كتب اندبندنت عربية "غسالة" تولوز لوترك تستلهم أفكار زولا "الطبيعية"..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد لوحة الغسالة لهنري دي تولوز لوترك موسوعة الفن الكلاسيكي تراث الإنسانثقافة nbsp;لوحة الغسالةهنري دي تولوز لوتركغوستاف كاييبوتإميل زولاإدغار ديغاستيفان مالارميهالرسامة الفرنسية سوزان فالادونخلال الربع الأخير من القرن الـ19، وفي وقت كانت الحياة... , نشر في الأثنين 2025/03/24 الساعة 10:30 ص بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
لوحة "الغسالة" لهنري دي تولوز لوترك (موسوعة الفن الكلاسيكي)
تراث الإنسانثقافة لوحة الغسالةهنري دي تولوز لوتركغوستاف كاييبوتإميل زولاإدغار ديغاستيفان مالارميهالرسامة الفرنسية سوزان فالادون
خلال الربع الأخير من القرن الـ19، وفي وقت كانت الحياة الاجتماعية، ومن ثم الإبداعية الفرنسية تعيش نوعاً من مرحلة انتقالية تبعدها إلى حد كبير عن الرومنطيقية السائدة وتميزها عن انطباعية غارقة في جمالياتها، كما عن رمزية تنطحت للحلول مكان التيارات جميعاً، اكتشف عدد لا بأس به من الفنانين الفرنسيين أن في إمكانهم الآن أن يسيروا على خطى ما بدأه أديب تلك المرحلة إميل زولا، عبر روايات اجتماعية تجلى من خلالها نزوع إلى واقعية اجتماعية مفرطة حملت اسم "النزعة الطبيعية"، وقوامها استنساخ شخصيات ومشاهد وعلاقات يؤتى بها من الحياة اليومية لتشغل إبداعات راحت تلاقي نجاحاً لا بأس به. بل بالأحرى راحت تلفت النظر انطلاقاً من كونها تسم بدايات عدد من أولئك الفنانين، وفي الأقل بانتظار سلوك هؤلاء دروباً أخرى أكثر تشعباً وتركيبية. ولعل اللافت أكثر من أي أمر آخر هنا هو أن الفنانين اللذين ينطبق عليهما هذا التوصيف أكثر ما ينطبق، كان ثمة بينهما قاسم مشترك لا بد من الإشارة إليه. فلئن كنا نشير هنا إلى مبدعين متزامنين تقريباً هما هنري دي تولوز لوترك وغوستاف كاييبوت، فإن ما يجمعهما هو كونهما تحدرا من أرستقراطية موسرة، ومن هوس فني معين جعل البداية القوية التي تجمعهما نوعاً من التعبير في لوحات أخاذة عن الطبقات العاملة التي لا ينتمي إليها أي منهما.
هنري دي تولوز لوترك (1864 - 1901) (غيتي)
بعيداً من الخيانة الطبقية
طبعاً لا يمكننا أن نقول هنا إننا نتحدث عما يمكن أن يسمى "خيانة طبقية". كل ما في الأمر أن الفنانين المتعاطفين مع نزعة اجتماعية تنطلق من تعاطف أخلاقي، وجدا في مشاهد وشخصيات تنتمي إلى العمال مواضيع فنية تمكنهم من التعبير عن تلك الأخوة البشرية والتوزع الاجتماعي في الحياة اليومية لا أكثر ولا أقل. ويبدو لافتاً هنا أن تولوز لوترك وكاييبوت، وفي مرحلة واحدة تقريباً، وجدا موضوعاً جذاباً عبر رسم عمال يقومون بعملهم في الحياة اليومية، تماماً كما أن تولوز لوترك بدا على تطابق شبه تام في لوحة له عنوانها "الكواءة"، أو "الغسالة"، مع نزوع زميله إدغار ديغا، بدوره إلى جعل "كواءة"/ "غسالة" من النوع نفسه بطلة للوحة له هو الآخر. والحقيقة أنه لئن كانت اللوحتان تصوران مشهداً داخلياً حميماً من ناحية علاقة كل من "كواءتيهما" بعملها، فإن تولوز لوترك بدا أكثر اهتماماً بالشخصية إذ رسمها في اسكتشات تخطيطية أخرى، وهي تسير في الأزقة حاملة أكياساً مليئة بثياب جمعتها من البيوت كي تقوم في بيتها الخاص بغسلها وكيها. أما اللوحة التي نتحدث عنها هنا وتحمل، كما لوحة ديغا اللاحقة، عنوان "الكواءة"، بكل بساطة، فهي لوحة زيتية ذات حجم متوسط (73 سنتيمتراً عرضاً و95 سنتيمتراً ارتفاعاً). وهي رسمت بين عامي 1886 و1887، وتعد عادة من نتاج بدايات الرسام قبل أن ينصرف إلى حياة الليل الباريسي وتصويرها في لوحات وملصقات أوصلته، وأوصلت ذلك النوع من الفن الخاص جداً إلى الخلود، في تعويض له على مصائبه الجسدية، وعقده النفسية، وهامشيته التي لم تتمكن حتى ثروة عائلته الهائلة ومكانتها الاجتماعية من سد نواقصها فقام الفن بذلك كما نعرف.
