كتب الشروق أونلاين الحلقة السّادسة والعشرون الأخيرة: موقفنا من محمد شحرور!..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد لقيت في رمضان أحد الشيوخ ممن لهم قدم راسخة في اللغة العربية. تجاذبنا أطراف القول حتى جرّنا الحديث إلى محمد شحرور. أخبرني أنه قرأ بعضا مما كتب شحرور، وعبر لي عن خيبة أمله في المقروء وكاتبه، وأن ما كتبه لا يستحق القراءة ولا عناء الرد! قلت له إن ما... , نشر في السبت 2025/03/29 الساعة 04:48 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
لقيت في رمضان أحد الشيوخ ممن لهم قدم راسخة في اللغة العربية. تجاذبنا أطراف القول حتى جرّنا الحديث إلى محمد شحرور. أخبرني أنه قرأ بعضا مما كتب شحرور، وعبر لي عن خيبة أمله في المقروء وكاتبه، وأن ما كتبه لا يستحق القراءة ولا عناء الرد! قلت له إن ما ذكرت يلخص مشكلة شحرور كلها! فهو من أضعف الحداثيين طرحا: لغة ومنهجية وأفكارا، لكنه في الوقت ذاته أقواهم تأثيرا. والرد عليه من الصعوبة بمكان، لأن من يرد عليه يضطر إلى النزول إلى مستواه فيضعف مثل ضعفه ويتعاطى بالترهات مثل تعاطيه. والأمر يشبه أن يرميك أحد بالبذيء من القول، فإما أن تبادله بذاءة ببذاء فتشبهه، وإما أن ترد عليه بالسامي من القول فلا تؤثر فيه!
إن الكلام العلمي المنهجي المتزن لن يؤثر في السواد الأعظم من جمهور الشحرور لأنهم لا يقرؤون أصلا لا لشحرور ولا لغيره، بل الغالبية الساحقة يتابعونه عبر القنوات ووسائل التواصل، وأكثرهم يتأثرون به من خلال الأمثلة والسخافات، مما أسميه أنا فكر المتعة دون أن يحيطوا بمنهجيته أو يدركوا مآلات ما يقول، وهذا هو لب المشكلة مع محمد شحرور.
لكننا احتراما لأنفسنا وللقارئ الكريم، فقد تناولنا منهجيا قراءة محمد شحرور من خلال ثلاثة محاور:
الأول: في الإشكاليات المنهجية، وقد استغرقت معظم مقالات الشهر.
الثاني: في المنجز الشحروري، وتناولنا فيه المنجز اللغوي و”فكر المتعة”، وأجلنا دراسة المنجز العقدي والفقهي إلى أجل قريب.
الثالث: في الموقف من محمد شحرور، وهو ما نتناوله في هذه الكلمات.
هل نكفّر محمد شحرور بعدما سردنا قائمة طويلة من هرطقاته في الإيمان بالله والرسل والقرآن والملائكة والسنة النبوية وتحليله للحرام وإنكاره المعلومات من الدين بالضرورة؟!
جوابي السريع بدون تردد هو أن محمد شحرور ليس بحاجة إلى تكفير أحد!
لقد اعتبر محمد شحرور الإسلام الذي يتعبد به المسلمون اليوم هو دين الدولة العباسية ولا علاقة له بالإسلام الذي جاء به محمد –صلـى الله عليه وسلم-، لأن الدين الذي يعرفه المسلمون اليوم قائم حسب رأيه على السنة النبوية والتراث الإسلامي ولم يعد للقرآن الكريم مركزيته “الوحيدة” كما ينبغي في الإسلام الصحيح. هذه هي الدعامة الأولى، والدعامة الثانية هي أن التنزيل الحكيم يفهم وفق مقتضيات كل عصر من العصور، ولا يجوز أن نفهم القرآن إلا وفق مقتضيات عصرنا ولا يجوز لأي شخص كائنا من كان ولو كان النبي –صلـى الله عليه وسلم- أن يشرح لنا القرآن العظيم. ولذلك راح محمد شحرور يقدّم قراءته “المعاصرة” للإسلام وفق هذين المنظورين: الاعتماد فقط على القرآن العظيم دون السنة النبوية ودون التراث الإسلامي، والاعتماد في فهم القرآن العظيم وفق مقتضيات العصر. حتى اللغة العربية أهدرها شحرور وجاء بطريقة جديدة لفهم لغة القرآن الكريم تقوم على الذوق والمنطق، كما شرحنا من قبل وضربنا له أمثلة كثيرة.
إن محمد شحرور يفخر أن الفهم الذي جاء به يختلف جذريا عن دين الدولة العباسية، ويفخر أنه لا ينتمي لدين الدولة العباسية ولا لدين العلماء الذين هم عبدة أوثان حسب رأيه. وبذلك يكون قد كفّر نفسه بنفسه عن دين الدولة العباسية ولم يعد بحاجة إلى تكفير أحد.
يبقى لكل شخص حرية الاختيار بعد ذلك: إما أن يختار دين الدولة العباسية حسب زعم شحرور القائم على كتاب الله وسنة رسوله –صلـى الله عليه وسلم- والتراث الضخم الذي تركه علماء الإسلام، وإما أن يعتمد على “القراءة المعاصرة” لمحمد شحرور! أما الجمع بين الدينين فلا يجوز لا في مذهب محمد شحرور ولا في مذهب دين الدولة العباسية ولا في مذهب أي عاقل. قال الله عز وجل: ((قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)).
صدق الله العظيم
شاهد الحلقة الس ادسة والعشرون
كانت هذه تفاصيل الحلقة السّادسة والعشرون الأخيرة: موقفنا من محمد شحرور! نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الشروق أونلاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.