منطق الطير ومنطق التاريخ.. اخبار عربية

نبض الإمارات - جريدة الاتحاد


منطق الطير ومنطق التاريخ


كتب جريدة الاتحاد منطق الطير ومنطق التاريخ..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد الرمزية في التراث العربي والعالمي، هي سبيل واسعٌ لإيصال أفكارٍ ووصف أحداثٍ وصناعة جدلٍ، بعيداً عن معوقات الحاضر ومخاطر الآني، وهي أسلوبٌ مستخدمٌ قديماً وحديثاً، في آداب الأمم ومعارف الشعوب ونتاج الحضارات، وعربياً عرف الناس هذا الفن شعراً ونثراً،... , نشر في الأحد 2025/03/16 الساعة 10:18 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .

الرمزية في التراث العربي والعالمي، هي سبيل واسعٌ لإيصال أفكارٍ ووصف أحداثٍ وصناعة جدلٍ، بعيداً عن معوقات الحاضر ومخاطر الآني، وهي أسلوبٌ مستخدمٌ قديماً وحديثاً، في آداب الأمم ومعارف الشعوب ونتاج الحضارات، وعربياً عرف الناس هذا الفن شعراً ونثراً، وكان كتاب «كليلة ودمنة» لابن المقفع - على سبيل المثال - حيث وضع محكمات الحكم على لسان الحيوانات، وعرفوا كتاب «حي بن يقظان» لابن الطفيل، حيث دمج الفلسفة والأدب والدين في حكايةٍ واحدةٍ في رمزية التفتيش عن الحقيقة، كما عرفوا كتاب «ألف ليلة وليلة» وهو نتاج حضارات الشرق بشكل عامٍ.في الأدب العالمي من قبل ومن بعد ما ينتهج نفس الأسلوب وذات الطريقة، ومن هنا خرج المذهب الرمزي في الأدب متفاوتاً في التبلور لدى الأمم، و«منطق الطير» في هذا السياق كتابٌ لفريد الدين العطار، وهو كتابٌ شعريٌ مكوّنٌ من أكثر من ألفٍ وخمسمئة بيتٍ من الشعر الروحاني الذي يمتاز بالرمزية والتصوف، ومثله «مثنوي» لجلال الدين الرومي، وغيرهما.«منطق الطير» عبارةٌ عن حكاياتٍ رمزيةٍ تنتسب لعالم الخرافة، لا لعالم الحقيقة، وصناعة الخرافة في العالم تسعى دائماً للارتباط بالأديان، وذلك في محاولة للاستحواذ على الجانب الغيبي من الإيمان، ولكن القرآن الكريم تحدث عن «منطق الطير» في سياق آخر، هو قصة النبي الكريم سليمان، حيث جاءت الآية «يا أيها الناس علمنا منطق الطير»، وعدّ أهل العلم هذا معجزةً لنبي الله سليمان لا يشاركه فيها غيره.فمنطق الطير يتراوح بين منطق «الخرافة» البشرية ومنطق «المعجزة» الإلهية، وقد انقطعت النبوة ومعجزاتها الحسية بنص القرآن، وبقيت الخرافات تعبث بعقول الملايين من البشر، ولكل أمةٍ خرافاتها ولكل زمنٍ خرافاتٌ تختلف بحسب الزمان والمكان والمعطيات.أما «منطق التاريخ» فمختلفٌ تماماً، إنه يمثل قراءة بشريةً محكمةً لتطور البشرية وعلومها المتنوعة، ومحاولة منح التاريخ معنى، فمنطق التاريخ ثابتٌ ومستمرٌ، يمكن استقراؤه والبناء عليه، بوصفه سنةً إلهيةً بالمعنى الديني، أو علماً متكاملاً ومستقلاً كما كتب ابن خلدون، أو حتميةً تاريخيةً كما نظّر كارل ماركس.في معنى السنة الإلهية حديث طويلٌ للمفسرين والفقهاء، أما في معنى العلم فيقول ابن خلدون في مقدمته: «فإن فن التاريخ من الفنون التي تتداوله الأمم والأجيال، وتُشد إليه الركاب والرحال، وتسمو إلى معرفته السوقة والأغفال، وتتنافس فيه الملوك والأقيال ويتساوى في فهمه العلماء والجهال، إذ هو في ظاهره لا يزيد على أخبار عن الأيام والدول، والسوابق من القرون الأول، تنمو فيها الأقوال، وتضرب فيها الأمثال، وتطرف بها الأندية إذا غصها الاحتفال، وتؤدي لنا شأن الخليقة كيف تقلب بها الأحوال، واتسع للدول النطاق فيها والمجال، وعمروا الأرض حتى نادى بهم الارتحال، وحان منهم الزوال، وفي باطنه نظر وتحقيق، وتعليل للكائنات ومباديها دقيق، وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق، فهو لذلك أصيل في الحكمة عريق، وجدير بأن يعد في علومها وخليق».وبعيداً عن السجع المتكلف الذي هو لغة عصره، فقد أجاد ابن خلدون أيماً إجادةٍ في نقل «التاريخ» من كونه سرداً إلى كونه «علماً» و«معنىً»، وهو ما مهد لتطور علومٍ أخرى من خلاله كعلم الاجتماع وغيره.ثم جاء كارل ماركس ليطرح «حتمية التاريخ» وهي أمرٌ يختلف عن «منطق التاريخ»، بمعنى أن للتاريخ معنى، وأنه ليس أحداثاً عشوائيةً، وليس صدفاً متتابعةً، وكما أنه ليس حتميةً فليست له نهايةٌ، كما طرح فوكوياما في كتابه «نهاية التاريخ» الذي تراجع عنه لاحقاً.أخيراً، ففي منطقة تعج بالتغيرات الكبرى وتعيد التشكل على مستوى ضخمٍ بكل المقاييس، يحتاج الناس للقراءة والفهم والتعمق، لا في الأحداث فحسب، بل في خلفياتها وعمقها التاريخي والديني والثقافي.*كاتب سعودي


اقرأ على الموقع الرسمي

شاهد منطق الطير ومنطق التاريخ

كانت هذه تفاصيل منطق الطير ومنطق التاريخ نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على جريدة الاتحاد ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.

تابع نبض الجديد على :
اخبار عربية اليوم


منذ 2 ساعة و 52 دقيقة