كتب الشروق أونلاين عودة الحرب على غزة وتلاشي فرص التهدئة..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد الرأي عودة الحرب على غزة وتلاشي فرص التهدئةلؤي صوالحة2025 03 2910غزة، تلك البقعة الصغيرة التي أثبتت للعالم أنها عصية على الانكسار، تعيش اليوم فصولًا دموية جديدة من عدوان... , نشر في الأحد 2025/03/30 الساعة 12:00 ص بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
الرأي
عودة الحرب على غزة وتلاشي فرص التهدئة
لؤي صوالحة
2025/03/29
1
0
غزة، تلك البقعة الصغيرة التي أثبتت للعالم أنها عصية على الانكسار، تعيش اليوم فصولًا دموية جديدة من عدوان الاحتلال، فيما تتلاشى فرص التهدئة المؤقتة التي راوغت بها القوى الدولية. كان الحديث عن هدنة ممكنة يتردد بين العواصم، لكن الاحتلال الإسرائيلي، وكعادته، يواصل تصعيده متجاهلًا أي مساعٍ للسلام، ليُثبت مرة أخرى أنه لا يفهم سوى لغة الحرب والدمار.
منذ بداية العدوان الأخير، تروّج بعض الأطراف الدولية لفكرة “هدنة مؤقتة”، ولكن في الحقيقة، كيف يمكن الحديث عن هدنة مع كيان لا يلتزم بأي اتفاق؟ في كل مرة، تُطرح مبادرات، تُعقد مفاوضات، وتُطلق وعود، ولكن ما إن يتوقف القصف يوما أو يومين، حتى تعود الطائرات والمدافع لتصبّ حممها فوق رؤوس الأبرياء. الفرصة التي يروّج لها البعض بوقف إطلاق النار تتضاءل بسرعة، ليس لأن الفلسطينيين لا يريدون السلام، بل لأن الاحتلال لم يكن يومًا معنيًّا بغير القتل والتهجير. كل مبادرة تطرح، تتبعها مجازر جديدة، ليصبح الفلسطيني العادي مقتنعًا أن لا حل سوى الصمود في وجه المحتل بكل الوسائل الممكنة.
يدّعي الاحتلال أنه يسعى للقضاء على “الخطر”، لكنه في الواقع يمارس الإبادة ضد شعب بأكمله. المنازل تُهدم على ساكنيها، الأطفال يُدفنون تحت الأنقاض، والمشافي التي من المفترض أن تكون ملاذًا آمنًا تتحول إلى ساحات قصف وقتل منهجي. ومع ذلك، ورغم كل هذه الجرائم، غزة لا تركع. الشعب هنا لم يعد يصدّق التصريحات الدبلوماسية ولا المواقف المتخاذلة، فمن يعيش في ظل القصف اليومي يعرف أن الاحتلال لا يعبأ بمؤتمرات ولا بجلسات مجلس الأمن. الفلسطيني تعلَّم أن صموده هو سلاحه، وأن هذه الأرض لن تكون إلا لأصحابها مهما طال العدوان.
قد يسأل البعض: أين الموقف العربي؟ أين المجتمع الدولي؟ والجواب واضح في صمت العواصم الكبرى وتخاذل الأنظمة التي تخشى غضب الاحتلال أكثر مما تخشى دماء الأبرياء. شعوبنا العربية تهتف لفلسطين، ولكن القرار لم يعد بيد الشعوب، بل بيد من فضّلوا المصالح الدبلوماسية على دماء الأطفال. أما العالم الغربي، فهو نفسه الذي يتحدث عن حقوق الإنسان والديمقراطية، لكنه يعجز عن إدانة جرائم الاحتلال بوضوح، ويمضي في دعمه السياسي والعسكري لكيان يمارس أبشع أنواع الإرهاب المنظم.
