أهالي غزَّة يضطرُّون لحرق النُّفايات للتَّخلُّص من الرَّوائح والآفات.. اخبار عربية

نبض فلسطين - فلسطين أون لاين


أهالي غزَّة يضطرُّون لحرق النُّفايات للتَّخلُّص من الرَّوائح والآفات


كتب فلسطين أون لاين أهالي غزَّة يضطرُّون لحرق النُّفايات للتَّخلُّص من الرَّوائح والآفات..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد غزة عبد الله التركماني على ناصية شارع ضيق في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، يقف خالد أبو سمرة 37 عامًا متكئًا على جدار منزله، يتأمل أكوام القمامة التي تراكمت أمام بابه منذ أسابيع. أكياس ممزقة، وبقايا طعام متعفنة، وعلب فارغة متناثرة حولها، في... , نشر في الأثنين 2025/03/10 الساعة 08:15 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .

غزة/ عبد الله التركماني:

على ناصية شارع ضيق في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، يقف خالد أبو سمرة (37 عامًا) متكئًا على جدار منزله، يتأمل أكوام القمامة التي تراكمت أمام بابه منذ أسابيع. أكياس ممزقة، وبقايا طعام متعفنة، وعلب فارغة متناثرة حولها، في حين يحوم الذباب فوقها، ناشرًا رائحة كريهة تزكم الأنوف.





أخرج أبو سمرة عود ثقاب من جيبه، وأشعله وألقاه وسط النفايات، فتصاعدت ألسنة اللهب سريعًا، ناشرةً دخانا أسود كثيفا غطى سماء الحي.

يقول الرجل لصحيفة "فلسطين" بصوت محمل بالغضب: "حاولت تحمل الوضع، لكنني لم أعد أستطيع. القمامة تملأ الشارع، والرائحة تدخل إلى البيت، والذباب لا يفارق المكان. لم تأتِ البلدية لجمعها منذ أسابيع، ولم يعد لدي خيار سوى الحرق".

يشير أبو سمرة إلى كومة أخرى من النفايات بدأت تتجمع على طرف الشارع، ويكمل بصوت متحسر: "في السابق كنا نضع القمامة في أكياس ونرميها بعيدا، لكن لم يعد هناك مكان نضعها فيه. لم يعد أمامي سوى هذا الحل، رغم أنني أعلم أن الدخان يضر بأطفالي، لكنه أهون من تركهم يعيشون وسط هذا المستنقع".

 

بينما يتحدث، تخرج زوجته من المنزل حاملة طفلتهما الصغيرة، تغطي أنفها بقطعة قماش، وتقول بانزعاج: "الدخان يخنقنا في الداخل، ورائحة الحرق تظل عالقة في البيت لساعات. لكن ماذا نفعل؟ نعيش بين النفايات، ولا أحد يهتم".

يخفض أبو سمرة رأسه قليلا، ثم يزفر بعمق ويقول: "أطفالي يسألونني كل يوم متى ستأتي البلدية لجمع النفايات، وليس لدي إجابة. كل ما أعرفه أنني سأضطر لإشعال كومة جديدة غدًا، إن بقيت الأمور كما هي".

وعمد سكان القطاع على حرق النفايات للتخلص منها بسبب عدم سماح دولة الاحتلال الإسرائيلي بإدخال الآليات اللازمة لعمل طواقم البلديات على جمعها وترحيلها إلى المكب للرئيسي في بلدة جحر الديك شرق القطاع، الأمر الذي يتسبب بأضرار بيئية وصحية كبيرة.

وازدادت الأزمة صعوبة مع قرار حكومة الاحتلال إغلاق حاجز كرم أبو سالم مطلع مارس، وعدم السماح بإدخال شاحنات الوقود والبضائع إلى القطاع.

اختناق بين الركام

في مخيم إيواء مكتظ بالنازحين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، تجلس رحمة عبيد (56 عاما) عند مدخل خيمتها، تحاول تهوية المكان بقطعة قماش مبللة، لكن الدخان الرمادي الكثيف الناجم عن حرق تجمعات النفايات القريبة منها، يتسلل من بين شقوق النايلون، يلفّ الهواء، ويخنق الأنفاس.

