كتب التيار الوطني الحر عودة إلى مذبحة الساحل: مشفى اللاذقية شاهداً على «الأهوال»..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد الأخبار المشرق العربي بعد يومٍ من إعلان وزارة الدفاع التابعة للإدارة السورية الجديدة، انتهاء العملية العسكرية في الساحل السوري، والتي بدأت في السادس من آذار، انطلقت رغد اسم مستعار ، صباح الحادي عشر من آذار، من مكان سكنها في سقوبين شرق مدينة... , نشر في الأربعاء 2025/03/19 الساعة 05:48 ص بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
الأخبار: المشرق العربي-
بعد يومٍ من إعلان وزارة الدفاع التابعة للإدارة السورية الجديدة، انتهاء «العملية العسكرية» في الساحل السوري، والتي بدأت في السادس من آذار، انطلقت رغد (اسم مستعار)، صباح الحادي عشر من آذار، من مكان سكنها في سقوبين شرق مدينة اللاذقية، متجهةً نحو المشفى الوطني في المدينة. استغرق الطريق ساعتين سيراً على الأقدام، قضتهما المرأة البالغة من العمر 58 عاماً، وهي تفكّر في مصير ابنها اليافع، حتى وصلت إلى المشفى، حيث اصطفّ أهالٍ جاؤوا كما رغد، باحثين عن جثث ذويهم المفقودين في قسم براد الموتى.
شارك بعض هؤلاء ما تيسّر من معلوماتٍ، رغم إشارات الخوف البادية على وجوههم، فيما كان يرمقهم مسلّح في الأربعينيات يحوم في المكان، مرتدياً جعبته فوق بيجامة رياضيّة نيلية، ومدلّياً الكلاشينكوف من كتفه. وبينما يسترسل المسلح في الحديث عن «بطولاته»، يوضح أنه من «الأمن» الموكل «حماية المشفى من فلول النظام».
«وجعة راس ومشاكل»؛ هذا ما يسمعه أهالي الضحايا ومعارفهم عندما يهمّون بالحديث عمّا جرى لهم، بينما ترفض مسؤولة براد الموتى، بدورها، الإدلاء بشهادتها، من دون الحصول على إذن معاون مدير المشفى، والذي سارع إلى التنسيق مع المكتب الإعلامي، معلناً أنه «لا إحصائيات ولا أرقام دون موافقة المكتب»، علماً أن وزارة الإعلام تمتنع منذ 6 آذار عن إصدار تصاريح للصحافيين في الساحل، وتحصر التغطية بوسائل الإعلام المقرّبة من السلطة.
لكن بعيداً من أعين المسلحين في المشفى الوطني، تروي رغد لنا، عبر مكالمة هاتفية، أحداث ليلة الخميس - الجمعة، قائلةً إن ابنها ذهب لزيارة أصدقائه في ضاحية تشرين في اللاذقية، وتعذّرت عودته مع تدهور الوضع الأمني هناك. نصحَته حينها بالتزام المنزل وظلّت تهاتفه حتى سمعت صوته للمرة الأخيرة قرابة الساعة الثانية فجراً، حيث طلب منها التوقف عن الاتصال به ليتسنّى له قضاء بعض الوقت مع أصدقائه.
صباح الجمعة، اتصلت رغد بولدها، ليردّ عليها صوت غريب، عرّف عن نفسه كعنصر «أمن عام»، بالقول: «ابنك مقتول، رصاصة بالراس، فلول نظام»، متابعاً: «بيجامة سوداء، جاكيت أسود، وجوارب سوداء قصيرة»، واصفاً بذلك لباس جثة ابنها، وطالباً منها تسلّمها من قيادة القوات البحرية، في ما رأته «محاولة استدراج».
ويبدو أن ابن رغد، وهو طالب هندسة من مواليد 2005، لم ينقذه طول قامته ولحيته؛ إذ تقول والدته إنه يبدو أكبر من عمره، وبالتالي هدفاً مشروعاً لبنادق الفصائل وأسلحتهم الثقيلة، موضحةً أنها تعرّفت إلى جثمانه عبر صورة أخذها الأطباء.
