صلاح البردويل... اغتيال رجل السِّياسة والإعلام.. اخبار عربية

نبض فلسطين - فلسطين أون لاين


صلاح البردويل... اغتيال رجل السِّياسة والإعلام


كتب فلسطين أون لاين صلاح البردويل... اغتيال رجل السِّياسة والإعلام..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد غزة عبد الله يونس في فجر ليلة الـ23 من رمضان، وبينما كانت خيام النازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس جنوب قطاع غزة تتهجد بالدعاء، سكنت الأجواء برهةً قبل أن يخترقها صاروخ غادر. هناك ارتفع دعاء رجلٍ وزوجته إلى السماء، ثم ارتفعا هما أيضًا شهيدين.... , نشر في الأثنين 2025/03/24 الساعة 04:48 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .

غزة/ عبد الله يونس:

في فجر ليلة الـ23 من رمضان، وبينما كانت خيام النازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس جنوب قطاع غزة تتهجد بالدعاء، سكنت الأجواء برهةً قبل أن يخترقها صاروخ غادر. هناك ارتفع دعاء رجلٍ وزوجته إلى السماء، ثم ارتفعا هما أيضًا شهيدين.





لم يكن هذا الرجل شخصًا عاديًا، بل كان صلاح البردويل، القائد والسياسي والمثقف عضو المكتب السياسي لحركة حماس، الذي عاش عمره يكتب "من شوارع الوطن"، قبل أن يُختم سطره الأخير بصاروخٍ لم يمحُ أثره.

ميلاد لاجئ

وُلِد صلاح البردويل في أغسطس/آب 1959 وسط أزقة مخيم خان يونس، حيث كان اللجوء أكثر من مجرد وضع سياسي، بل كان هويةً تُحفر في القلب. جذوره تمتد إلى قرية الجورة، التي سرقها الاحتلال وضمّها إلى عسقلان، لكن جذور البردويل لم تُقتلع، بل غرست أعمق في تربة وطنه.

لم يكن طفل المخيم يعلم أن تلك الأزقة التي لعب فيها ستكون يوما مسرحا لصموده السياسي والإعلامي. حملته الأيام إلى جامعة القاهرة، حيث حصل على بكالوريوس اللغة العربية عام 1982، ثم عاد ليكمل الماجستير عام 1987، والدكتوراه عام 2001، في الأدب الفلسطيني الذي آمن بأنه سلاحٌ آخر في معركة الوجود.

لم يكتفِ البردويل بأن يكون أكاديميًا يحلل النصوص، بل قرر أن يكون هو النص الحيّ. دخل الصحافة من أوسع أبوابها، فأسس صحيفة "الرسالة"، ليكون رئيس تحريرها وصاحب القلم اللاذع فيها. اختار زاويةً ثابتة بعنوان "من شوارع الوطن"، كتب فيها ما يخشاه الآخرون.

كان صوته عاليا، كأنه يكتب بالحبر والبارود معًا. لم يجامل أحدًا، لا سلطةً ولا احتلالًا، فصار هدفًا في أعينهم، لكنه لم يكترث.

لم يكن البردويل صحفيًا فحسب، السياسة كانت تسري في دمه مثل الحبر في قلمه. شارك في تأسيس حزب الخلاص الوطني الإسلامي في 1996، وترأس دائرته الإعلامية ومثّله في المجلسين الوطني والمركزي التابعين لمنظمة التحرير.

في 2006، انتُخب عضوا في المجلس التشريعي عن كتلة التغيير والإصلاح، ممثلا عن خان يونس. لم يكن نائبا صامتا، بل أصبح صوتا قويا في لجان البرلمان، عضوا في اللجنة السياسية ولجنة الرقابة، وصاحب كلمة مسموعة في ملف العلاقات الخارجية لحماس.

حتى عندما اعتُقل في 1993، خرج أقوى من زنزانته، بلا تهمة، وكأنهم أدركوا أن سجنه لن يخرسه، بل سيُطلق صوته أبعد.

رغم قوته السياسية، لم يتخلَ البردويل عن روحه الثقافية. شارك في تأسيس التجمع الوطني للفكر والثقافة، وكان عضوا بارزا في اتحاد الكتاب الفلسطينيين واتحاد الصحفيين الفلسطينيين. لم يرَ نفسه رجل سياسة فقط، بل مثقفًا يحمل قضية.

دعم الطلبة الفقراء، ونشر الفكر المقاوم، مؤمنًا بأن المعركة ليست فقط بالسلاح، بل بالكلمة التي لا يمكن قصفها.

اغتيال الصوت الذي لم يُخمد

في ليلةٍ رمضانية، جلس البردويل في خيمته في المواصي بخان يونس، يشارك زوجته ركعة صلاة ودعاءً صادقًا. ربما لم يكن يعلم أنها آخر صلاة، لكن العدو كان يعلم أنها آخر فرصة لاغتيال الرجل الذي أوجعهم بقلمه وحنكته.

أطلقت الطائرات صاروخها، لكنه لم يقتل صلاح البردويل بقدر ما خلّده. لم تسقط خيمته وحدها، بل سقطت معها قيم العدالة والإنسانية التي يدّعيها العالم.

ترك صلاح البردويل خلفه ما هو أعظم من الجسد:

قضية لم تمت معه.

فكرٌ راسخ لم تزلزله الغارات.

مسيرة إعلامية وسياسية حافلة بالمواقف الجريئة.

بصمة إنسانية تركت أثرها في قلوب من عرفوه.

لقد رحل البردويل، لكن صوته سيبقى يدوّي في شوارع الوطن، وبين أزقة المخيمات، وفي قاعات البرلمانات، وعلى صفحات الصحف التي كتبها ذات يومٍ بمدادٍ من كرامةٍ ودم.

رحل الرجل، لكن الفكرة لا تُغتال.

المصدر / فلسطين لأون لاين


اقرأ على الموقع الرسمي

شاهد صلاح البردويل اغتيال رجل

كانت هذه تفاصيل صلاح البردويل... اغتيال رجل السِّياسة والإعلام نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على فلسطين أون لاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.

تابع نبض الجديد على :
اخبار عربية اليوم