كتب فلسطين أون لاين الصَّرف الصِّحِّيِّ والقمامة... مصدران لأوبئة خطيرة تحاصر أهالي غزَّة..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد غزة يحيى اليعقوبي من باب خيمته الواقعة على سياج بركة الشيخ رضوان بمدينة غزة، يطلّ أبو حسن الزبدة على واقع مأساوي لا يدرك حجم خطورته، حيث يمتلئ حوض البركة بالمياه العادمة وتطفو على سطحها كميات كبيرة من القمامة، ما شكّل بيئة مناسبة لانتشار... , نشر في الأربعاء 2025/03/19 الساعة 08:54 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
غزة/ يحيى اليعقوبي:
من باب خيمته الواقعة على سياج بركة الشيخ رضوان بمدينة غزة، يطلّ أبو حسن الزبدة على واقع مأساوي لا يدرك حجم خطورته، حيث يمتلئ حوض البركة بالمياه العادمة وتطفو على سطحها كميات كبيرة من القمامة، ما شكّل بيئة مناسبة لانتشار الحشرات. تتناوب هذه الحشرات على غزو خيمته؛ إذ يحتلّ البعوض الخيمة في ساعات الليل، مؤرقًا نوم العائلة بلسعاته، في حين لا يفارقها الذباب طوال النهار.
تعيش العائلة، إلى جانب عائلات أخرى، في محيط البركة التي باتت مصدرًا خطيرًا لنقل الأمراض، حيث تغزو الحشرات الخيام والبيوت السكنية المحيطة.
وبفعل تدمير البنية التحتية ومناهل الصرف الصحي، تطفح مياه الصرف في المنازل والشوارع، فيما تحوّلت بركة الشيخ رضوان من مكان لتجميع مياه الأمطار إلى حوض لاستقبال المياه العادمة، إذ يمتلئ الحوض بنحو 400 ألف متر مكعب منها، ويستقبل يوميًا 30 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحي بالمدينة. يتم ترحيل نفس الكمية يوميًا إلى البحر دون معالجة، بفعل تدمير وتضرر ثماني محطات ضخ، ما يؤدي إلى تلويث الشاطئ والثروة السمكية.
في ظلّ هذه الظروف، يعيش الزبدة في خيمة محاصرة بالمياه العادمة والروائح الكريهة، والتي أصبحت عامل جذب للكلاب الضالة والقوارض، التي تشارك الحشرات في جعل الحياة صعبة.
واقعٌ مرير
بينما تنهمك زوجته بغسل الملابس، تقول لصحيفة "فلسطين"، بملامح ينهشها الفقر: "الواقع هنا مؤلم جدًا، فلا نستطيع النوم بسبب الروائح الكريهة. لديّ سبعة أبناء، ويعيش معنا ابني المتزوج ولديه طفل صغير رضيع (عام واحد)، وكل يوم يستيقظ وجسده مليء بلسعات البعوض. حاولنا الانتقال إلى أحد مراكز الإيواء، لكن لم نجد خيمة فارغة، فعدنا للعيش بجوار منزلنا المدمّر وبجوار البركة".
هذا الواقع المأساوي يعيشه أيضًا باسل أبو سلّ وإخوته داخل خيمة أخرى تقع على الجهة الغربية للبركة. لا تختلف معاناتهم عن غيرهم، إذ يعانون من الروائح المنبعثة وانتشار الحشرات، ويخشون من تكرار مأساة فيضان البركة كما حدث قبل عشر سنوات. يقول باسل لصحيفة "فلسطين": "حينها سنكون أول المعرّضين للخطر"، وهو يجلس داخل خيمته التي تحوّلت إلى فرنٍ بفعل ارتفاع درجات الحرارة، بينما يملأ الذباب فضاءها.
يمسح قطرات العرق التي تتصبب من جبينه، ويضيف: "لا نستطيع النوم ليلًا، والروائح المنبعثة قاتلة"، مشيرًا إلى القمامة التي تطفو على سطح البركة: "لا ندرك حجم الخطر الذي نعيش فيه، ولا الأمراض التي يمكن أن تنتقل إلينا، لكن لا يوجد خيار آخر بعد هدم منزلنا".
أطفال وسط الخطر
في منطقة أخرى بحي الشيخ رضوان، وعلى مسافة ليست بعيدة من البركة، يلهو الطفل أمير العجل (11 سنة) بالقرب من أحد المناهل الطافحة التي تجري مياهها بجوار الأطفال، في وقت نظّمت منظمة الصحة العالمية مؤخرًا حملة ثالثة للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال بعد ثبوت وجوده في القمامة.
