كتب جريدة الاتحاد الذكاء الاصطناعي والوهم التكنولوجي..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد كلما سألني أحدهم laquo;ماذا عن الذكاء الاصطناعي؟ raquo;، أرد بنبرة متحمسة laquo;مرحباً بكم في عقد التكنولوجيا المتوسطة! raquo;.لست معاديةً للتكنولوجيا على الإطلاق. بل على العكس، أنا أستخدم التكنولوجيا الجديدة، ولذا أستطيع تمييز متى تكون... , نشر في الخميس 2025/04/03 الساعة 10:35 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
-كلما سألني أحدهم: «ماذا عن الذكاء الاصطناعي؟»، أرد بنبرة متحمسة: «مرحباً بكم في عقد التكنولوجيا المتوسطة!».لست معاديةً للتكنولوجيا على الإطلاق. بل على العكس، أنا أستخدم التكنولوجيا الجديدة، ولذا أستطيع تمييز متى تكون «عادية» أو «متوسطة».نادراً ما يكون الأكاديميون بديلاً جيداً للعمال العاديين. لكن ثورة التكنولوجيا المتوسطة تمثل استثناء. لقد بدأت معنا نحن الأكاديميين أولاً. بعض هذه الابتكارات نشأت من داخل الأوساط الأكاديمية، وهي أبحاث واختراعات علمية قد تسهم في تحسين المجتمع. لكن ما شهدناه حتى الآن في الأوساط الأكاديمية يوضح أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف مجالات العمل والحياة أصبحت سخيفة بسرعة. في معظم الأحيان، لا نستخدم الذكاء الاصطناعي لإنقاذ الأرواح بطرق أسرع وأفضل، بل نستخدمه لإجراء تحسينات متواضعة، مثل إرسال المزيد من رسائل البريد الإلكتروني. حتى أكثر الأوراق البحثية حماسة حول قدرة الذكاء الاصطناعي على تعزيز العمل الإداري بالكاد تستطيع تقديم شيء أكثر إبهاراً من: «المذكرة التي كانت تستغرق يومين لكتابتها، وستستغرق الآن ساعتين فقط!».والواقع أن أفضل ابتكارات التكنولوجيا المتوسطة تشكل تهديداً؛ ذلك أن الذكاء الاصطناعي هو إحدى التقنيات العديدة التي تَعِد بالتحول من خلال التكرار. في الماضي، وعدت تقنيات الأتمتة الاستهلاكية بتوفير تجارب الدفع السلسة التي تمكن العملاء من تعبئة مشترياتهم بأنفسهم. لكن اتضح أن أتمتة الدفع ما تزال في مرحلة متوسطة، إذ لا يزال أمين الصندوق أكثر كفاءةً في إدارة عمليات الدفع. وبالمثل، وعد التعرف على الوجه، المستند إلى الذكاء الاصطناعي، بجعل التحقق من الهوية في المطارات أسرع وأكثر سلاسة. لكن اعتماد إدارة أمن النقل الأميركية لهذه التقنية (مع استمرار المخاوف بشأن الخصوصية) لم يُحدث ثورةً في تجربة السفر الجوي، ولم يُقلل من طوابير الفحص الأمني. وببساطة، يبدو كل هذا «عادياً» أو «متوسطاً» بالنسبة لي.يطلق الاقتصاديان «دارون عاصم أوغلو» و«باسكوال ريستريبو» على هذه الأنواع من الابتكارات التكنولوجية «التقنيات العادية». إنها تغير بعض الوظائف، وتبدو مثيرةً للحظة، لكنها في النهاية تتحول إلى مجرد ضجيج في الخلفية أو تصبح مزعجة، كما يحدث عندما تضطر إلى تعبئة مشترياتك بنفسك لمدة أسبوعين.