أميركا ما بين ترامب ورسالة كيندي.. اخبار عربية

نبض الإمارات - جريدة الاتحاد




كتب جريدة الاتحاد أميركا ما بين ترامب ورسالة كيندي..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد إذا كنت تشعر بالارتباك بسبب استراتيجيات الرئيس دونالد ترامب بشأن أوكرانيا أو التعريفات الجمركية أو الرقائق الإلكترونية أو غيرها من القضايا، فليس ذلك خطأك، بل خطؤه. والنتيجة هي ما تراه اليوم مزيج من التعريفات الجمركية المتقطعة، والمساعدات المتقطعة... , نشر في السبت 2025/03/15 الساعة 12:12 ص بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .

إذا كنت تشعر بالارتباك بسبب استراتيجيات الرئيس دونالد ترامب بشأن أوكرانيا أو التعريفات الجمركية أو الرقائق الإلكترونية أو غيرها من القضايا، فليس ذلك خطأك، بل خطؤه. والنتيجة هي ما تراه اليوم: مزيج من التعريفات الجمركية المتقطعة، والمساعدات المتقطعة لأوكرانيا، والتخفيضات المتقطعة في البرامج والإدارات الحكومية المحلية والخارجية. لن تنجح أربع سنوات أخرى من هذا. ستصاب أسواقنا بانهيار عصبي من حالة عدم اليقين، ورواد أعمالنا سيصابون بانهيار عصبي، ومصنعونا سيصابون بانهيار عصبي، ومستثمرونا - المحليون والدوليون - سيصابون بانهيار عصبي، وحلفاؤنا سيصابون بانهيار عصبي، وسنُسبب لبقية العالم انهياراً عصبياً أيضاً.

يقول كبار المسؤولين من أقدم حلفائنا سراً إنهم يخشون أننا لم نصبح غير مستقرين فحسب، بل ربما نصبح عدواً لهم. الشخص الوحيد الذي يُعامل بلطف هو بوتين، وأصدقاء أميركا التقليديون في حالة صدمة. ترامب يرى أنه ورث اقتصاداً مدمراً، ولهذا السبب عليه أن يفعل كل هذه الأمور. هذا هراء.





لقد ارتكب جو بايدن الكثير من الأخطاء، ولكن بحلول نهاية فترته، وبمساعدة الاحتياطي الفيدرالي الحكيم، كان الاقتصاد الأميركي في حالة جيدة نسبياً ويسير في الاتجاه الصحيح. لم تكن أميركا بحاجة إلى علاج صدمة الرسوم الجمركية العالمية. كانت ميزانيات الشركات والأسر في وضع صحي نسبياً، وكانت أسعار النفط منخفضة، وكان معدل البطالة حوالي 4%، وكان إنفاق المستهلكين يرتفع، وكان نمو الناتج المحلي الإجمالي حوالي 2%. كنا بالتأكيد بحاجة إلى معالجة اختلال التوازن التجاري مع الصين - وكان ترامب محقاً في ذلك طوال الوقت - لكن هذا كان البند العاجل الوحيد على جدول الأعمال، وكان بإمكاننا معالجته بزيادات مستهدفة في التعريفات الجمركية على بكين، بالتنسيق مع حلفائنا، مما كان سيجبر بكين على التحرك. الآن يخشى الاقتصاديون أن عدم اليقين العميق الذي يضخه ترامب في الاقتصاد، قد يؤدي إلى انخفاض أسعار الفائدة لأسباب خاطئة - بسبب حالة عدم اليقين الشديدة التي تؤدي إلى انخفاض النمو، سواء هنا أو في الخارج. أو قد نحصل على مزيج أسوأ: نمو راكد مع تضخم (نتيجة التعريفات الجمركية المرتفعة)، وهو ما يُعرف بالركود التضخمي. لقد شهد العالم فترة استثنائية من النمو الاقتصادي وغياب الحروب الكبرى بين القوى العظمى منذ عام 1945. بالطبع، لم تكن الأمور مثالية، وكانت هناك سنوات عصيبة ودول متأخرة عن الركب. ولكن في المسار العام للتاريخ العالمي، كانت هذه السنوات الثمانون سلمية ومزدهرة بشكل ملحوظ بالنسبة للكثير من الناس، في أماكن عديدة. والسبب الأول لبقاء العالم على ما هو عليه، هو أن أميركا كانت على ما هي عليه. وقد لخص جون إف. كينيدي أميركا هذه في سطرين في خطاب تنصيبه في 20 يناير 1961: «لتعلم كل أمة، سواءً أرادت لنا الخير أم الشر، أننا سندفع أي ثمن، ونتحمل أي عبء، ونواجه أي مشقة، وندعم أي صديق، ونعارض أي عدو لضمان بقاء الحرية ونجاحها».

