الحلقة الحادية والعشرون: الفكرة الخطيرة لشحرور!.. اخبار عربية

نبض الجزائر - الشروق أونلاين




كتب الشروق أونلاين الحلقة الحادية والعشرون: الفكرة الخطيرة لشحرور!..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد الرأي القرآن والحداثةالحلقة الحادية والعشرون الفكرة الخطيرة لشحرور!علي حليتيم2025 03 2370إن فكرة نفي الترادف من الخطورة بمكان، لا لذاتها فهي فيما يقول القائل جزئية... , نشر في الأحد 2025/03/23 الساعة 05:35 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .

الرأي

القرآن والحداثة





الحلقة الحادية والعشرون: الفكرة الخطيرة لشحرور!

علي حليتيم

2025/03/23

7

0

إن فكرة نفي الترادف من الخطورة بمكان، لا لذاتها فهي فيما يقول القائل جزئية لغوية قديمة قدم اللغة ذاتها لا تزال إلى اليوم محل أخذ ورد بين علماء اللسانيات في الشرق والغرب، لكنّ خطورتها تكمن في النتائج التي بناها محمد شحرور على فكرته وفي القطاع الواسع من الجماهير الذين استخفهم بها فاتبعوه بلا فكر وآمنوا به بلا نظر، حيث ظنوا أنه أتى بما لم يأت به الأوائل! وهو إنما هدم ما جاء به الأوائل من المهتدين وأحيا شبهات المتأخرين من المستشرقين.

لقد رمى محمد شحرور كل التراث الإسلامي جانبا على أساس أنه لا يعترف بنفي الترادف في اللغة العربية. لم يقل إنه سيرمي التراث الغربي مثلما رمى تراثنا، لأن الغرب يؤمن بالترادف مثل إيماننا. لم يقل إن علماء الغرب ليسوا معاصرين لأنهم يبنون علومهم كلها على الترادف. لم يقل لأتباعه إن آلاف معاجم المترادفات تزين كل اللغات حول العالم وأنه لولاها لما استطاع الناس أن يتواصلوا بينهم. لم يقل لنا محمد شحرور ما علاقة الترادف بالمعاصرة ما دامت قضية الترادف مسألة لغوية قديمة قدم اللغات وجديدة معاصرة في كل اللغات؟!

أما مكمن الخطر في فكرته فهو نفيه الترادف عن كلمتي “الكتاب” و”القرآن ” وخروجه على الناس بنتيجته الزائغة وهي أن الكتاب والقرآن كتابان مختلفان ولو جمعهما مصحف واحد! لم يشرح لنا كيف لم تكتشف أجيال وأجيال من علماء اللغة والشريعة هذا الكشف من قبله؛ بل لم يقل لنا -وهذا هو موضع الزيغ والكفر-كيف لم يكشف لنا رسول الله –صلـى الله عليه وسلم- عن هذه القضية الخطيرة وهو الهاشمي ابن الهاشمي ابن القرشيين، الذي إن شك الناس في رسالته فلن يشكوا أبدا في فصاحته. هل يزعم شحرور الذي لا يمرّ عليه لقاء تلفزيوني أو محاضرة دون ألحان جليّة وكوارث لغوية تجرح الآذان وتؤذي أهل الأذواق أنها خفيت على رسول الله فما علمها وهو من علمنا وعلم الناس؟ أم علمها ولم يبلغها وهو رسول الله الذي أمر بالبلاغ المبين وقال له ربه: ((يا أيّها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته)). من قال إنه علم ما لم يعلمه رسول الله في كتاب الله فذاك شيطان رجيم، ومن قال إن رسول الله علم ولم يبلغ فقد كفر لأنه اتهم رسول الله بالخيانة وطعن في شهادة الله له بالبلاغ المبين!

