كتب النيلين الطاهر التوم يكتب: تقبيل التراب… عودة وعي..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد توقفتُ طويلاً عند مشهد التقطته كاميرا أحد جنود القوات المسلحة خلال عملية تحرير الجزيرة من مليشيا آل دقلو المجرمة. كانت الصورة من داخل سيارة عسكرية تشق طريقها وسط حشدٍ من المواطنين المبتهجين، يهتفون ويهللون للنصر. وفي لحظةٍ عابرة، انحنى أحد... , نشر في السبت 2025/03/22 الساعة 08:03 ص بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
توقفتُ طويلاً عند مشهد التقطته كاميرا أحد جنود القوات المسلحة خلال عملية تحرير الجزيرة من مليشيا آل دقلو المجرمة. كانت الصورة من داخل سيارة عسكرية تشق طريقها وسط حشدٍ من المواطنين المبتهجين، يهتفون ويهللون للنصر. وفي لحظةٍ عابرة، انحنى أحد المواطنين نحو الأرض والتقط قبضةً من التراب ثم قبّلها. هذه اللقطة، بكل بساطتها، اختزلت لي …
مدير قنوات s24 السودانية
توقفتُ طويلاً عند مشهد التقطته كاميرا أحد جنود القوات المسلحة خلال عملية تحرير الجزيرة من مليشيا آل دقلو المجرمة. كانت الصورة من داخل سيارة عسكرية تشق طريقها وسط حشدٍ من المواطنين المبتهجين، يهتفون ويهللون للنصر. وفي لحظةٍ عابرة، انحنى أحد المواطنين نحو الأرض والتقط قبضةً من التراب ثم قبّلها.
هذه اللقطة، بكل بساطتها، اختزلت لي معنى لطالما غاب عنّا وتوارى عن مفرداتنا، بل عن وعينا الوطني نفسه: قيمة هذه الأرض في نفوسنا. فهي ليست مجرد ذرّات رمل، بل هي الانتماء والارتباط والجذور.
نعم، عاد القصر الجمهوري، معلنًا طيَّ فصلٍ مهمٍّ من فصول هذه المعركة الشرسة. ومن يدرك مدى تعقيد هذه الفصول وتشعّب تفاصيلها، يفهم لماذا خرج حميدتي في تسجيله الأخير ليعلن تمسّكه بالبقاء في القصر وعدم مغادرة الخرطوم. فهو، أو من دفعه لخوض هذه الحرب، يعي تمامًا ما يعنيه أن يستردّ الجيش القصر الجمهوري والخرطوم.
في هذا القصر، رُفع علم الاستقلال لأول مرة في تاريخنا، إعلانًا لميلاد دولة ذات سيادة. واليوم، نعود إليه لنرفع العلم من جديد، ربما على السارية نفسها، لكن بعد أن نزفنا دماءً غاليةً ودفنّا في ثرى هذه الأرض آلافًا من أبناء الوطن المخلصين .
كلفة الوصول إلى القصر عام 1956 لم تكن كمثيلتها عام 2025. هذه المرة كانت الكلفة أكبر وأثقل، دمًا ودمعًا وخرابًا. لذلك، فإن الوعي الذي يولد فينا بعد هذا المسير الشاق لا ينبغي أن يكون عابرًا أو سطحيًا.
لو عدنا من هذا المسير الشلق والمؤلم بصورة ذلك المواطن الذي قبض في كفّه ذرات التراب ثم قبّلها، بما حملته تلك الصورة من وعيٍ ودلالةٍ ومعنى، لكفانا.
الطاهر التوم
شاهد الطاهر التوم يكتب تقبيل التراب
كانت هذه تفاصيل الطاهر التوم يكتب: تقبيل التراب… عودة وعي نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على النيلين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.