تأثيرات واضحة
كما نوهنا قبل سطور، رسم تولوز لوترك "الغسالة"، وكان بعد في الـ22 من العمر، ولا يزال في المراحل الأولى من عمله الفني، ومن هنا يبدو في ذلك الحين متأثراً بما كان يعيشه من تأثيرات إبداعية. ولعل اللافت هنا هو أن تلك التأثيرات الأولى لم تكن فنية بقدر ما كانت أدبية بالنسبة إليه، هو الذي كان يهتم حينها بالقراءة أكثر من أي نشاط ثقافي آخر. ومن الواضح، في "الغسالة" في الأقل، أنه واقع تحت تأثير إميل زولا بالنظر إلى أن ثمة في عدد من روايات زولا وصفاً للغسالة "جرفيه"، التي كانت هي نفسها تلك التي رسمها إدغار ديغا في اللوحة التي أشرنا إليها. ومع ذلك قد لا تبدو الغسالة التي رسمها تولوز لوترك نسخة من غسالة زولا أو ديغا، بل تبدو كأنها تمهد لنساء كثيرات سيرسمهن تولوز لوترك لاحقاً، وإن بواقعية فوتوغرافية أقل، وبألوان أكثر صخباً. ففي نهاية الأمر واضح في لوحة تولوز لوترك أن الغسالة هنا أكثر تأملاً وهي، حتى وإن بدت مستغرقة في عملها بكل جهد واهتمام، فإنها أكثر انحناء نحو حلم بعيد ما. نحو مستقبل يختلف وربما اختلافاً جذرياً عن واقعها. وما نظرتها الشاخصة بعيداً بل حتى في ما هو وراء النافذة، مصدر الضوء الوحيد في الغرفة الضيقة التي تمارس فيها عملها يبدو واضحاً مدى إتعابه لها رغم إخلاصها في القيام به، ما تلك النظرة سوى التعبير البديهي عن تطلعها إلى مستقبل تريد أن تصنعه على مزاجها في تصميم يلوح ليس فقط من خلال نظرتها وشعرها الذي يغطي نصف وجهها، بل كذلك وخصوصاً عبر تمسك قبضتها اليسرى بحافة طاولة الكوي التي تستند إليها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تعبير عن حداثة ما...
مهما يكن من أمر فقد يكون من المفيد هنا أن ننقل عن مؤرخي تلك المرحلة من الذين اهتموا بسوسيولوجيا الفن، نظرتهم إلى هذه اللوحة كما إلى أعمال كاييبوت المنتمية إلى الحقبة الزمنية نفسها مكانياً، كما إلى الحياة اليومية الباريسية زمانياً، بوصفها، على رغم أكاديمية فاقعة رصدوها فيها، تعبيراً عن حداثة ما "تقف بالتناقض التام مع نوع من أمثلة لوضعية المرأة في المجتمع عبرت عنه النزعة المثالية الصاعدة نازعة من المرأة واقعاً يجعلها جزءاً من الطبقة العاملة كعاملة، أو كربة بيت وأم وزوجة تعيش في بيئة الطبقة العاملة من دون أن تكون قوة فاعلة أو كائناً حالماً، أو ما يشبه ذلك...". فامرأة تولوز لوترك هنا هي جزء فاعل من تلك الطبقة في حد ذاتها، وهو من منطلق سوسيولوجي عثر فيها على تعبيره الفني. والحال أن ت
شاهد غسالة تولوز لوترك تستلهم أفكار
كانت هذه تفاصيل "غسالة" تولوز لوترك تستلهم أفكار زولا "الطبيعية" نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على اندبندنت عربية ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.