و«لذلك، يا مواطنيّ الأميركيين، لا تسألوا ما الذي يمكن لبلدكم أن يفعله من أجلكم، بل اسألوا عما يمكنكم أن تفعلوه من أجل بلدكم. ويا زملائي المواطنين في العالم، لا تسألوا عما ستفعله أميركا من أجلكم، بل اسألوا عما يمكننا فعله معاً من أجل حرية الإنسان». لكن ترامب ونائبه، جي دي فانس، قلبا دعوة كينيدي رأسا على عقب.

والنسخة التي يقدمانها هي: «فلتعلم كل أمة، سواء أرادت لنا الخير أم الشر، أن أميركا اليوم لن تدفع أي ثمن، ولن تتحمل أي عبء، ولن تتحمل أي مشقة، بل ستتخلى عن أي أصدقاء، وتتقرب من أي أعداء لضمان بقاء إدارة ترامب سياسياً، حتى لو كان ذلك يعني التخلي عن الحرية أينما كان ذلك مربحاً أو مريحاً لنا». و«لذلك، يا مواطنيّ الأميركيين، لا تسألوا ما الذي يمكن لبلدكم أن يفعله من أجلكم، بل اسألوا عما يمكنكم أن تفعلوه من أجل الرئيس ترامب. ويا زملائي المواطنين في العالم، لا تسألوا عما ستفعله أميركا من أجلكم، بل اسألوا كم أنتم مستعدون لدفعه لكي تدافع أميركا عن حريتكم..». عندما تتخلى دولة محورية كأميركا - دولة لعبت دوراً حاسماً في تحقيق الاستقرار منذ عام 1945، من خلال مؤسسات مثل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ومنظمة الصحة العالمية، والبنك الدولي، ومنظمة التجارة العالمية، بل ودفعت نصيباً أكبر من غيرها لتوسيع الكعكة، مما أفادنا أكثر لأننا كنا الأكثر نصيباً - عندما تتخلى دولة مثلنا فجأة عن هذا الدور وتصبح مفترساً لهذا النظام، فاحذروا.

بقدر ما أظهر ترامب أي فلسفة واضحة ومتسقة في السياسة الخارجية، فهي فلسفة لم يقم قط بحملته الانتخابية عليها، ولا مثيل لها في التاريخ. إذا أراد ترامب تغيير أميركا جذرياً، فعليه أن يضع خطة متماسكة، قائمة على أسس اقتصادية سليمة وفريق يمثل أفضل وألمع العقول. كما أنه مدين لنا بشرح دقيق لكيفية تطهير البيروقراطيات الرئيسية من الموظفين المحترفين الذين يُديرون شؤون البلاد من إدارة لأخرى.

*صحفي وكاتب أميركي.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»     


اقرأ على الموقع الرسمي

شاهد أميركا ما بين ترامب ورسالة كيندي

كانت هذه تفاصيل أميركا ما بين ترامب ورسالة كيندي نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على جريدة الاتحاد ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.

تابع نبض الجديد على :
اخبار عربية اليوم


منذ 2 ساعة و 12 دقيقة
منذ 2 ساعة و 12 دقيقة