كتب اندبندنت عربية نيرودا يحيي لوركا بقصيدة رثاء قبل اغتياله..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد فدريكو غارثيا لوركا 1899 – 1936 وبابلو نيرودا 1904 – 1973 موسوعة الشعر الإسباني تراث الإنسانثقافة nbsp;بابلو نيرودافدريكو غارثيا لوركاالحرب الأهلية الإسبانيةاغتيال لوركاالجنرال فرانكو لو كنت قادراً على البكاء في بيت موحش مهجور لو كنت... , نشر في الثلاثاء 2025/03/25 الساعة 01:04 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
فدريكو غارثيا لوركا (1899 – 1936) وبابلو نيرودا (1904 – 1973) (موسوعة الشعر الإسباني)
تراث الإنسانثقافة بابلو نيرودافدريكو غارثيا لوركاالحرب الأهلية الإسبانيةاغتيال لوركاالجنرال فرانكو
"لو كنت قادراً على البكاء في بيت موحش مهجور/ لو كنت قادراً على انتزاع عيني وأكلهما/ لفعلت من أجل صوتك، صوت البرتقالة المضرجة بالسواد، ومن أجل شعرك المتدفق صارخاً. فمن أجلك أنت تطلى المستشفيات بالأزرق/ ومن أجلك تندفع المدارس والأحياء البحرية/ وتسكن في الريش الملائكة الجريحة/ وتغطي نفسها بالحراشف كل أسماك الزفاف/ وتطير نحو السماء كل هاتيك القنافذ/ من أجلك تمتلئ المشاغل وجدرانها المسودة، بالجراح والدماء/ وتلتهم الأحزمة الممزقة تقتل نفسها قبلاً/ وتتزيى بالبياض. عندما تطير مغطى بالدراق/ عندما تضحك ضحكة الرز الغاضب/ عندما تنحني لتنشد الشرايين والأسنان/ الحنجرة والأصابع/ أفنى في عذوبتك/ أموت في سبيل بحيراتك الحمراء، حيث تعيش وسط الخريف مع فرس خائرة وإله مدمى/ أموت من أجل المقابر التي تمر كأنهار رمادية مصنوعة من المياه والقبور/ ليلاً، بين الأجراس المحطمة: أنهار كثيفة كأنها عنابر النوم/ كأنها جنود مرضى يصعدون بغتة نحو الموت عبر أنهار بأرقام من المرمر/ وأكاليل فاسدة وزيوت مأتمية/ أموت كي أراك ليلاً ترقب موكب الصلبان الغارقة/ واقفاً تبكي/ لأنك في مواجهة النهر تبكي بوله بألم تبكي وأنت تبكي/ وعيناك مليئتان بالدموع. بالدموع. بالدموع. لو كنت قادراً وحدي في عتمة الليل/ أن أجمع النسيان والظل والدخان/ فوق السكك الحديدية والسفن البخارية/ في حفرة لغم مظلمة/ وأنا أعضُّ الرماد/ لفعلت من أجل تلك الشجرة، حيث تنبلج من أجل الماء المذهب، ماء الأوكار الذي يتجمع لسقي اللبلاب الذي يغطي عظامك ويسلمك سر الليل...".
رثاء سابق لأوانه
كما يمكن للقارئ أن يخمن، تشكل السطور السابقة مدخلاً لافتاً لقصيدة من شعر الشيلي الكبير بابلو نيرودا يعرف أهل الشعر أنها كتبت كتحية لزميله ورفيقه الشاعر الإسباني فدريكو غارثيا لوركا. والحال أن كل ما في القصيدة ينم عن أنها تنتمي إلى شعر رثاء موجه من نيرودا إلى لوركا، لكنها لم تكتب لمناسبة موت هذا الأخير، بل كتبها نيرودا وألقاها قبل موت لوركا بسنوات في برشلونة خلال سهرة عامة جمعت الشاعرين وكانت الغاية منها إطلاق مكانة نيرودا في الشعر المكتوب باللغة الإسبانية، يوم كان قنصلاً لبلاده لدى إسبانيا. يومها كان لوركا هو من قدمه فاستهل نيرودا السهرة بإلقاء تلك القصيدة التي حيا بها لوركا تحت عنوان "نشيد إلى فدريكو غارثيا لوركا". وصفق يومها الحضور طويلاً فيما همس لوركا في أذن نيرودا بما معناه: "إنك تبدو وكأنك ترثيني"... فضحك الأخير ودمدم بكلمات تعبق بالإبهام. هل تراه كان يحس في تلك اللحظة أنه بالفعل يرثي صديقه؟ لسنا ندري ونيرودا نفسه لم يوضح الأمر، بل لن يعود إليه حتى حين قتل لوركا بالفعل بعد سنوات قليلة لتستعيد القصيدة حياتها ويتناقلها الجمهور العريض، معتقداً أنه مرثية حقيقية كتبها نيرودا، إذ وصلته أخبار مقتل لوركا بسلاح قوات فرانكو المتوحشة الفاشية إعداماً ليس لجرم اقترفه، أو لتمرد شارك فيه، بل بسبب قصيدة. وربما بسبب بيت واحد من الشعر جاء في قصيدة هي إحدى روائع مجموعته المعنونة "رومانثيرو" ويقول بكل هدوء وبساطة: "... غير أن الحرس المدني يتقدم زارعاً في طريقه الحرائق".
