كتب جريدة الاتحاد الاتحاد الأوروبي في عالم ترامب الجديد..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد laquo;إن العالم القديم يحتضر، والعالم الجديد بطيء في الظهور . ووسط هذا الفضاء الغامض والملتبس بين الضوء والظل تظهر الوحوش raquo;، هكذا كتب المفكر الإيطالي أنطونيو غرامشي. laquo;الاستقبال الرهيب raquo;، الذي أعده الرئيس الأميركي دونالد ترامب وجي... , نشر في السبت 2025/03/15 الساعة 11:00 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
«إن العالم القديم يحتضر، والعالم الجديد بطيء في الظهور... ووسط هذا الفضاء الغامض والملتبس بين الضوء والظل تظهر الوحوش»، هكذا كتب المفكر الإيطالي أنطونيو غرامشي.
«الاستقبال الرهيب»، الذي أعده الرئيس الأميركي دونالد ترامب وجي دي فانس للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، لم يكن مجرد برنامج تلفزيوني نحا منحى سيئاً أو مشادة كلامية حادة بين رئيسي دولتين، بل منعطفا إلى عالم جديد. فالنظام العالمي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية، والذي اتسم بوجود الأمم المتحدة والتحالفات العسكرية، وخاصة بالنسبة للعالم الغربي، انتهى.
وعلينا ألا نكون واهمين: فنحن بصدد دخول عالم جديد تماماً. وهكذا بعث دونالد ترامب برسالة، سواء إلى فولوديمير زيلينسكي أو إلى الأوروبيين، مفادها أن الحلف قد انتهى بالنسبة له، ذلك أنه حينما تعلن الولايات المتحدة أنها لن تحمي شركاءها الأوروبيين بعد الآن وأن على هؤلاء الشركاء الأوروبيين أن يتولوا حماية أنفسهم بأنفسهم، فإن معنى ذلك بكل بساطة هو أن «الناتو» لم يعد موجوداً. لذلك، علينا أن نبدأ في الاستعداد لعالم جديد، وأن ندرك أن العالم القديم قد انتهى، بغض النظر عن مدى تأسفنا وحسرتنا على ذلك. بطبيعة الحال، هذه النزعة الأحادية للولايات المتحدة ليست وليدة عهد دونالد ترامب.
فحرب العراق، وتجاهل القانون الدولي، واستخدام واشنطن قوتها لفرض إرادتها على حلفائها وخصومها... كلها أمور ليست جديدة. غير أن دونالد ترامب يدفعها إلى حدود لم نعهدها من قبل. غير أنه بالمقابل يوقظ الأوروبيين بطريقة ما. ذلك أن هذه المعاملة الخشنة يفترض وينبغي أن تضع حداً لحالة العمى الاستراتيجي التي ظل الاتحاد الأوروبي يعاني منها لفترة طويلة جداً. ولا شك أن إعلان المستشار الألماني الجديد أيضاً أن على الاتحاد الأوروبي أن يصبح مستقلاً عن الولايات المتحدة إنما هو دليل على أن هذا التغيير في الاتجاه قد بات مستوعَباً من قبل القادة الأوروبيين. فحتى الأمس القريب، كان الرئيس الفرنسي الوحيد الذي يتبنى هذا الخطاب. وعليه، فإن مرحلة جديدة تبدأ الآن: فإذا أعلن رئيس الولايات المتحدة ونائبه أن حلف «الناتو» لم يعد موجوداً كما عهدناه، فيجب علينا أن نستخلص النتائج ولا نتشبث بالوهم، بل يجب أن نواجه الواقع. ومما لا شك فيه أن الاستقلالية الاستراتيجية لأوروبا لم تعد أُمنية، والاتحاد الأوروبي ليس لديه خيار، لأن هذه الاستقلالية أصبحت واجباً ملحاً، خاصة وأن رئيس الولايات المتحدة صنّف الاتحاد الأوروبي عدواً بسبب العجز التجاري الكبير.
والحال أن الاتحاد الأوروبي عدو في نظر دونالد ترامب لأنه ينظّم الأسواق ويقنّنها ويلتزم بالقانون الدولي (ما عدا في الشرق الأوسط) وتعددية الأطراف، وكلها مفاهيم يرفضها دونالد ترامب بشدة. ونتيجة لذلك، فإن ضفتي المحيط الأطلسي باتتا حقاً على كوكبين مختلفين. ومع وجود إيلون ماسك في إدارته، والذي يريد مهاجمة التقنين الأوروبي لقطاع التكنولوجيا، فإن العداء للاتحاد الأوروبي لا يزداد إلا حدة.
غير أنه يمكن القول، إن دونالد ترامب أخطأ في العصر لأن شعاره «اجعلوا أميركا عظيمة مرة أخرى» يحيل إلى عالم لم يعد موجوداً. عالم أحادي القطبية حيث كانت القوة الأميركية القوةَ المهمة الوحيدة، وهي قادرة على فرض إرادتها على كل الآخرين. هذا العالم كان موجوداً في 1945، ولكنه لم يعد موجوداً اليوم. ففيما يتعلق بالمناخ والأمم المتحدة وتعددية الأطراف، بات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة اليوم على طرفي نقيض. بل إنه بات في بعض القضايا أقرب إلى موقف الصين منه إلى موقف واشنطن. وقد تكون الصين الرابح الأكبر من هذا الانسحاب الأميركي، ذلك أن نهاية دعم الولايات المتحدة للمؤسسات الدولية، وطريقة تعامل دونالد ترامب... كل هذا سيخدم مصلحة الصين التي ستستفيد منه مثلما ستستفيد منه روسيا.
والواقع أن هذه ليست نهاية العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. غير أن هذه العلاقة لن تظل تحالفاً مثلما أريد لها قبل ما يناهز 80 عاماً، بل ستكون عبارة عن شراكة انتقائية حسب الطلب. فعندما يكون من مصلحة الاتحاد الأوروبي أن يتعاون مع الولايات المتحدة، فإنه سيفعل ذلك، غير أنه سيتعين عليه أيضاً أن يعبّر عن اختلافاته وخلافاته بصراحة حينما لا يكون على وفاق مع واشنطن. وما أكثر المواضيع التي يختلف حولها الطرفان!
*مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس.
شاهد الاتحاد الأوروبي في عالم ترامب
كانت هذه تفاصيل الاتحاد الأوروبي في عالم ترامب الجديد نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على جريدة الاتحاد ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.