أطفال غزَّة... براءة تذبل تحت وطأة الحرب.. اخبار عربية

نبض فلسطين - فلسطين أون لاين


أطفال غزَّة... براءة تذبل تحت وطأة الحرب


كتب فلسطين أون لاين أطفال غزَّة... براءة تذبل تحت وطأة الحرب..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد غزة محمد القوقا ارجع حالًا الدنيا مش أمان! تصرخ أم محمد من شرفة منزلها المتهالك في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، تنادي على طفلها الذي يركل الكرة مع أصدقائه في أرض طينية قرب شارع الرشيد البحر . يتوقف الطفل للحظة، يتجاهل النداء، لكنه يفزع... , نشر في الأحد 2025/03/23 الساعة 06:24 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .

غزة/ محمد القوقا:

"ارجع حالًا.. الدنيا مش أمان!" تصرخ أم محمد من شرفة منزلها المتهالك في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، تنادي على طفلها الذي يركل الكرة مع أصدقائه في أرض طينية قرب شارع الرشيد (البحر). يتوقف الطفل للحظة، يتجاهل النداء، لكنه يفزع عند سماع دوي قصف جوي إسرائيلي، فيركض بلا تفكير نحو باب البيت، في حين يتفرق بقية الأطفال بين الأزقة. انتهت اللعبة هنا بعد 20 دقيقة من انطلاقتها، دون أن يكتمل شوطها غير المحدود بالوقت، كما اعتاد أطفال الأحياء الشعبية في غزة.





هذا المشهد لم يكن استثناءً، بل أصبح جزءًا من يوميات أطفال غزة، الذين باتوا محرومين حتى من اللعب في مساحات ضيقة كانت بالكاد تفي بحاجتهم. منذ استئناف حرب الإبادة على القطاع، تحولت الشوارع والأزقة، التي كانت المتنفس الوحيد للأطفال، إلى مناطق خطر دائم. الحدائق العامة، إن وجدت، دمرت أو امتلأت بخيام النازحين الفارين من المناطق الحدودية، والمساحات الضيقة بين البيوت أصبحت غير آمنة مع تناثر الركام.

طفولة مسلوبة

منذ فجر الثلاثاء 18 مارس 2025، وحتى الآن، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي عشرات المجازر في مختلف مناطق قطاع غزة، عبر قصف جوي عنيف استهدف منازل المدنيين بشكل مباشر وبدون سابق إنذار. وفقًا لإحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أدت هذه الغارات إلى استشهاد 591 فلسطينيًا وإصابة 1042 آخرين ممن تمكنوا من الوصول إلى المستشفيات، فيما لا يزال عدد غير معروف من الضحايا تحت الأنقاض.

وتشير الإحصائيات إلى أن نسبة الشهداء من الأطفال والنساء والمسنين تجاوزت 70% من إجمالي الضحايا الذين ارتقوا خلال هذه الفترة. وتضاف هذه الحصيلة الجديدة إلى أكثر من 17 ألف طفل قتلتهم قوات الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة في 7 أكتوبر 2023.

زين النجار (8 سنوات) كان يلعب "كرة القدم" مع أقرانه أمام المنزل بحي الكرامة بشمال غزة عندما دوت أصوات انفجارات لم يحدد مكانها. صرخت والدته: "ادخل حالًا!"، فهرع الطفل إلى الداخل حاملاً كرة جلدية اشتراها له والده قبل يومين فقط، تاركًا خلفه لعبة غير مكتملة.

في حي الشيخ رضوان المجاور، كان محمود (9 سنوات) يلهو مع صديقه بدراجته المهترئة، لكنه توقف فجأة عندما صرخ والده: "ارجع.. الطائرات بتقصف في كل مكان!"، فترك دراجته وركض إلى البيت منكسرًا. المشهد ذاته تكرر مع دانا (10 سنوات)، التي كانت تلعب بالحبل مع جاراتها، لكنها توقفت فجأة بعد أن سمعت أصوات الطائرات، لتلقي بالحبل جانبًا وتهرع نحو المنزل.

