عبد الحميد بعلبكي بين واقعية الحرب وما بعد الحداثة.. اخبار عربية

نبض الصحافة العربية - اندبندنت عربية


عبد الحميد بعلبكي بين واقعية الحرب وما بعد الحداثة


كتب اندبندنت عربية عبد الحميد بعلبكي بين واقعية الحرب وما بعد الحداثة..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد جدارية الحرب 1977 للرسام عبد الحميد بعلبكي خدمة المتحف ثقافة nbsp;رسام لبنانيالحربالحداثةبيروتالجنوب اللبنانيالواقعيةالانطباعيةالطبيعةالناس لم يعرف الرسام عبد الحميد بعلبكي المهادنة، بل عاش حياته منسجماً مع أفكاره وقناعاته الفنية، التي لم تكن... , نشر في الأثنين 2025/03/10 الساعة 04:22 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .

جدارية الحرب 1977 للرسام عبد الحميد بعلبكي (خدمة المتحف)





ثقافة  رسام لبنانيالحربالحداثةبيروتالجنوب اللبنانيالواقعيةالانطباعيةالطبيعةالناس

 لم يعرف الرسام عبد الحميد بعلبكي المهادنة، بل عاش حياته منسجماً مع أفكاره وقناعاته الفنية، التي لم تكن تتفق دوماً مع الاتجاهات الفنية التي عرفتها بيروت طوال مراحل الحرب. فقد جسّد عبد الحميد بعلبكي ذروة الانقسام الحاصل بين العودة إلى الواقعية كنتيجة من نتائج الحرب وتداعياتها، وتوجهات فنون ما بعد الحداثة الغربية، التي اعتبرت أن العودة إلى الواقع يعني رجوع الفن إلى الوراء. وقد تجلى ذلك حين تقدم بعلبكي بلوحة من أعماله ليشارك بها في صالون الخريف في متحف سرسق (عام 1992) لِيُفاجأ برفضها من قِبل لجنة التحكيم، مما أثار زوبعة في الوسط الثقافي والإعلامي، على أثرها أعلن الفنان استنكاره ودعا في بيانٍ له إلى إقامة "صالون للمرفوضين" بديلٍ عن صالون سرسق، أسوة بمثيله في باريس وبعض الصالونات الأخرى كصالون المستقلين.

رسم ذاتي للفنان عبد الحميد بعلبكي (خدمة المتحف)

كأن الزمن كفيلٌ بالمصالحة بين الماضي والحاضر، لذا جاءت مبادرة متحف سرسق (بعد 33 عاماً) لكي تردّ الاعتبار إلى الفنان عبد الحميد بعلبكي، في موقف تضامنيّ مع أهل الجنوب المنهكين من الحرب الأخيرة، وكتحية تقدير لمنجز الفنان بشكل خاص، لا سيما بعد دمار بيته ومحترفه الفني بالكامل من جراء القصف الإسرائيلي المتكرر على مسقط رأسه في بلدة العديسة الجنوبية، الذي حوّل المكان إلى أنقاض. وهي خسارة كبيرة بلغت ما يفوق العشرين لوحة من أعماله، وما لا يحصى من الرسوم فضلاً عن مكتبته التي تضم مئات المؤلفات من الكتب النفيسة الفنية والأدبية والمخطوطات النادرة. لعل ما خفف من وطأة الخسارة أن قسماً كبيراً من اللوحات الناجية والتي سبق وعُرضت في قصر بيت الدين (يوليو/ تموز 2024)، هي من مقتنيات عائلة الفنان وبعض أصحاب المجموعات الخاصة. المعرض الذي يستمر لغاية 28 أيلول/ سبتمبر المقبل، تمكّن من استعادة جزءٍ مهم من إرثه الفني، ولكن ما لا يمكن استرجاعه هو ذكريات العمر، التي لا تُنسى في أحضان البيت الذي شيده الفنان بحبّ على رغم الأخطار على المنطقة الحدودية على تراب أجداده حيث تتعانق حكايات الأرض والطبيعة وصور الطفولة الضائعة في خزائن الماضي.

الواقعية الساخرة

بائع البطيخ- زيتية 1981  (خدمة المتحف)​​​​​​​

بعد الغفلة تنبّه جيلٌ جديد من المسؤولين عن إدارة متحف سرسق إلى أن عبد الحميد بعلبكي هو فنانٌ مبدع ويستحق التكريم، وأن واقعيته الساخرة لا تعبّر عن الزمن الذي جاءت منه فحسب، بل تتخطى الأزمنة والذوقية الماضية، كي تطلّ علينا في أعمال أقل ما يقال عنها إنها معاصرة وقريبة من القلب ومن العين معاً. فهو يعيدنا إلى أمجاد زمن اللوحة وسيادة الموضوع ووحدة الأسلوب وصدق التوجّه الفني في ما يتعلق بالقضايا الإنسانية والمواقف السياسية والاجتماعية.

