كتب صحيفة الوئام حديث الأرض (15) – الإدارة المتكاملة للمياه وأهميتها..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد الدكتورة عائشة بنت مفتي القرشيبعد الحديث عن أوضاع وأزمات المياه في العالم عامة والمناطق الجافة خاصة والكوارث التي يسببها ذلك في المقالات السابقة ضمن سلسلة “حديث الأرض”، فإن الإدارة المتكاملة للموارد المائية وتطويرها يبدو في غاية الاهمية لضمان... , نشر في الخميس 2025/03/20 الساعة 12:12 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
الدكتورة عائشة بنت مفتي القرشي
بعد الحديث عن أوضاع وأزمات المياه في العالم عامة والمناطق الجافة خاصة والكوارث التي يسببها ذلك في المقالات السابقة ضمن سلسلة “حديث الأرض”، فإن الإدارة المتكاملة للموارد المائية وتطويرها يبدو في غاية الاهمية لضمان الأمن المائي والتخفيف من تداعيات هذه الأزمات، والموازنة بين عملية الطلب على المياه مع الحفاظ على ديمومة الموارد المائية، وضمان استمرارها في المستقبل دون التأثير السلبي على البيئة، فالإدارة المتكاملة هي “عملية تشجع على التنسيق والإدارة المنسقين للمياه والأراضي والموارد ذات الصلة، بغية تحقيق أقصى قدر ممكن من الرفاه الاقتصادي والاجتماعي على نحو عادل دون المساس باستدامة النظم الإيكولوجية الحيوية”، وذلك حسب تعريف الشراكة العالمية للمياه.
ان للمياه دور رئيسي في الحفاظ على جميع أشكال الحياة مع ضرورتها للتنمية، وكما ان تلبية الطلبات الأساسية للبشر هو الهدف الأهم لاستخدام الموارد المائية، فالمياه تشكل عاملاً حاسماً في الحفاظ على قطاع زراعي قابل للديمومة وبحيث ينتج الغذاء، ويعتمد كذلك كوسيلة لكسب الرزق لعدد كبير من السكان وذلك من خلال النشاطات الزراعية والرعوية، اضافة الى ان المياه عنصر رئيسي ومهم في غالب القطاعات الصناعية، بما في ذلك انتاج الطاقة وصناعة الغذاء والصناعات الثقيلة، وعليه فإن نقص الامدادات المائية قد تعيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وبالتالي فإن الإدارة المتكاملة للمياه ضرورية لمواجهة التحديات التي تواجهها كل هذه القطاعات، ولتأمين الامدادات المائية التي تحتاجها، مع حسن ادارة خطر الفيضانات وافضل طرق الوقاية منها، اخذة التغيرات الديموغرافية والاجتماعية الاقتصادية وتأثيراتها في الطلب على المياه ونوعية هذه المياه والأوضاع الايكولوجية في عين الإعتبار.
وعليه فقد تمت التوصية بتطوير الإدارة المتكاملة للموارد المائية في البيان الختامي لوزراء المؤتمر الدولي المعني بالمياه والبيئة في عام 1992م والمعروفة بمبادئ دبلن، ومن ثم تم دمجها وإقرارها في مؤتمر الأمم المتحدة حول البيئة والتنمية في ريو دي جانيرو عام 1992، حيث عرفت من ثم بمبادئ دبلن-ريو المائية، وذلك استجابة لما يعانيه العالم من أزمات مائية كبرى أدت الى سوء تغذية ومجاعة بالإضافة الى الارتفاع الكبيرً في عدد الكوارث والحوادث البيئية مما أدى الى الإهتمام العالمي بتنمية موارد المياه، ترجمتها هاتين القمتين، ونتج عنها تقديم المبادئ الرئيسية للإدارة المتكاملة لموارد المياه بهدف تشجيع التغييرات في الممارسات التي تعتبر أساسية لتحسين إدارة الموارد المائية، ومشددة على ثلاثية الكفاءة الاقتصادية والعدالة الاجتماعية مع الاستدامة البيئية.
فالمياه رغم انه مورد محدود، الا انه ضروري للحفاظ على الحياة والتنمية والبيئة، وعليه يجب ضمان المساواة او العدالة الاجتماعية في الوصول للكمية الكافية والمناسبة من المياه، وتأمين الحصول على مياه نظيفة للشرب والخدمات الصحية بأسعار مقبولة لجميع المستخدمين.
كما ان المياه مورد اقتصادي حيث ان لها قيمة اقتصادية في جميع استعمالاتها التنافسية، وبالتالي يجب اعتبارها سلعة اقتصادية أيضا، وعليه يجب تحقيق أكبر قدر من الفائدة والرفاه للمستخدمين من خلال الاهتمام بالكفاءة الاقتصادية والإجتماعية للمشروعات المائية، مع عدم المساس بالنظم البيئية الحيوية للحفاظ على الأداء الطبيعي لها لضمان الاستدامة الإيكولوجية، فالإستخدامات المتعددة والمتنوعة لموارد المياه المحدودة مترابطة وتؤثر على بعضها.
ويجب أن تكون تنمية المياه وادارتها مبنية على منهج تشاركي لتنجح بحيث يشمل المستخدمين والمخططين وصانعي السياسة على جميع المستويات، وبما ان النساء تؤدي دوراً محورياً في تأمين المياه وادارتها وحمايتها فيجب اعتبارها شريكا مهما أيضا، وذلك من اجل اخذ احتياج ورأي الجميع وخبراتهم بعين الإعتبار لضمان تأمين احتياجاتهم بالطريقة الفضلى.
هذا وقد تم تنظيم عناصر إطار الشراكة العالمية للمياه الخاص بالإدارة المتكاملة للموارد المائية لضمان نجاحها من خلال التركيز على ضرورة توفير “البيئة الممكِّنة” والتي تمثل السياسات والتشريعات والأنظمة المتوافرة للجهات المعنية والضرورية، وتحديد “الأدوار المؤسساتية” وذلك لمختلف المعنيين والشركاء في المؤسسات ليقوم كل بدوره كما يجب، وتوفر”الوسائل الإدارية” التي تشكل ادوات التنظيم والارتقاء بالوضع الاقتصادي.
الجدير بالذكر ان برنامج الأمم المتحدة للبيئة يدعم دولا عديدة في البحوث المتعلقة بمجال الاستخدام المستدام لموارد المياه السطحية منها والجوفية، مع تشجيع الجهات المانحة على تقييم الأثر البيئي لمشاريع المياه، بالإضافة الى المساعدة في إعداد خطط الطوارئ في حالة الجفاف، والوقاية من الفيضانات، والمساعدة في إدارة الموارد المائية من خلال تطبيق مناهج الإدارة المتكاملة للموارد المائية لتلبية كافة الاحتياجات المختلفة: المنزلية والزراعية والصناعية والبيئية، مع تشجيع مشاركة كافة فئات مستخدمي المياه بهدف تحقيق التوازن بين الكفاءة الاقتصادية، والعدالة الاجتماعية، جنبا الى جنب مع حماية النظام البيئي.
شاهد حديث الأرض 15 الإدارة
كانت هذه تفاصيل حديث الأرض (15) – الإدارة المتكاملة للمياه وأهميتها نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على صحيفة الوئام ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.