كتب الجزيرة مباشر من واقع زيارتي للفلبين.. كيف كانت نهاية الرئيس؟!..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد من واقع زيارتي للفلبين كيف كانت نهاية الرئيس؟!28 3 2025رودريغو دوتيرتي رئيس الفلبين السابق منصات التواصل في زيارتي للفلبين عام 2020، شدّ انتباهي أمر لم أكن معتادة عليه في دول جنوب شرق آسيا النظافة الملحوظة في الشوارع، والهواء النقي الخالي من... , نشر في الجمعة 2025/03/28 الساعة 10:16 ص بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
من واقع زيارتي للفلبين.. كيف كانت نهاية الرئيس؟!28/3/2025رودريغو دوتيرتي رئيس الفلبين السابق (منصات التواصل)في زيارتي للفلبين عام 2020، شدّ انتباهي أمر لم أكن معتادة عليه في دول جنوب شرق آسيا: النظافة الملحوظة في الشوارع، والهواء النقي الخالي من رائحة التبغ، وغياب أعقاب السجائر التي عادةً ما تشوّه أرصفة المدن الكبرى.
وكان من أكثر ما عكس هذا الانضباط الواضح، القوانين الصارمة التي تحظر التدخين في الأماكن العامة، والتي لاحظتها حتى في سيارات الأجرة، حيث كانت جميعها تحمل لافتات واضحة باللغة الإنجليزية، معلقة خلف المقاعد الأمامية محذرة الركاب من التدخين، ومصحوبة بنصوص قانونية توضح العقوبات المفروضة على المخالفين. ولم يقتصر الأمر على المركبات فحسب، بل امتد إلى الأماكن العامة، والمطاعم، وحتى الفنادق، حيث كان التعامل مع التدخين أكثر صرامة ووضوحًا. فقد خُصّصت في معظم الفنادق غرفة محدودة للمدخنين، وغالبًا ما كانت معزولة في طوابق معينة أو زوايا بعيدة، وحُظر التدخين تمامًا في بقية الغرف والمرافق.
اقرأ أيضا
list of 4 itemslist 1 of 4مصطفى حسني ومبروك عطية بين إسلام السوق والابتذال
list 2 of 4التصوف في الدراما التركية “سر النفس”
list 3 of 4البحث عن الأمل في غزة
end of list
وكانت اللافتات التحذيرية أيضا منتشرة في أرجاء الفندق، بدءًا من مدخل الاستقبال وصولًا إلى المصاعد والممرات، للتأكيد على الالتزام الصارم بالقانون. ولم يقتصر الأمر على التحذيرات فقط، بل زُوّدت غرف الفندق بأجهزة استشعار متطورة لكشف الدخان، حيث كانت تطلق إنذارًا فور استشعار أي أثر للتبغ.
القوانين الصارمة وتأثيرها في المجتمع
أثناء تجولي في مدينة ماكاتي، إحدى ضواحي مانيلا الكبرى والحيوية، لاحظت كيف أصبح التدخين في الأماكن العامة شبه نادر، وكأنه لم يكن مجرد مخالفة قانونية، بل عادة بدأت تتلاشي تدريجيًّا من المشهد العام. لذلك لم أر رجال أمن يطاردون المخالفين، لأن معظم الناس لم يكونوا بحاجة إلى تذكيرهم بالقانون، إذ أصبح الالتزام بقوانين منع التدخين والتقيد بالأكشاك المخصصة له في كل منطقة، سواء من قبل السكان المحليين أو السياح، سلوكًا طبيعيًّا وجزءًا من نمط الحياة اليومية.