ظلّ عبد الحميد بعلبكي متمسكاً بالواقعية في الفن مثلما كان متمسكاً بأوزان الخليلي في نظم الشعر، غير أن لوحاته تعتبر شهادات على زمن الحرب الأهلية اللبنانية، والتجذّر العميق السياسي والثقافي في طروحات الهوية العربية، للتّميز عن اتجاهات الحداثة الغربية التي فرضت ذائقتها الخاصة على روح القرن العشرين. فقد ابتكر لنفسه نهجاً غير تقليدي في محاكاة التراث من مكان قريب أي من بيئته الشعبية، من خلال التماهي مع التراث الشفوي والطقوس العاشورائية والاحتفالات الدينية والحياة الداخلية المنزلية والموضوعات اليومية المستلهمة من الأحياء الفقيرة في ضواحي بيروت، بلغة واقعية ساخرة وعبثيّة وفكاهية في آن واحد لم تكن موجودة من قبل، مرتبطة بمستجدات الواقع الديموغرافي الجديد الذي أفرزته الحرب الأهلية اللبنانية. تلك اللغة الشعبية الأليفة كادت أن تؤسس لمدرسة خاصة بها لولا أن الفنان كان مُقلاً في إطلالاته ومعارضه، مع توزُّع اهتماماته بين قضايا الفن والسياسة والشعر والتفعيلة فضلاً عن انشغاله لفترة من حياته بإدارة جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت والتعليم في معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية.

لوحة زيتية "بلا عنوان" (خدمة المتحف)

تمثّل أعمال عبد الحميد بعلبكي حقبة من الصراع بين طبقات الثقافة في بيروت قبيل الحرب وبعدها. طبقة النخبة من الفنانين بالنسبة لنقاد الصحف والغاليريات، والطبقة الأخرى المنسية التي تنتج وتقيم معارضها على إيقاع التوتر والمواجهة المبنية على ظروف الحرب وملابساتها وكمائنها. فحركة الترويج الفني والإعلامي وحركة البيع والشراء كانت تقودها غالباً البرجوازية اللبنانية، التي ظل عبد الحميد بعلبكي بعيداً منها بالفطرة والانتماء، منصرفاً إلى هموم العيش والإقامة والارتحال والنزوح وصعوبة التأقلم.

أسس عبد الحميد بعلبكي عائلة فنية بامتياز: أخوه الرسام فوزي وابنه أسامة وأبناء أخيه أيمن وسعيد جميعهم رسامون، وهو من مواليد العديسة، حيث نشأ في بيئة متواضعة ومعزولة وشغوفة بنظم الشعر العربي. درس الفن في باريس (1971- 1974) وتأثر بأعمال مارك شاغال وغوغان وحصل على دبلوم دراسات عليا في الفن الجداري من المدرسة الوطنية العليا للفنون الزخرفية. من أبرز لوحاته التي أنجزها في محترفه الباريسي جدارية "شجرة الحياة". أما لوحة "الحاج" التي يعود تاريخها لعام 1974 فهي تجسد طقساً شعبياً عن الاحتفال المرافق لعودة حجاج بيت الله الحرام من مكة المكرمة، تعكس تأثيرات فن الواسطي، على أسلوب بعلبكي في طريقة التسطيح والتنميق المنتمي إلى التراث الحداثي العربي.

لوحة "الحطاب" (خدمة المتحف)

أقام عبد الحميد بعلبكي في منطقة الشياح في مراهقته، وكانت الهجرة من الريف إلى المدينة سمة من سمات أهل الجنوب، قبل أن تكون سمة المثقفين منهم قبيل اندلاع الحرب الأهلية، وزادت عمليات القصف الإسرائيلي المتتالية على قرى الجنوب من حدّة هذه الهجرة باتجاه بيروت. "أرسم عالم المدينة الذي هو قدرنا من الآن فصاعداً. لكن


اقرأ على الموقع الرسمي

شاهد عبد الحميد بعلبكي بين واقعية

كانت هذه تفاصيل عبد الحميد بعلبكي بين واقعية الحرب وما بعد الحداثة نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على اندبندنت عربية ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.

تابع نبض الجديد على :
اخبار عربية اليوم