كتب الانباء اونلاين العيد في اليمن..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد يحلّ العيد على اليمنيين كما يحلّ على سائر بلاد المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، لكنه في 8220;أرض السعيدة 8221; ليس إلا ومضة فرحٍ عابرة وسط عتمة المعاناة، وبارقة أملٍ يخطفونها من أنياب الألم، وابتسامة تصرّ على التوهج رغم سواد الأيام وثقلها.... , نشر في السبت 2025/03/29 الساعة 12:18 ص بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
يحلّ العيد على اليمنيين كما يحلّ على سائر بلاد المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، لكنه في “أرض السعيدة” ليس إلا ومضة فرحٍ عابرة وسط عتمة المعاناة، وبارقة أملٍ يخطفونها من أنياب الألم، وابتسامة تصرّ على التوهج رغم سواد الأيام وثقلها.
يأتي العيد، فتتزين وجوه الأطفال بسمات بريئة لم تلوثها هموم الفقر أو أنياب الحرب، تتلألأ أعينهم فرحًا بثوبٍ جديد وحلوى مُشتراة بعد عناء، يركضون في الشوارع الضيقة التي غدت شاهدةً على سنوات العناء، ويملؤون الأحياء ضجيجًا وضحكًا، كأنهم ينكرون أنين آبائهم المكتوم خلف جدران المنازل المتعبة.
يرتدي الكبار أجمل ما تيسر لهم، يحيّون بعضهم بأمنياتٍ يدركون أن تحقيقها أشبه بمعجزة، يهنئون جيرانهم وأقرباءهم بقدوم العيد وكأن الحياة طبيعية، وكأن روائح البارود لم تخنق أنفاسهم، وكأن الأسعار لم تلامس عنان السماء.
يجتمعون على موائد متواضعة، يقتسمون الفرحة كما يقتسمون رغيف الخبز، يدركون أن الحياة لن تمنحهم أكثر من هذه اللحظات العابرة، فيحاولون سرقة الفرح من قلب المعاناة.
أما الأسواق، فتمتلئ قبل العيد بالمتسوقين، عيونهم تلمع توقًا لشراء ما يسعد أطفالهم، أيادٍ ترتجف وهي تعدّ ما تبقى من النقود، وأصوات الباعة تعلو كأنها تقاتل اليأس الذي يزحف على الأرواح.
يحاول الأب أن يحقق لأطفاله شيئًا من أحلامهم البسيطة، تبحث الأم في الأسواق عن أرخص الأثواب وأكثرها بهاءً، يقتني الفقير المستور، ويحلم المحتاج بالمزيد، لكنه لا يجرؤ على البوح.
في الأحياء القديمة، تُسمع تكبيرات العيد تنساب من المآذن، تعبق الأرواح بنشوة الفرحة رغم أن الجيوب خاوية. ترى الأطفال بملابسهم الجديدة يركضون من بيتٍ إلى آخر، يحملون بين أيديهم العيدية، تغمرهم السعادة كأنهم ورثوا كنوز الدنيا.
الشيوخ يجلسون أمام أبواب المنازل، يتبادلون التهاني، ويدعون الله أن يُبدّل الحال، أن يُعيد للعيد بهجته الكاملة، أن ينقشع غبار الحرب، أن تتلاشى أشباح الجوع والخوف، أن تعود الأيام التي كان فيها العيد عيدًا حقيقيًا لا يشوبه ألم، لا ينغّصه فقر، ولا يعكره صوت المدافع.
لكن، رغم كل هذا، يظل العيد في اليمن فسحةً من الزمن يهرب فيها الناس من واقعهم المرير، يتناقلون التهاني، يزورون المقابر، يتذكرون موتاهم وشهداءهم، ويفتحون دفاتر الذكريات.
إنهم يعيشون الفرحة كما لو أنهم يقاتلون الحزن، يرفعون رايات البهجة وسط ركام المعاناة، يضحكون في وجه الألم، ويصرّون على الحياة رغم كل ما يهددها.
هكذا هو العيد في اليمن: فرحٌ مكابر، وابتسامةٌ تُرفع كسلاحٍ في وجه البؤس، وقناديلُ تضيء سماءً سوداء، ولحظة نصرٍ عابرة على جبروت المعاناة، لكنه يظل فرحًا مؤقتًا، في بلدٍ صار العيد فيه فرصةً لالتقاط الأنفاس قبل أن يعود الواقع ليُطبق على الأرواح من جديد.
شاهد العيد في اليمن
كانت هذه تفاصيل العيد في اليمن نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الانباء اونلاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.