رفضت مسؤولة براد الموتى الإدلاء بشهادتها حول عدد ضحايا المجازر الذين نقلوا إلى المشفى
وتضيف أنه كان «محظوظاً» ليجد براداً يؤوي جثمانه الذي وصل في 8 آذار إلى المستشفى، حيث كانت غرفة البراد مليئة بجثث مرمية أرضاً، يُرجّح أنها وصلت في موعد لاحق وستُنقل بعد يومين إن لم يسترجعها ذووها إلى جهة مجهولة، كما سَرَّ موظف براد الموتى لرغد. «تُقبل التعازي عبر الهاتف»، هكذا تتعامل رغد مع الفقد الأول، بينما تجهل كيف تنقل جثمان ابنها من المشفى إلى مثواه الأخير في الضيعة، لتحدّ عليه بصمت من دون جنازة.
وفي داخل سيارة مركونة على كورنيش اللاذقية، تشارك طبيبة مقيمة شهادتها حول التدخل في عملها. تقول، في حديثها إلى «الأخبار»: «صباح الجمعة، في السابع من آذار، وجّهت مريضاً يشكو من رجله إلى قسم الأشعّة، فعاد به عناصر يبرحونه ضرباً على وجهه وصدره أمام الكادر الطبي بذريعة انتمائه إلى فلول النظام، ثم اقتادوه إلى جهة مجهولة من دون تلقي العلاج». وإذ تؤكّد الطبيبة التي كانت على بعد متر من الحادثة أن هذه الأخيرة ليست الأولى من نوعها، فهي تضيف: «قالولنا صيرو انتبهو مين عم تعالجو».
ومن جهته، وحول شعوره لدى مزاولة عمله، يقول طبيب مقيم يبلغ من العمر 28 عاماً: «قرفان، فاقد للشغف، لا رغبة لي في التعامل مع أحد، أحاول التخفيف من دوامي قدر المستطاع». ويضيف الطبيب، الذي لم يستلم منذ ثلاثة أشهر راتبه البالغ 600 ألف ليرة سورية (قرابة 60$)، أن الكادر الطبي معتادٌ على شحّ الموارد نتيجة الحصار الاقتصادي، لكنه يفقد الشعور بالأمان تحت ضغط مسلحين يستبيحون المشفى، علماً أن هؤلاء يتجوّلون في المرفق منذ سقوط النظام السابق، ويحضر بعضهم الاستجواب الطبي، ويقاطعون الأطباء أحياناً لطرح أسئلتهم المعتادة على المرضى، من مثل: «من وين إنت؟ كيف تصاوبت؟».
ويتابع الطبيب، الذي شهد الصرف التعسفي لـ359 من زملائه في المشفى - ضمن عمليّة إعادة هيكلة طالت مؤسسات الدولة، وتبوّأ فيها المقربون من السلطة الحالية المناصب -: «نحن مؤمنون برسالة الطب، داويت وزملائي الكثير من مسلّحي الفصائل، أتمنى أن نقوى على مداواة الجميع، ولكن في المقابل، ألّا يفلت مرتكبو الجرائم من المحاسبة».
وبالتزامن مع انتهاء العملية، أرسل منسق مديريّة الصحة في محافظة اللاذقية تسجيلاً صوتياً، أعلن فيه عودة الأمور إلى مجراها: «بتمنى من الجميع الالتزام الكامل بالدوام يوم غد… لأنو سيبدأ احتساب الغياب غير المبرر»، لتنهال الردود من أطباء يبررون غيابهم بخطورة الطريق وصعوبة التنقل لكثرة الحواجز، علماً أن غالبية عمّال المشفى يقطنون في ضواحي مدينة اللاذقية وريفها، وينتمون إلى الطائفة العلوية.
وبعد انكشاف المجازر الطائفيّة بحق العلويين في الساحل، والتي شاركت فيها القوات التابعة لوزارتي الداخلية والدفاع، وفصائل عسكريّة محليّة، وأخرى أجنبيّة منضوية تحت مظلة وزارة الدفاع، ومدنيّون أتاحت لهم الفصائل التطوع وحمل السلاح لمساندتها، شكّل رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، لجنة مكلّفة بالتحقيق في الأحداث، وتوعّد بمحاسبة من سمّاهم «مرتكبي الانتهاكات»، فيما وثّق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مقتل أكثر من 1383 مدنياً، ونفى مديره أن تكون هذه حصيلة انتهاكات فرديّة، بل عدّها عمليّة تطهير طائفي.
شاهد عودة إلى مذبحة الساحل مشفى
كانت هذه تفاصيل عودة إلى مذبحة الساحل: مشفى اللاذقية شاهداً على «الأهوال» نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على التيار الوطني الحر ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.