كتب فلسطين أون لاين جنين... طفلة غزية أسكت القصف صوتها..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد غزة جمال محمد في غرفة باردة داخل مستشفى الأهلي العربي المعمداني بمدينة غزة، ترقد الطفلة جنين قريقع، ذات الخمسة أعوام، على سريرها الأبيض، تحاول رفع يدها الصغيرة نحو رأسها الملفوف بالضمادات، لكن كل لمسة توقظ فيها ألماً لا يهدأ، ودموعها تنساب... , نشر في الجمعة 2025/03/28 الساعة 08:39 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
غزة/ جمال محمد:
في غرفة باردة داخل مستشفى الأهلي العربي "المعمداني" بمدينة غزة، ترقد الطفلة جنين قريقع، ذات الخمسة أعوام، على سريرها الأبيض، تحاول رفع يدها الصغيرة نحو رأسها الملفوف بالضمادات، لكن كل لمسة توقظ فيها ألماً لا يهدأ، ودموعها تنساب بصمت، وكأنها تهمس بما عجز لسانها عن قوله منذ تلك الليلة المشؤومة.
كانت جنين تلعب وتضحك، وتردد كلماتها الطفولية بمرح، لكن في فجر 18 مارس الجاري، تغير كل شيء، لم تعد تقوى على الكلام، ولم تعد تفهم لماذا لم تستيقظ أمها لتحتضنها كما تفعل كل صباح.
عيناها تبحثان في وجوه من حولها عن إجابة، عن والدها، عن صوت مألوف يعيد لها الأمان، لكن نظراتهم المرتبكة تحاول تجنب سؤالها الصامت.
على بعد غرف قليلة، يرقد والدها، يعاني من إصابة بالغة في جنبه الأيمن تمنعه من الحركة، ورغم الألم الذي أصابه، لا يفكر إلا بابنته، ويتمنى لو كان بإمكانه احتضانها، وإخبارها أن كل شيء سيكون على ما يرام، حتى لو لم يكن ذلك صحيحًا.
ليلة المجزرة
قبل نحو أسبوع، كان منزل عائلة قريقع، في حي الشجاعية مكتظًا بالأقارب الذين لجؤوا إليه هربًا من القصف، والقول لمحمد قريقع زهو أحد أفراد العائلة.
ويقول قريقع لصحيفة "فلسطين": ستّون شخصًا، معظمهم من الأطفال والنساء، تجمعوا في مساحة واحدة، يقتسمون الخوف كما يقتسمون الخبز والماء، كان الليل هادئًا بشكل مخيف، حتى جاءت اللحظة التي بدّدت ذلك السكون بصاروخ مزق الجدران والأجساد على حد سواء.
ويضيف قريقع بحزن: لم يكن هناك إنذار، لم يكن هناك مهرب، فجأة، تحول المكان إلى ركام، تحته ترقد أحلام وأرواح لم تمنح فرصة للنجاة.
ويتابع قريقع الذي ظهر الألم واضحًا على وجهه، مستحضرًا ليلة المجزرة: "في تلك الليلة، استشهدت شقيقتي، والدة جنين و26 فردًا آخر من العائلة، بينما أصيب والدها بجراح أبقته طريح الفراش".
ويردف: جنين، التي كانت نائمة بجوار أمها، وجدت نفسها فجأة تحت الأنقاض، وحيدة في عالم فقد صوته.
معركة الحياة
خمسة أيام أمضتها جنين، والقول لخالها محمد، في قسم العناية المركزة، بين الأجهزة الطبية التي ترصد نبضها الضعيف وأصوات الأطباء التي تحاول بث الطمأنينة في غرفة تفيض بالألم. عندما فتحت عينيها أخيرًا، لم تكن كما كانت من قبل، لم تعد جنين تتحدث، وكأن القصف انتزع منها القدرة على التعبير، كما انتزع منها عائلتها وطفولتها.
يقول خالها قريقع: إن الأطباء يؤكدون حاجتها الماسة للعلاج خارج غزة، لكن كيف؟!، فالمعابر مغلقة، والمستشفيات في القطاع بالكاد تستوعب الأعداد الهائلة من الجرحى الذين تتزايد أعدادهم مع كل يوم جديد من القصف.
لم تكن هذه المرة الأولى التي تعاني فيها "جنين" من جراح الحرب، والقول لخالها، ففي اليوم الحادي عشر من العدوان الإسرائيلي على غزة، والذي بدأ في السابع من أكتوبر 2023، أصيبت بجروح طفيفة، لكنها تجاوزتها.
وفي ذلك اليوم، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي مستشفى المعمداني، حيث كانت عائلتها تلجأ هناك، وأسفر القصف عن استشهاد 500 شخص، بينهم ثمانية من أقاربها، ومئات الجرحى.
تحاول عائلة قريقع، حماية "جنين" من الحقيقة القاسية فلم يخبرها أحد بعد أن والدتها ذهبت ولن تعود، وأن منزلها لم يعد موجودًا، فالجميع يخشى أن يكون وقع الخبر أشد من جراحها، أن يحطم ما تبقى من طفولتها الهشة.
لكن الطفلة "جنين" تحاول النظر إلينا والدموع تتلألأ في عينيها، وتحاول أن تخبرنا أنها تشعر بغياب أمها، بعيون من حولها الممتلئة بالحزن، لكنها متمسكة بالحياة وتجاوز جراحها، وتستعيد صوتها الذي سلبته شظايا صواريخ الاحتلال وهشمت رأسها الصغير.
وفجر الـ 18 مارس، استأنفت (إسرائيل) هجومها العنيف على غزة، فالقصف لم يفرق بين صغير وكبير، واستهدف البيوت والمستشفيات والشوارع، في ذلك اليوم وحده، استشهد أكثر من 400 فلسطيني وأصيب 600 آخرون، معظمهم كانوا نائمين قبيل السحور.
المصدر / فلسطين لأون لاين
شاهد جنين طفلة غزية أسكت القصف صوتها
كانت هذه تفاصيل جنين... طفلة غزية أسكت القصف صوتها نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على فلسطين أون لاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.