعمار لا يكون إلا بالعنف. إنك لا تستطيع أن تصفي الاستعمار إلا بحمل السلاح وإسالة الدماء.
اقرأ أيضا
list of 4 itemslist 2 of 4معاوية.. والفتنة الكبرى
list 3 of 4إنقاذ ما بقي من الأمن الغذائي في غزة
list 4 of 4ما الذي يضير ساويرس من “مصر العربية”؟
end of list
هذا يفسر قرار المثقف الزنجي الفرنسي الجنسية فرانز فانون (1925-1961) بالانضمام إلى هيئة التحرير الجزائرية، وحمل السلاح، ليقاتل الاستعمار الفرنسي مع ثوار الجزائر، بعد أن أدرك من خلال عمله طبيبًا نفسيًا تأثير العنف الاستعماري في الشعوب، فأصبح يائسا من أن تثوب أوروبا إلى رشدها.
لذلك يرى سارتر أن فانون لم يوجّه خطابه لأوروبا، لكنه كتب هذا الكتاب -وهو يعاني في عامه الأخير من سرطان الدم- لإخوانه الذين حملوا السلاح، وقاتلوا ضد الاحتلال الفرنسي، وقدموا الشهداء، لذلك أكرهوا الاستعمار الفرنسي وأجبروه على الانسحاب من أرضهم.
تحرير أوروبا من اللاإنسانية!
فانون الذي ولد في مستعمرة المارتينيك التي يحمل سكانها الجنسية الفرنسية، عانى من مشاعر الذل والهوان على إيدي المستعمرين الفرنسيين، لكن أفقه الواسع وثقافته جعلته لا يحقد على الاستعمار في وطنه فقط، بل في العالم كله، وهو لا يريد زوال الاستعمار بسبب الجرائم التي يرتكبها فقط، لكنه يريد تخليص هؤلاء المستعمرين أنفسهم من اللاإنسانية التي تردوا فيها.
وهذا يمكن أن يفتح لنا مجالا علميا جديدا، فالثوار الذين حملوا أسلحتهم ضد الاستعمار، هم أصحاب الفضل على العالم كله، حيث أعادوا إليه القيم الإنسانية التي دمرها الاستعمار المغرور بقوته، الذي لا يحترم كرامة الإنسان، وهم أصحاب فضل على الأوروبيين الذين فقدوا إنسانيتهم، وتحولوا إلى آلات للقتل والتدمير، والثوار يقدمون الفرصة للمستعمرين لاستعادة إنسانيتهم المفقودة، فالذي يحترم القيم الإنسانية يجب أن يقف مع المضطهدين المظلومين، الذين قرروا أن يحرروا أرضهم، ويعيدوا للإنسان كرامته.
حتى بعد موته يجب أن يكون الإنسان في صف الأحرار الثوار، لذلك أوصى فانون عند موته بأن يدفن في مقبرة مقاتلي الحرية الجزائريين.
مع الثورة الجزائرية الأصيلة!
لم يكن فرانز فانون يكره البيض، لكنه يكره الاستعمار الذي يمارسه البيض، لذلك عبّر بعمله -وليس بعلمه فقط- عن اعتزازه بأنه إنسان ثائر مناضل، فانضم إلى الثورة الجزائرية لأنه آمن بأنها ثورة إنسانية أصيلة لن تنحصر في أرضها وشعبها، بل ستردد أصداءها إفريقيا كلها، وأنها ستكون مثالا وقدوة لكل الشعوب المقهورة التي أخضعها الاستعمار بقوته الغاشمة.
يرى فانون أن الثورة هي الطريق الوحيد لتحرير الإنسان، وبأن العمل الثوري هو السبيل الوحيد أمام الإنسان لينتقل من العبودية والضياع إلى الوجود الحر الكريم الخصب، لذلك قرر أن ينضم إلى صفوف الثائرين في الجزائر، وأن يخوض معهم المعركة حتى الموت.
يرى فانون أن الاستعمار الغربي يضيع الإنسان، ويقتل إنسانيته، ففي خطابه الذي ألقاه في مؤتمر تضامن الشعوب الآسيوية والإفريقية في مدينة أكرا كممثل للجزائر قال: إن العنف هو السبيل الوحيد الذي يجب أن تسلكه الشعوب الخاضعة للاستعمار للتحرر من السادة المستغلين المحتلين الذين يتشدقون بالحرية وهم يقتلونها، وبالحديث عن الإنسان وهم يذبحونه.
أوروبا تخنق الإنسانية كلها!
يقول جان بول سارتر: فلنترك هذه الأوروبا التي لا تفرغ من الكلام عن الإنسان؛ وهي تقتله جماعات حيثما تجده في جميع نواصي شوارعها، وفي جميع أركان العالم، فهي تخنق الإنسانية كلها تقريبا.
ويضيف: أن أوروبا قد بلغت من الجنون والاضطراب في سرعتها أنها ماضية إلى الهاوية، وبتعبير آخر أنها قد أفلست!.
وبذلك يتفق سارتر مع فانون الذي يرى أن أوروبا ساعية إلى حتفها، لكن سارتر يركز على دعاية أوروبا حول الإنسانية، فهي لم تكن سوى أيديولوجيا كاذبة، ومجرد وسيلة لتبرير النهب الأوروبي لثروات الشعوب.
يوجه سارتر خطابه للأوربيين: إنكم تعلمون أنكم مستغلون، سلبتم الذهب والمعادن والبترول، وبنيتم بها قصورا وكاتدرائيات وعواصم جديدة، والإنسان في أوروبا شريك في الجريمة.
أما ذلك المسخ الأمريكي الذي فاق أوروبا، فهو يثرثر بالحرية والمساواة والأخوة والمحبة والشرف والوطن، ليخفي بذلك عصابيته العرقية، ولا يختلف عن فرنسا التي كانت تحرق المسلمين أحياء في الجزائر.
أوروبا في نهاية المغامرة!
يقول سارتر: إن أوروبا تتورط في معركة خاسرة، وهذه الوحشية الاستعمارية هي الآن في نهاية المغامرة.. لقد بدأ التراجع، فالشعو
شاهد لماذا يجب أن يقرأ الأوروبيون
كانت هذه تفاصيل لماذا يجب أن يقرأ الأوروبيون كتاب فرانز فانون “معذبو الأرض”؟! نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الجزيرة مباشر ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.