حكاية- «الصندل في مصر القديمة» رمز الهيبة والتميّز الاجتماعي ..منوعات

نبض مصر - بوابه اخبار اليوم




بواسطة نبض مصر : في الأربعاء 2025/03/26 الساعة 05:24 م بتوقيت مكة المكرمة شاهد منوعات حكاية- «الصندل في مصر القديمة» رمز الهيبة والتميّز الاجتماعي ,  كانت الأحذية في المجتمعات القديمة تعبيرًا عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي، لكنها في مصر الفرعونية حملت أبعادًا أعمق بكثير. لم يكن ارتداء الصنادل مجرد ضرورة وظيفية... والان الى المزيد من نبض الجديد.

 كانت الأحذية في المجتمعات القديمة تعبيرًا عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي، لكنها في مصر الفرعونية حملت أبعادًا أعمق بكثير. لم يكن ارتداء الصنادل مجرد ضرورة وظيفية لحماية الأقدام، بل كان له رمزية دينية، وجنائزية، وحتى سياسية، حيث ارتبط استخدامه بطبقات محددة من المجتمع، بداية من الكهنة والنخبة وحتى الفراعنة أنفسهم.

 بل إن بعض شاغلي المناصب المرموقة في الدولة كانوا يُعرفون بلقب "حامل الصندل الملكي"، دلالةً على أهميتهم ودورهم في البلاط الملكي.





ورغم أن عامة الشعب كانوا يسيرون حفاة في معظم الأوقات، إلا أن الصندل كان عنصرًا أساسيًا في حياة الملوك والكهنة، وقد تم تصنيعه من مواد فاخرة كالذهب، أو طلي بطلاء ذهبي يرمز إلى الأبدية، وهو ما تعكسه العديد من المكتشفات الأثرية. 

في هذا التقرير، سنتناول دور الصندل في مصر الفرعونية من الجوانب الاجتماعية، الدينية، والجنائزية، مستعرضين الأدلة التاريخية والاكتشافات الأثرية التي تكشف عن مدى أهمية هذا العنصر في الحياة اليومية والمعتقدات المصرية القديمة.

 الصندل في مصر القديمة: بين العامة والنخبة

1- استخدام الصندل بين عامة الشعب

لم يكن الصندل منتشرًا بشكل واسع بين المصريين القدماء، بل اقتصر ارتداؤه على المناسبات الخاصة أو عند دخول المعابد، وكان يصنع من مواد بسيطة مثل:

ورق البردي

سعف النخيل

الجلد

الخشب المطلي بالأبيض

كانت هذه المواد متاحة لعامة الشعب، لكنهم لم يكونوا بحاجة ماسة إلى الأحذية، نظرًا لطبيعة الحياة الزراعية والمناخية التي سمحت لهم بالمشي حفاة معظم الوقت. ومع ذلك، كان بعض الفئات الاجتماعية، مثل العاملين في المقابر الملكية، يحصلون على "صنادل القصب" التي وفّرتها الدولة لهم كجزء من مستلزمات عملهم.

2- الصندل كرمز للتميّز الاجتماعي

على النقيض من عامة الناس، كان النبلاء والطبقة الحاكمة يستخدمون الصندل كرمز للوجاهة الاجتماعية والتميّز. فبينما كانت المواد الطبيعية تكفي لعامة الشعب، صُنع الصندل الملكي والنخبوي من:

الجلد المدبوغ بعناية

المعادن الثمينة مثل الذهب

الخشب المزخرف بالأحجار الكريمة

يُروى أن بعض الصنادل الملكية كانت تحمل زخارف ونقوشًا فريدة تعكس مكانة صاحبها، بل إن بعض الملوك أمروا بنقش صور أعدائهم على نعل الصندل، بحيث يتم "دهسهم" مجازيًا مع كل خطوة، مما يرمز إلى إخضاعهم وسحقهم تحت حكم الفرعون.

 الصندل بين الكهنة والشعائر الدينية

1- الكهنة وإلزامية ارتداء الصندل

وفقًا لما أورده المؤرخ اليوناني هيرودوت، فإن الكهنة في مصر الفرعونية كانوا ملزمين بارتداء ملابس من الكتان وصنادل مصنوعة من ورق البردي فقط. كان ذلك جزءًا من الطقوس الدينية التي تتطلب النقاء والطهارة، حيث لم يكن يُسمح لهم بارتداء أي ملابس أو أحذية مصنوعة من جلد الحيوانات، نظرًا لقدسيتها في الديانة المصرية.

