حين يكون الممثّل ذهبا والنّصّ زبدا: أزمةُ السِّيناريو في مسلسل “الأرض”!.. اخبار عربية

نبض الجزائر - الشروق أونلاين




كتب الشروق أونلاين حين يكون الممثّل ذهبا والنّصّ زبدا: أزمةُ السِّيناريو في مسلسل “الأرض”!..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد لم يَعُد نَجاح العمل الفني مُرتبِطًا بِجِدَّة الفكرة أو جِدِّيَّة الإنتاج فحسب، بل صار يعتمد أساسًا على التماسك السَّردِي، وقوة السيناريو، والإدارة الإخراجية التي تمنح القِصَّة بُعدها الدرامي الحقيقي. وَعندما يَختَلُّ هذا التوازن، تُفرَضُ على... , نشر في الخميس 2025/03/27 الساعة 05:56 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .

لم يَعُد نَجاح العمل الفني مُرتبِطًا بِجِدَّة الفكرة أو جِدِّيَّة الإنتاج فحسب، بل صار يعتمد أساسًا على التماسك السَّردِي، وقوة السيناريو، والإدارة الإخراجية التي تمنح القِصَّة بُعدها الدرامي الحقيقي. وَعندما يَختَلُّ هذا التوازن، تُفرَضُ على المُشاهِد تجربة مُشَوَّشَة، يَصعُب عليه الاندماج معها أو التفاعل مع شخصياتها وأحداثها.

وَعِيَّنَةُ هذا الطَّرح مُسَلسَل “الأرض”، الذي اجتمعت فيه مجموعة من العَوامِل جَعَلَتهُ يبدو كمَشروعٍ لم يكتمل دراميًّا، مع الإمكانيات الإنتاجية التي تُوحِي بِالنَّقِيض؛ فَمِنَ الحلقات الأولى بَدَا جَلِيًّا أن العمل يعاني من أزمةِ بناءٍ سردي، وغِيابِ الانتقالات المنطقية بين المَشاهِد، وانقطاعٍ في الخطوط الدرامية، مما انعكس على أداء المُمَثِّلِين الذين وجدوا أنفسهم داخل شخصيات غير متماسكة، في مَشاهِد تفتقر إلى الإيقاع.





في مسلسل “الأرض” مشكلات بنيوية (structural issues) تؤثر على إيقاعه الدرامي (dramatic rhythm) وتماسكه السردي (narrative coherence)، ما يجعل المُشاهِدِين يفقدون بوصلة تطور الأحداث..! ويتجلى هذا التفكك في المشاهد المفصولة عن سياقها، دون روابط انتقالية واضحة (narrative transitions). ويؤدي غياب هذه الروابط إلى ضعف الإحساس بالتتابع الدرامي (dramatic continuity)، وجعل المُشاهِد عاجِزًا عَن التفاعل العاطفي مع الشخصيات أو استيعاب تطور القصة.

ومن أبرز المشكلات التي تعاني منها الحبكة في “الأرض” ظاهرةُ “الأحداث المُهمَلة” (abandoned plotlines)، حيث تُقَدَّمُ خطوط درامية رئيسية ثم تُهمَلُ لاحقًا دون مبررات منطقية. ومن أمثلة هذا: تسميم البئر وسقوط الطفل فيه، إضافة إلى الجرائم والمَكائد التي ارتَكَبَتها شخصية “السَّاطور”، والتي مُهِّدَ لها بإتقان في النصف الأول من المُسَلسَل، لكنها افتقدت المعالجة لاحقًا. ويؤدي هذا الأسلوب إلى تقويض الأثر الدرامي للأحداث (dramatic impact erosion)، حيث يشعر المُشاهِد بأن ما قُدِّمَ في البداية لم يَكُن سِوَى مَلء فراغ زَمَنِيّ عِوَضَ أن يَكون جُزءًا من بِناءٍ دراميٍّ مُحكَم.

وَيَفتَقدُ أداء العديد من المُمَثِّلِين في “الأرض” إلى الاندماج العاطفي والنفسي (emotional immersion) مع الشخصيات التي يُجَسِّدونها. وهذا الاغتراب (alienation) نتيجةٌ حَتمِيَّةٌ لِعامِلَين: (1) الاشتِغال الطَّفيف على أداء المُمَثِّلِين، (2) ومُشكلات في كتابة السيناريو وتطوير الشخصيات. وعندما لا تُمنَح الشخصيات عُمقًا نفسيًّا أو تَحَوُّلًا دراميًّا ملموسًا، يُصبح المُمَثِّل مُجَرَّد مُؤَدٍّ لدور مكتوب كَتابَةً سطحيةً.

ويَتَجَلَّى هذا التباعد بوضوح في غياب الانسجام التمثيلي (acting synergy) بين المُمَثِّلِين، حيث يبدو الواحد مِنهم مُؤَدِّيًا لِدَوره بِمَعزَلٍ عن الآخَرِين. وحتى في مَشاهِد المُمَثِّل الواحد، يظهر التفاوت في الأداء بين اللقطات، ما يعكس غياب التوجيه الدرامي القادر على ضبط إيقاع الشخصيات وتطورها.

ومع أن المُسَلسَلَ ضَخمُ الإنتاج من الناحية البصرية، إلا أن هذا الجانب التقني لم يُعَوِّض البناء السردي الضعيف أو الإخراج الفني المتذبذب؛ فالإخراج عَجَزَ عن خلق انسجام بين الصورة والمحتوى الدرامي، ما جعل العمل يبدو “كَكُتلة مَشاهِد” مُتراكِمَة دون رؤية إخراجية واضحة. كما أن التسارع في تنفيذ المشاهد (rushed production) أدى إلى افتقاد العمل للعناية بالتفاصيل، سواء في إدارة الأداء التمثيلي أو ضبط الانتقالات بين المَشاهِد، مما جعل تطور الأحداث يبدو كأنه في مسارات متوازية دون نقطة التقاء حقيقية.

وللخروج من هذه الحلقة المُفرَغة من التكرار والإهمال في المُعالَجة الدرامية، لا بُدَّ من إعادة النظر في كتابة السيناريو والإعداد الدرامي. ويتطلب هذا:

✓ تعزيز البناء السردي: مراجعة السيناريو لضمان تماسك الحبكة، وربط الأحداث بشكل منطقي، وتجنب إهمال المسارات السردية.

✓ مَنح الوقت الكافي للتحضير: لا يمكن إنتاج عمل درامي مُتقَن دون منح المُمَثِّلِين الوقت الكافي لفهم شخصياتهم والتفاعل معها، وهو ما يتطلب تقنيات إعداد الشخصيات (character immersion techniques).

✓ التحكم في الإيقاع الدرامي: يجب على الإخراج أن يركز على ضبط الإيقاع الداخلي للمَشاهِد، بحيث يُحَقَّقُ التوازن بين التوتر الدرامي والتطور السَّلِس للأحداث.

✓ إدماج الإخراج مع السيناريو: لا يمكن فصل الإخراج عن الكتابة؛ إذ يجب أن يعمل المُخرِج جنبًا إلى جنب مع كاتب السيناريو لضمان أن تكون الرؤية البصرية متماشية مع التصور السردي.


اقرأ على الموقع الرسمي

شاهد حين يكون الممث ل ذهبا والن ص

كانت هذه تفاصيل حين يكون الممثّل ذهبا والنّصّ زبدا: أزمةُ السِّيناريو في مسلسل “الأرض”! نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الشروق أونلاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.

تابع نبض الجديد على :
اخبار عربية اليوم
منذ 8 ساعة و 57 دقيقة