كتب الجزيرة مباشر الحرية والعدالة وأوهام “دون كيشوت”..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد مقالاتالحرية والعدالة وأوهام “دون كيشوت”خديجة قانونكاتبة مغربية مقيمة في كندا17 3 2025نافذة زجاجية مُرممة تحمل مشاهد من دون كيشوت، التُقطت في 7 نوفمبر تشرين الثاني 2023، في هافانا، حيث تُسهم أعمال الترميم في الحفاظ على هذه الجوهرة المعمارية... , نشر في الأثنين 2025/03/17 الساعة 08:33 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
مقالاتالحرية والعدالة وأوهام “دون كيشوت”خديجة قانونكاتبة مغربية مقيمة في كندا17/3/2025نافذة زجاجية مُرممة تحمل مشاهد من دون كيشوت، التُقطت في 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، في هافانا، حيث تُسهم أعمال الترميم في الحفاظ على هذه الجوهرة المعمارية الكوبية. (الفرنسية)يُعَد مفهوما الحرية والعدالة من الأسس التي شكلت أساسًا لنقاشات فلسفية مستمرة عبر العصور. كان الفلاسفة القدماء والمحدثون يعبّرون عن هذه المفاهيم بطرق مختلفة، ولكن ما يميز تلك المناقشات هو محاولاتهم الدائمة لتفسير كيف يمكن أن تتحقق العدالة في عالم مليء بالتحديات، وكيف يمكن للحرية أن تكون متوافقة مع القيود التي تفرضها الظروف الاجتماعية والسياسية. في هذا السياق، نجد أن رواية “دون كيشوت” للكاتب الإسباني ميغيل دي ثيربانتس، تقدّم رؤية مثيرة للجدل حول هذه المفاهيم، إذ يركب بطلها “دون كيشوت” خيالاته في رحلة سعيه لتحقيق العدالة والحرية في عالم يراه مشوهًا.
العدالة.. مفهومان فلسفيان متناقضان
العدالة هي أحد المفاهيم التي تناولها الفلاسفة عبر العصور. عند أفلاطون، العدالة هي النظام الذي يسود في المدينة الفاضلة، حيث يتولى كل فرد دوره المخصص له وفقًا لقدراته ومواهبه. في هذا السياق، يُعَد الفرد العادل هو الشخص الذي لا يتجاوز الحدود المفروضة عليه، بل يظل في نطاق ما يقدر عليه أو ما يكون له فيه القدرة. العدالة، في هذا الإطار، هي تجسيد للانسجام بين الأفراد داخل المجتمع. أما أرسطو، فقد قدَّم مقاربة مختلفة، إذ عرَّف العدالة بأنها موازنة بين الإفراط والتفريط، بين الحقوق والواجبات، ما يعني أن العدالة تتطلب قدرًا من الاعتدال والمساواة بين الأفراد. العدالة، بالنسبة لأرسطو، هي مرآة للعلاقات الإنسانية المنصفة.
أما في الفلسفة الحديثة، فقد أصبح جون رولز من أبرز المفكرين الذين تناولوا مفهوم العدالة من منظور الإنصاف. في كتابه “نظرية في العدالة”، يطرح رولز مفهومًا يركز على ضمان حقوق الأفراد، خصوصًا الأقل حظًّا في المجتمع، من خلال مبدأ “العدالة كإنصاف”. ويعتقد رولز أن العدالة تتحقق عندما تكون جميع التفاوتات الاقتصادية والاجتماعية في مصلحة الأضعف.
الحرية.. مفهوم متشعب في الفلسفة
أما الحرية، فهي الأخرى من المفاهيم التي لاقت اهتمامًا واسعًا لدى الفلاسفة. وفقًا لأفلاطون، لا يمكن للحرية أن توجد دون الانضباط الذاتي، وأن الفرد الذي يتصرف دون ضوابط قد يضر بنفسه وبالآخرين. لكن في الفلسفة الحديثة، وخاصة عند جان جاك روسو، نجد أن الحرية ليست مجرد تحرر من القيود، بل هي المشاركة في “الإرادة العامة” التي تحدد مصلحة الجميع، وتحقق العدالة الاجتماعية. أما جون ستيوارت ميل فيعرّف الحرية، من ناحية أخرى، بأنها الحق في اتخاذ القرارات الخاصة من دون تدخل خارجي، بشرط ألا تؤذي هذه القرارات الآخرين. هذا المفهوم يتضمن فكرة الحرية الفردية، إذ يمكن للإنسان أن يعيش كما يشاء ما دام لا يُلحق الضرر بالآخرين.