على الفراش المهترئ، يستلقي زوجها المسنّ، ووجهه شاحب من الاختناق، بينما يئن حفيدها الصغير، آدم، الذي لم يتجاوز السابعة، وهو يحاول التقاط أنفاسه المتقطعة بسبب نوبة ربو حادة.

 

"لم يعد بإمكاننا العيش هكذا"، تقول عبيد لصحيفة "فلسطين"، وهي تحاول تهدئة حفيدها، الذي يفتح فمه بحثًا عن هواء نقي، "في الليل، يصبح الدخان خانقًا أكثر، ونستيقظ على نوبات سعال الأطفال".

توضح عبيد أن الدخان لا يهدد فقط حياة حفيدها المصاب بالربو، بل يزيد من تدهور حالة زوجها، الذي يعاني من أمراض مزمنة في الجهاز التنفسي. "الأطباء يقولون إنه يجب أن يتنفس هواءً نظيفًا، لكن أين لنا بذلك في هذا الجحيم؟".

تحاول العائلة التكيف، تغلق الخيمة بإحكام، وتستخدم الكمامات إن وُجدت، لكن كل ذلك لا يكفي. بعض الجيران نزحوا من جديد بحثا عن مكان أقل اختناقًا، لكن عبيد لا تملك مكانًا آخر تذهب إليه، "نحن محاصرون بين النفايات والدخان والموت البطيء."

برجاء يائس، تنادي عبيد المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لإيجاد حل عاجل، "لا نريد مساعدات غذائية فقط، نريد هواءً نظيفا، نريد من يرفع هذه القمامة قبل أن نُدفن تحتها أو تختنق أرواحنا بأدخنتها".

أزمة بيئة غير مسبوقة

في الآونة الأخيرة، أصدرت بلدية غزة تحذيرات متكررة بشأن أزمة بيئية وصحية غير مسبوقة تهدد أهالي المدينة نتيجة تراكم النفايات في الشوارع والمناطق السكنية.

ويقول المتحدث باسم البلدية، حسني مهنا لصحيفة "فلسطين": إن المدينة تواجه كارثة حقيقية مع تراكم أكثر من 170 ألف طن من النفايات في شوارعها ومخيمات الإيواء.

وأوضح أن السبب وراء هذه الأزمة هو قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بتدمير  آليات البلدية، مضيفا "خلال العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 15 شهرا، تم تدمير أكثر من 85% من آليات البلدية الثقيلة والمتوسطة، مما أعاق قدرتها على جمع وترحيل النفايات".

وأشار مهنا إلى أن جيش الاحتلال يمنع طواقم البلدية من الوصول إلى المكب الرئيسي في بلدة جحر للديك، وقال: "تتواجد قوات الاحتلال في المنطقة المحيطة بالمكب الرئيسي شرق المدينة، مما يمنع طواقم البلدية من الوصول إليه للتخلص من النفايات بشكل آمن".

ولجأت البلدية مؤخرا إلى تجميع النفايات في مكبات عشوائية داخل المدينة، وهي غير مجهزة بيئيا، مما يفاقم المخاطر الصحية.

كما أطلقت خطة طوارئ لإزالة النفايات المتراكمة، تعتمد على استخدام مجموعة متنوعة من الآليات والمعدات لنقل النفايات، فضلاً عن مشاركة فرق عمل متخصصة، وذلك ضمن مشاريع دعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي واللجنة الدولية للصليب الأحمر والقطاع الخاص.

وناشد مهنا المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للتدخل العاجل وتوفير الآليات والمعدات اللازمة، والسماح بالوصول إلى المكب الرئيسي للنفايات، لتجنب تفاقم الكارثة البيئية والصحية في المدينة.

وقال: "الوضع الحالي يتطلب استجابة فورية لتفادي تداعيات أكثر خطورة على سكان غزة، خاصة مع استمرار تراكم النفايات وتدهور الأوضاع الصحية والبيئية".

 

 

المصدر / فلسطين أون لاين


اقرأ على الموقع الرسمي

شاهد أهالي غز ة يضطر ون لحرق

كانت هذه تفاصيل أهالي غزَّة يضطرُّون لحرق النُّفايات للتَّخلُّص من الرَّوائح والآفات نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على فلسطين أون لاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.

تابع نبض الجديد على :
اخبار عربية اليوم