وهل علمها الله -عز وجل- أو لم يعلمها؟! فمن قال إنه لم يعلمها فقد كفر كفرا لم يكفره إبليس نفسه ولن يكفره أحد من العالمين بعد اليوم! ومن قال إنه علمها فقد كفر كفرا أعظم منه! فكيف يعلم الله -عز وجل- قضية هي عمدة الدين وقوام كل شيء ثم لا يبينها في كتابه وهو الكتاب المبين ولا يعلّمها لرسوله وهو رسول العالمين ولا يهدي لها عباده وهو الرحمن الرحيم؟! وكيف لا يهتدي لنفي الترادف علماء اللغات والفلاسفة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وهم الراسخون في العلم حسب شحرور، ونحن نعيش -حسبه دائما- في عصر ما بعد الرسالات حيث لم يعد الناس بحاجة لكتاب ولا لرسول، فنجد أن معاجم المترادفات لا تزال تجوب لغات الدنيا إلى اليوم؟ أجهلتِ الدنيا ما علم شحرور وأدرك هو وحده ما خفي عن العالمين؟ أم إن شحرور بلغ وحده إلى عصر ما بعد الرسالات بينما لا يزال البشر كلهم بحاجة إلى رب العالمين وعباده المرسلين؟! الراجح عندي أن محمد شحرور قد بلغ وحده -دون الأنام-إلى عصر ما بعد الرسالات كما بلغ “صالح نعمة” وحده إلى فضاء السكون في رواية “كهنة الضياع”.

وشحرور لا يعرف الترادف السياقي ولم يسمع به أبدا طول حياته العامرة بالكشوفات والأبحاث المليئة بالمفاجآت لا في الاتحاد السوفياتي ولا في إيرلندا ولا في أبوظبي التي قضى فيها بقية عمره عند عرب الصحراء الذين لم يعودوا يعشقون المترادفات. فحين نسمع قول الله -عز وجل-: ((وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30))) (الأحقاف)، ندرك من سياق الآيات أن الجن يعبرون عما سمعوا تارة بلفظ القرآن وتارة بلفظ الكتاب وهو ما يعني بشكل قطعي أن هاتين الكلمتين مترادفتان في سياق الآية وتعنيان شيئا واحدا.

ويمضي شحرور في غيه فيقول إن “الكتاب” في المصحف يختص بآيات الأحكام والوصايا العشر (وهو ما يسميه الفرقان!) وعددها تسعة عشر آية اختص شحرور نفسه بتعيينها. لم يقل لنا من أين جاء بها. و”القرآن” في المصحف مختص بآيات الكون والقصص وليس فيها أحكام ولا تشريع إنما هي للعبرة فقط (بمعنى أن العقائد والأخلاق الواردة في قصص الأنبياء لا تعنينا، كما أن أحكام اللواط في قصة لوط أو التطفيف في الميزان في قصة شعيب أو الظلم السياسي في قصة موسى لا تعنينا!). فأما آيات الأحكام فإن المخاطب بتأويلها برلمانات العالم ولا شأن للفقهاء بذلك، وأما الآيات المتشابهات فالمخاطب بها علماء الكون: الفيزياء والكيمياء والرياضيات وغيرهم.

كل هذا التقسيم الزائغ أساسه أن اختلاف معاني الكتاب والقرآن والذكر والفرقان يقتضي وجوبا اختلاف أعيانها!.. فحين نقول -حسب القواعد الشحرورية-: “الفتى رامي تلميذ مجتهد” فنحن نتحدث عن أربع ذوات لا عن ذات واحدة، فالفتى شيء، وتلميذ شيء، ومجتهد شيء، ورامي شيء رابع، بينما اللغة العربية تقول إن هذه الكلمات متفقة مختلفة؛ متفقة لأنها تعبر عن ذات واحدة، ومختلفة في المعنى لأن رامي اسم علم والفتى دلالة على حداثة السن وتلميذ دلالة على الدراسة ومجتهد دلالة على الدأب والذكاء، لكنها كلها تعبر عن شخص واحد. سيقول السفهاء من اتباع شحرور إن هذا المثال لا ينطبق على ما قاله شحرور فنقول لهم إن ما اجترحه قلم شحرور شر من هذ


اقرأ على الموقع الرسمي

شاهد الحلقة الحادية والعشرون الفكرة

كانت هذه تفاصيل الحلقة الحادية والعشرون: الفكرة الخطيرة لشحرور! نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الشروق أونلاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.

تابع نبض الجديد على :
اخبار عربية اليوم
منذ 10 ساعة و 55 دقيقة