دون كيشوت.. رحلة خيالية في البحث عن العدالة
في رواية “دون كيشوت”، يقدّم ميغيل دي ثيربانتس شخصية فريدة تسعى لتحقيق العدالة في عالم مليء بالوهم. يُعَد دون كيشوت، بطل الرواية، مثالًا للشخص الذي يسعى للعدالة، ولكن في سياق غير واقعي. هو رجل مُسن يركب خيالاته عن الفرسان والشرفاء، ويقرر أن يصبح “فارسًا” في سعيه لنجدة الضعفاء ومكافحة الظلم. لكن المشكلة أن دون كيشوت لا يرى العالم كما هو، بل يراه من خلال عدسة رومانسية ومثالية. في رحلته، يرى الطواحين الهوائية كأنها جيوش شريرة، ويجعل من دولسينيا، المرأة العادية في الواقع، أميرة في محنة. وهكذا، تتداخل في مغامراته العدالة المثالية مع الوهم.
اقرأ أيضا
list of 4 itemslist 2 of 4سورة الكهف ومنصّات الإقلاع الحضاريّ
list 3 of 4ما كشفته قمة “الزمالك والأهلي”
list 4 of 4ماسبيرو المشكلة والحل (6).. كيف نخطو على الطريق؟
end of list
دون كيشوت، في سعيه لتحقيق العدالة، لا يأخذ في اعتباره الواقع الذي يحيط به. هو يسعى إلى العدالة المطلقة التي يصورها في ذهنه، دون النظر إلى القيود والظروف التي تفرضها الحياة. من هنا، يمكننا الربط بين سعيه لتحقيق العدالة والعدالة المثالية في فلسفة أفلاطون، إذ يعتقد دون كيشوت أن العالم بحاجة إلى إصلاح كامل في سبيل تحقيق العدالة. لكن، كما هو الحال في المدينة الفاضلة عند أفلاطون، فإن هذا النوع من العدالة لا يمكن تحقيقه في الواقع، بل هو مجرد وهم.
الحرية في عالم دونكيشوت.. الهروب إلى الوهم
أما بالنسبة للحرية، فإن دون كيشوت لا يرى نفسه مقيدًا في عالمه الخاص، فهو يرفض الواقع كما هو، ويبحث عن الحرية المثالية في عالمه الخيالي. سعيه المستمر لتغيير العالم من خلال معاركه الخيالية يعكس محاولة للهروب من الواقع، وهو نوع من الحرية التي تتمثل في الانفصال عن قيود الحياة اليومية. لكن، على الرغم من الحرية التي يسعى إليها دون كيشوت فإنه في النهاية يصبح أسيرًا لأوهامه. الحرية التي ينشدها ليست إلا تحررًا من الوعي الواقعي، مما يجعله يظل قابعًا في سجن أفكاره.
الربط بين العدالة والحرية في أوهام دون كيشوت
في النهاية، يمكننا أن نرى أن سعي دون كيشوت لتحقيق العدالة والحرية لا يختلف كثيرًا عن سعي الفلاسفة في تاريخ الفكر الفلسفي، لكنه يظل محكومًا بالمثالية الزائدة. العدالة بالنسبة له هي تصور مثالي لا يمكن تطبيقه في عالم الواقع، والحرية هي الهروب إلى عالم الخيال بعيدًا عن قيود المجتمع.
وإذا كان الفلاسفة قد سعوا لتحقيق العدالة والحرية من خلال إحداث توازن بين الواقع والمثالية، فإن دون كيشوت يمثل النموذج المضاد، إذ يحاول الهروب من الواقع تمامًا من أجل تحقيق عدالة خيالية وحرية وهمية. في هذا السياق، يمكن القول إن دون كيشوت هو رمز للإنسان الذي يسعى لتحقيق الأفضل، ولكن في عالم غير قابل للتحقيق.
خاتمة
الحرية والعدالة هما من أكبر القيم التي تشكل أساس بناء المجتمعات. ول
شاهد الحرية والعدالة وأوهام دون كيشوت
كانت هذه تفاصيل الحرية والعدالة وأوهام “دون كيشوت” نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الجزيرة مباشر ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.