كان من المثير للاهتمام أن أرى كيف يمكن للقوانين، إذا طُبقت بصرامة، أن تتحول إلى سلوك مجتمعي تلقائي. وبدأت أتساءل عن السبب في ذلك: هل يكمن السر في العقوبات الرادعة التي فرضتها الحكومة؟ أم أن الأمر يعود إلى ثقافة المجتمع واحترام القانون؟
منعطف مفاجئ: دوتيرتي في قفص الاتهام
ما أثار ذاكرتي مجددًا حول هذا الأمر لم يكن مجرد حنين إلى رحلتي، بل هو مشهد مختلف تمامًا: خبر اعتقال الرئيس الفلبيني السابق رودريغو دوتيرتي، الرجل الذي اشتهر بحربه الشرسة على المخدرات، وبإجراءاته الصارمة اتجاه المدخنين في بلاده، والذي وجد نفسه فجأة في مواجهة العدالة الدولية، بعد إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه في الحادي عشر من مارس/آذار 2025، متهمة إياه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية على خلفية حملات القمع الدامية التي أشرف عليها خلال فترة حكمه.
أتذكر محادثة عابرة جمعتني بصديقة فلبينية، حيث روت لي أن دوتيرتي نفسه كان مدخنًا شرهًا، لكنه اضطر إلى الإقلاع عن التدخين بعد إصابته بمرض “بورغر” أو التهاب الأوعية الدموية الخثاري، الذي يسبب انسداد الأوعية الدموية. بدا الأمر مفارقة حقًّا، فالرجل الذي خاض حربًا شرسة ضد التدخين والمخدرات، أصبح لاحقًا متهمًا بارتكاب تجاوزات جسيمة في حملته القمعية على المخدرات، أودت بحياة الآف الأشخاص، وكثير منهم فقراء لم تتح لهم فرصة الدفاع عن أنفسهم. فتحول الرجل من زعيم وعد بالقضاء على الجريمة إلى شخص متهم بارتكاب إحدى أسوأ حملات القمع في تاريخ الفلبين.
دوتيرتي بين أنصاره وخصومه
“أروني الأساس القانوني لوجودي هنا. يجب أن تردوا عليَّ بشأن الحرمان من الحرية”. بهذه الكلمات طالب دوتيرتي السلطات بتوضيح الأساس القانوني لاعتقاله، وذلك في تصريحات صورتها ابنته، فيرونيكا دوتيرتي، ونشرتها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي مشهد درامي، غادرت طائرة تقلّه إلى لاهاي ليمثل أمام العدالة، ووصفت ابنته سارة دوتيرتي نائبة الرئيس، ما حدث بأنه “قمع واضطهاد سياسي”.
بين مؤيديه، الذين يرونه رجلًا أنقذ البلاد من براثن المخدرات، ومعارضيه، الذين يعتبرونه مسؤولًا عن قتل آلاف الأشخاص خارج نطاق القانون، يظل دوتيرتي شخصية مثيرة للجدل. فرغم احتجازه في لاهاي، لا يزال اسمه حاضرًا في المشهد السياسي، إذ لا يزال مرشحًا لمنصب عمدة دافاو في انتخابات التجديد النصفي لعام 2025، المدينة التي شهدت صعوده ونهجه الحاسم في تنفيذ القوانين.
رحلة بين وجهين للحقيقة
زيارتي للفلبين كشفت لي عن تجربة فريدة: قوانين تُطبق بصرامة، ومجتمع تبنّاها حتى أصبحت جزءًا من سلوكه اليومي. لكن تجربة دوتيرتي أظهرت لي أن كل سياسة تحمل وجهين، فبينما نجح في الحد من التدخين وجعل الشوارع أنظف، يرى الكثيرون أن حملته ضد المخدرات لم تكن سوى حرب غير متكافئة استهدفت الفقراء قبل المجرمين.
واليوم، بينما لا تزال الفلبين منقسمة بين من يعتبرونه قائدًا حازمًا ومن يرونه دكتاتورًا، يظل السؤال مفتوحًا: هل تُبنى المجتمعات بالالتزام الطوعي، أم أن العدالة والإنصاف هما الركيزتان لأي إصلاح حقيقي؟
المصدر : الجزبرة مباشر
شاهد من واقع زيارتي للفلبين كيف
كانت هذه تفاصيل من واقع زيارتي للفلبين.. كيف كانت نهاية الرئيس؟! نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الجزيرة مباشر ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.