الحرب على غزة ليست مجرّد معركة عابرة أو جولة تنتهي بوقف إطلاق نار هشّ، بل هي فصلٌ جديد من فصول صراع طويل يخوضه الفلسطيني من أجل البقاء. الاحتلال يريد تحويل غزة إلى بقعة غير صالحة للحياة، يريد تهجير أهلها، يريد أن يكسر إرادتهم، لكنه يفشل في كل مرة، لأن غزة ليست مجرد مدينة، بل رمز للصمود الفلسطيني. الحصار المستمر منذ أكثر من 17 عامًا لم ينجح في تركيعها، والاعتداءات المتكررة لم تمحُ روح المقاومة من قلوب أبنائها.
في كل عدوان، يُقتل المئات، يُصاب الآلاف، تُدمّر المنازل، لكن رغم كل ذلك، تبقى غزة واقفة. العائلات التي تفقد أحباءها لا تبكي طويلًا، بل تعود لتكمل طريقها، لأنهم يعلمون أن الحياة تحت الاحتلال تعني الموت البطيء، والمقاومة هي السبيل الوحيد لانتزاع الحق. جيل بعد جيل، يترسخ في وجدان الفلسطيني أن الاحتلال لا يفهم سوى لغة القوة، وأن هذا الصراع لن ينتهي إلا بزواله.
الأصوات التي تطالب بالحلول السياسية والتهدئة الدائمة تتجاهل حقيقة أن الاحتلال لم يكن يومًا معنيًّا بالتعايش السلمي. كلما سنحت له الفرصة، يستبيح الدم الفلسطيني بلا تردد. يقتل الأطفال في نومهم، يقصف المدارس والمستشفيات، ويدمّر البنى التحتية، ثم يأتي متحدثوه ليبرروا جرائمه تحت ذرائع واهية. الفلسطينيون لا يحتاجون إلى بيانات شجب ولا إلى دعوات للتهدئة، بل يحتاجون إلى دعم حقيقي، إلى موقف دولي يفرض على الاحتلال التوقف عن جرائمه، إلى قوة تحميهم من آلة الحرب التي لا ترحم.
ورغم هذا الواقع الدموي، تظل غزة حيّة. قد تسقط المباني، وقد تُمحى أحياء بأكملها، لكن روح غزة لا تُكسر. هذه المدينة التي قاومت الاحتلال مرارًا وتكرارًا، ستواصل طريقها حتى التحرير. الاحتلال يملك الطائرات والدبابات، لكنه لا يملك ما لدى أهل غزة: الإرادة. والفرق بين القاتل والضحية، بين المحتل وصاحب الأرض، هو أن الأول يقاتل دفاعًا عن احتلاله، أما الثاني فيقاوم من أجل حريته.
اليوم، ونحن نرى الحرب تعود بكل عنفها، نقول بصوت واحد: لن نترك غزة وحدها. من رحم الدمار، يولد الأمل، ومن بين الأنقاض، يخرج شعبٌ لا يعرف الهزيمة. قد تتلاشى فرص التهدئة، وقد يستمر الاحتلال في عدوانه، لكن غزة ستبقى. فلسطين ستبقى. هذه الأرض ليست للبيع، ودماء الشهداء لن تذهب هدرًا. الاحتلال زائل مهما طال الزمن، والمقاومة باقية، لأنها ليست مجرد خيار، بل قدر لا مفر منه حتى التحرير.
رغم كل هذه الجرائم، غزة لا تركع. الشعب هنا لم يعد يصدّق التصريحات الدبلوماسية ولا المواقف المتخاذلة، فمن يعيش في ظل القصف اليومي يعرف أن الاحتلال لا يعبأ بمؤتمرات ولا بجلسات مجلس الأمن. الفلسطيني تعلَّم أن صموده هو سلاحه، وأن هذه الأرض لن تكون إلا لأصحابها مهما طال العدوان.
شارك المقال
شاهد عودة الحرب على غزة وتلاشي فرص
كانت هذه تفاصيل عودة الحرب على غزة وتلاشي فرص التهدئة نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الشروق أونلاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.