2- الصندل كجزء من الطقوس الدينية

لم يكن الصندل مجرد أداة لحماية القدمين، بل كان له دور في الطقوس الدينية. فقد ارتبط بفكرة الارتقاء الروحي والعبور إلى الحياة الأخرى، حيث كان الكهنة يقدّمونه كقرابين للآلهة، اعتقادًا بأنه يوفر الحماية ويضمن المرور الآمن إلى العالم الآخر.

 البعد الجنائزي للصندل في مصر القديمة

1- الصندل في الطقوس الجنائزية

لم تقتصر أهمية الصندل على الحياة اليومية، بل امتدت إلى عالم الموتى. ففي بعض النصوص الجنائزية من المملكة الوسطى (2055-1650 ق.م)، وُجدت عبارات تخاطب المتوفى قائلة: "خذ نصيبك، ملابسك وصنادلك"

كان ذلك إشارة رمزية إلى ضرورة تجهيز المتوفى بكل ما يحتاجه للحياة الأخرى، بما في ذلك الصندل الذي يساعده على السير في رحلته إلى العالم الآخر.

2- الصنادل الذهبية في المقابر الملكية

ارتبط الذهب بالخلود والألوهية في مصر القديمة، ولذلك تم استخدامه في صناعة الصنادل الملكية التي دُفن بها الفراعنة. وقد تم العثور على هذه الصنادل في عدة مواقع أثرية، من بينها:

 مقبرة توت عنخ آمون

عندما اكتشف هوارد كارتر مقبرة توت عنخ آمون، وجد بها 40 صندلًا مصنوعًا من مواد متنوعة مثل:

الجلد

البردي

القصب

الذهب

كما أشار كارتر في مذكراته إلى أن كل إصبع من قدمي المومياء كان ملفوفًا بشكل منفصل بأغطية ذهبية قبل التضميد، مما يدل على أهمية الأحذية في الطقوس الجنائزية الملكية.

 مقابر الأسرتين 22 و23

في المقابر الملكية للأسرتين 22 و23، وجد عالم الآثار بيير مونتيه أن الفرعونين بسوسنس الأول وشيشنق الثاني قد دُفنا وهما ينتعلان صنادل ذهبية. وكانت صنادل بسوسنس تتميز بشفرات مثلثة ملحومة معًا، مما منحها شكلًا فريدًا وانحناءة خاصة للأمام.

 الصندل في النصوص الأدبية والحكم المصرية القديمة

لم تقتصر أهمية الصندل على الطقوس الدينية والاجتماعية، بل انعكست قيمته في الأدب المصري القديم. ففي نص حكمة قديم نُسب إلى "إيبوير"، جاء فيه: "من لا يملك الصنادل ليس سيدًا يجمع الثروة"

هذا القول يوضح أن امتلاك الصندل لم يكن مجرد مسألة راحة أو ترف، بل كان دليلًا على الثراء والمكانة الاجتماعية. حتى الزوج المتواضع من الصنادل كان كافيًا للإشارة إلى وضع الفرد في المجتمع.

 أصل كلمة "شبشب" وعلاقتها بالصندل الفرعوني

تشير بعض الدراسات اللغوية إلى أن كلمة "شبشب" المستخدمة اليوم في اللهجة المصرية للإشارة إلى الصندل، لها أصل فرعوني. وفقًا لما نشره موقع "العربية.نت" في تقرير عام 2016، فإن الكلمة تعود إلى "سب سويب"، والتي تعني "مقياس القدم".

هذا يؤكد أن الصندل لم يكن مجرد عنصر وظيفي، بل كان يحمل دلالات عميقة امتدت إلى اللغة نفسها، واستمرت تأثيراته حتى يومنا هذا.

لا يمكن إنكار أن الصندل في مصر القديمة كان أكثر من مجرد حذاء، فقد شكّل رمزًا للقوة والتميّز الاجتماعي، وحمل دلالات دينية وجنائزية عميقة. سواء كان مصنوعًا من ورق البردي لعامة الشعب، أو مزينًا بالذهب للملوك، فقد ظل الصندل عنصرًا أساسيًا في الثقافة المصرية القديمة.

اليوم، بينما يرتدي الناس الأحذية الحديثة دون تفكير في معانيها، يبقى الصندل الفرعوني شاهدًا على حضارة اهتمت بكل تفصيلة في الحياة والموت، وحوّلت أبسط الأشياء إلى رموز خالدة تستمر في إثارة الدهشة والإعجاب حتى يومنا هذا.


اقرأ على الموقع الرسمي

شاهد حكاية الصندل في مصر القديمة

كانت هذه تفاصيل حكاية- «الصندل في مصر القديمة» رمز الهيبة والتميّز الاجتماعي نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على بوابه اخبار اليوم ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.

تابع نبض الجديد على :
منوعات اليوم