يقول محمد أيوب، الذي يسكن بأحد البيوت المجاورة، لصحيفة "فلسطين": "يوميًا نعاني من طفح المناهل في الطريق، ما أدى إلى تكاثر القوارض التي تدخل بيوتنا وتؤرق حياتنا، فضلًا عن الروائح الكريهة".
في شارع سوق الشيخ رضوان، يمر آلاف المواطنين يوميًا بجوار مياه الصرف الصحي الطافحة من أحد المناهل المدمّرة. يجلس محمد النونو أمام بسطته لبيع الأحذية مع صديقه بالقرب من تلك المياه التي تعيق مرور الناس، ويقول لصحيفة "فلسطين": "هذه المأساة تزداد يومًا بعد آخر. الطفح مستمر على مدار اليوم، والصيف على الأبواب، مما سيؤدي إلى تكاثر البعوض والذباب والروائح الكريهة"، مطالبًا الجهات المختصة بالتدخل العاجل لحل الأزمة.
كارثة الصرف الصحي والقمامة
دمّر الاحتلال 185 ألف متر طولي من شبكة الصرف الصحي، أي ما يعادل ثلث الشبكة التي يبلغ طولها 500 ألف متر طولي، وتحتاج صيانتها إلى خطوط أنابيب "مواسير" وإسمنت لصناعة المناهل، إضافة إلى معدات وآليات يمنع الاحتلال إدخالها، في ظل استمرار إغلاق المعابر.
وتشكّل كارثة الصرف الصحي واحدة من مآسي أهالي القطاع بعد تدمير البنية التحتية، وانسداد المناهل بفعل الدمار الهائل، ولا تقلّ مشكلة انتشار القمامة في الشوارع سوءًا، إذ يسبب إحراقها انبعاث غازات سامة، بينما تنتشر منها الروائح الكريهة نتيجة تراكمها وعدم جمعها بشكل منتظم.
يسكن الحاج أبو خليل الكحلوت في إحدى العمارات السكنية غرب مدينة غزة، ومنذ أربعة أشهر لم تُجمع القمامة من قبل طواقم البلدية، نظرًا لوقوع البناية في شارع فرعي، ما جعلها مكبًا صغيرًا لأهالي الحي، كما هو الحال في العديد من الأحياء.
بعد تقديم شكوى إلى بلدية غزة، حضرت طواقم البلدية أمس، ترافقها جرافة وشاحنة، وقامت بجمع القمامة من الطريق. وعن ذلك، يقول الكحلوت لصحيفة "فلسطين": "عدم جمع القمامة مأساة حقيقية. نحن نعاني منذ أربعة أشهر، وبذلنا جهودًا كبيرة بالاتصال وتقديم الشكاوى حتى استجابت البلدية أخيرًا".
وأضاف، وقد بدا الرضا واضحًا على وجهه: "الآن، يمكننا الذهاب إلى المسجد مطمئنين، خاصة لصلاة الفجر، بعدما كانت القمامة تجذب الكلاب الضالة والقوارض، مما كان يمنع الأطفال من الخروج للصلاة خوفًا منها".
تحذيرات من الأوبئة
ووفق المدير العام للتخطيط والمياه والصرف الصحي في بلدية غزة، المهندس ماهر سالم، فإن كمية النفايات المتراكمة في مدينة غزة تقدّر بأكثر من 190 ألف متر مكعب، منها نحو 90 ألف متر مكعب تتكدس في سوق فراس، وبحاجة إلى نقلها فورًا إلى المكبّ الرئيسي، بسبب انتشار الروائح الكريهة والدخان السام المنبعث من احتراقها.
ومما يزيد الوضع سوءًا، أن هناك فقط ثلاث آليات تعمل على جمع النفايات من الشوارع، من أصل 40 آلية خاصة بالنفايات دمرها الاحتلال.
ويؤكد الأخصائي في الأوبئة والأمراض المعدية، د. مجدي ضهير، أن الصرف الصحي والقمامة يشكلان خطرًا حقيقيًا على حياة المواطنين، وقد يؤديان إلى انتشار أوبئة خطيرة. ويوضح لصحيفة "فلسطي
شاهد الص رف الص ح ي والقمامة
كانت هذه تفاصيل الصَّرف الصِّحِّيِّ والقمامة... مصدران لأوبئة خطيرة تحاصر أهالي غزَّة نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على فلسطين أون لاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.