قبر لوركا في إسبانيا (أ ف ب)
الشاعر شهيداً بالقوة
ولا شك أن في مقدورنا اليوم وبعد ما يقارب قرناً على الجريمة التي اقترفها جيش فرانكو ضد لوركا، بين جرائم لا تحصى ارتكبها ضد الإسبانيين عموماً، أن هذا البيت من الشعر قد كلف صاحبه ذات يوم حياته. فالبيت جاء في النشيد الغجري الـ15 من مجموعة "رومانثيرو" للشاعر الذي كان يعتقد حين كتبه، إبان الحرب الأهلية التي كان يؤلمه أنها تمزق بلاده، انه مجرد كلمات يعبر بها عن رأيه، هو الذي لم يشارك في الحرب الأهلية، ولم تسل من أصابعه نقطة دم واحدة، بل اكتفى بأن تحدث عن فظاعة الحرب، وعرج في طريقه على ضروب القسوة التي كان يمارسها رجال الحرس المدني التابعون لفرانكو، فإذا بهؤلاء لا يغفرون له موقفه ذاك. وهكذا، ذات يوم فيما كان لوركا كعادته متوجهاً لتمضية الصيف في غرناطة، في شهر أغسطس (آب) 1936، هو المقيم عادة آمناً في مدريد، تمكن رجال الحرس المدني من التعرف عليه واعتقلوه. وما إن حل يوم الـ19 من الشهر نفسه، حتى حكموا عليه بالإعدام ونفذوا الحكم برميه بالرصاص. وعلى ذلك النحو وضعوا حداً لحياة ونشاط واحد من كبار الشعراء الذين عرفتهم إسبانيا في القرن الـ20.
من الشعر إلى الأسطورة
والحال أن رجال فرانكو كانوا هم الذين حولوا لوركا، باغتياله على ذلك النحو، إلى أسطورة، بحيث إن كثراً اليوم يعتقدون أنه كان بطلاً من أبطال الحرب الأهلية، وأن اغتياله كان لمشاركته في تلك الحرب في صفوف الجمهوريين الديمقراطيين التقدميين. لكن هذا ليس صحيحاً، فلوركا عند مقتله كان بعيداً من المشاركة في الحرب، بل كان على خلاف فكري عميق مع الحزب الشيوعي الذي عاد وتبناه كلياً بعد اغتياله، بيد أن هذا لم يكن العنصر الأساس في حياة لوركا. العنصر الأساس هو كونه شاعراً شفافاً وحاداً في الوقت نفسه وكاتباً مسرحياً من طبقة الكبار. وحتى اليوم لا تزال مسرحياته مثل "عرس الدم" و"بيت برناردا ألبا" تسحر المتفرجين وتشكل جزءاً من ريبرتوار المسرح العالمي. ولوركا حين اغتيل كان في الـ37 من عمره، فهو ولد في بلدة نوينتيغا كويروس في الأندلس قرب غرناطة في 1899. وهناك أمضى سنوات حياته الأولى في أوساط الشعب ملتصقاً بالأرض، وظل طوال حياته معبراً عن التصاقه بشعب الريف وأرضه مستوحياً معظم ما كتبه من ذلك الاحتكاك. وهذا على رغم انتمائه إلى أسرة ثرية ما مكنه من تلقي دروس ثانوية راقية ثم الانتساب إلى جامعة غرناطة، حيث درس الأدب والحقوق ثم تعرف بالموسيقي الكبير مانويل دي فالا، الذي زاد من حبه للفولكلور وولعه به. وتحت تأثير دي فالا كتب لوركا ونشر، وهو
شاهد نيرودا يحيي لوركا بقصيدة رثاء
كانت هذه تفاصيل نيرودا يحيي لوركا بقصيدة رثاء قبل اغتياله نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على اندبندنت عربية ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.