لم يعد هناك مكان لهم

أصبحت المساحات الآمنة للعب مجرد ذكرى. يقول الناشط المجتمعي إبراهيم الغندور: "الأطفال لم يعودوا يملكون حتى الشارع، فهناك مناطق استُهدفت أثناء لعب الأطفال، مما دفع الأهالي لمنعهم من الخروج." وتابع لصحيفة "فلسطين": "في السابق، كان الأطفال يجدون بدائل حتى مع الحصار، لكن الآن حتى الحواري الضيقة لم تعد آمنة."

هذا الوضع القاتم لم يكن مقتصرًا على الأماكن العامة، فحتى داخل المخيمات، حيث كان الأطفال يركضون بين الخيام، أصبحت الحركة محدودة بسبب الغارات العشوائية. تقول أم رائد، وهي نازحة بمنطقة مواصي خانيونس: "كنت أسمح لأطفالي بالخروج واللعب قليلًا بين الخيام، لكن بعد قصف قريب، لم أعد أجرؤ على السماح لهم حتى بالابتعاد عن باب الخيمة."

 

آثار نفسية عميقة

الحرمان من اللعب لا يعني فقط فقدان المتعة، بل يحمل آثارًا نفسية خطيرة على الأطفال. يقول الأخصائي النفسي أحمد عبيد: "اللعب ليس مجرد نشاط ترفيهي، بل هو حاجة نفسية ضرورية للأطفال لتفريغ مشاعرهم، وعندما يُحرمون منه، تزداد لديهم مشاعر الخوف والقلق، مما قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية طويلة الأمد".

الأطفال الذين كانوا يلعبون بالألعاب البسيطة داخل منازلهم، باتوا الآن يجلسون بصمت، يحدقون في الفراغ، وكأنهم أدركوا فجأة أن طفولتهم قد انتهت مبكرًا. تقول أم يزن، وهي أم لطفلين: "حاولنا إشغالهم بألعاب الجوال داخل المنزل، لكنهم بحاجة إلى الركض واللعب بحرية، وهذا مستحيل الآن".

في ظل غياب مساحات اللعب الآمنة، يحاول بعض الأهالي خلق أنشطة بديلة داخل المنازل التي نجت من الدمار، لكن هذه الحلول مؤقتة وغير كافية. يبتكر الأطفال ألعابًا جديدة داخل البيوت، يرسمون على اللوحات الخشبية، أو يلعبون بأوراق الكرتون، لكن ذلك لا يعوضهم عن اللعب في الهواء الطلق.

يقول يوسف مقداد، والد لطفلين: "أحاول أن أجعلهم يشعرون أنهم بأمان داخل البيت، لكنهم يسألونني كل يوم: متى سنلعب في الخارج؟ وليس لدي إجابة طالما الحرب مستمرة." الوضع الحالي في غزة لا يقتصر تأثيره على الحاضر، بل يمتد إلى المستقبل. الأطفال الذين يعيشون في ظل هذه الظروف القاسية قد يعانون من اضطرابات نفسية وسلوكية طويلة الأمد.

 

تدخلات عاجلة

يقول الأخصائي النفسي أحمد عبيد لصحيفة "فلسطين": "الحرمان من اللعب والحرية يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب والقلق المزمن، وقد يؤثر على نموهم الاجتماعي والعاطفي".

ويضيف عبيد أنه في ظل هذه الأوضاع، تبرز الحاجة إلى تدخلات عاجلة من قبل المنظمات الدولية والمحلية لتوفير مساحات آمنة للأطفال، حتى لو كانت مؤقتة. يمكن إنشاء مراكز مجتمعية توفر أنشطة ترفيهية وتعليمية داخلية، مع ضمان أمنها وسلامتها. كما يمكن توفير الدعم النفسي للأطفال لمساعدتهم على التغلب على الصدمات التي يعيشونها.

 

المصدر / فلسطين لأون لاين


اقرأ على الموقع الرسمي

شاهد أطفال غز ة براءة تذبل تحت

كانت هذه تفاصيل أطفال غزَّة... براءة تذبل تحت وطأة الحرب نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على فلسطين أون لاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.

تابع نبض الجديد على :
اخبار عربية اليوم