يُفترض أن الذكاء الاصطناعي أكثر راديكالية من الأتمتة. يعدنا مليارديرات التكنولوجيا بأن العمال الذين لا يستطيعون أو لا يريدون استخدام الذكاء الاصطناعي سيتخلفون عن الركب. ويعد السياسيون بوضع سياسات تُطلق العنان لقوة الذكاء الاصطناعي للقيام بشيء ما، رغم أن العديد منهم ليس لديهم فكرة واضحة عما سيكون عليه هذا الشيء. أما المستهلكون الذين يعتبرون أنفسَهم من أوائل المتبنين لهذه التقنية، فهم يستفيدون من قدرة الذكاء الاصطناعي التنبؤية، لكنهم في المقابل يتقبلون العديد من الأعطال وضعف الأداء من أجل العيش في المستقبل قبل الآخرين.أما البقية منا، فتستخدم هذه التكنولوجيا الذكية لأغراض أكثر التصاقاً بالحياة؛ فالذكاء الاصطناعي ينشئ خططَ وجبات تتناسب مع احتياجاتنا الغذائية، ويخبرنا متى تكون جداول أعمالنا مزدحمةً للغاية، ويساعدنا في كتابة رسائل بريد إلكتروني لا يريد أحد قراءتها. هذه ليست ثورة، بل مجرد مهام «عادية» أو «متوسطة».بالطبع، إذا تم استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل صحيح، فيمكنه إنقاذ الأرواح. فقد أثبت فائدته في إنتاج بروتوكولات طبية واكتشاف الأنماط في صور الأشعة. لكن الأهم من ذلك، أن هذا النوع من الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى أشخاص يعرفون كيفية استخدامه. فتسريع تفسير صور الأشعة يساعد فقط إذا كان هناك طبيب قادر على التصرف بناءً على هذه التفسيرات. وتحليل البيانات التجريبية بشكل أسرع يزيد الإنتاجية فقط لأولئك الذين لديهم الخبرة والمعرفة الكافية لاستخدام التحليل، والأهم من ذلك، للتحقق من جودته. إن أعظم إمكانيات الذكاء الاصطناعي الثورية تكمن في مساعدة الخبراء على تطبيق خبراتهم بشكل أسرع وأكثر كفاءة. لكن لكي يحدث ذلك، لا بد من وجود خبراء.وهنا تكمن الخطورة الكبرى في الترويج المبالغ فيه للتكنولوجيا المتوسطة؛ فالترويج لا يُحاسب على دقته، بل فقط على مدى جاذبيته. وقد جسّد «مارك كوبان» هذه الفكرة في منشور حديث له على منصة «بلو سكاي»، إذ تخيّل عالَماً مدعوماً بالذكاء الاصطناعي، يستطيع فيه عامل «بلا أي تعليم» استخدام الذكاء الاصطناعي، بينما لا يستطيع العامل الماهر ذلك. في نظر كوبان، سيكون العامل الذي يتبنى الذكاء الاصطناعي ويتعلم كيفية طرح الأسئلة الصحيحة أكثر إنتاجية من العامل الذي لا يفعل ذلك.تكمن المشكلة في أن طرح الأسئلة الصحيحة يتطلب العكس تماماً من انعدام التعليم. لا يمكنك ببساطة تعلم كيفية كتابة استفسار جيد لأحد روبوتات الدردشة الذكية دون أن تكون لديك المعرفة والخبرة والتعرض الكافي لفهم ما تفعله. الحقيقة العلمية واضحة: التعلم عملية بشرية معقدة وغير خطية، ومقاومة للكفاءة المطلقة. الذكاء الاصطناعي لا يمكنه أن يحل محلها.والذكاء الاصطناعي يعدنا بأننا لن نحتاج إلى المؤسسات أو الخبرات؛ فهو لا يسرّع فقط عملية كتابة مراجعة بحثية، بل يزيل أيضاً الحاجة إلى أن يكون الشخص قد قرأ البحث أو فهمه. الهدف النهائي للذكاء الاصطناعي، وفقاً لخبرائه مثل مارك كوبان، هو رفع مهارات العمال وجعلهم أكثر إنتاجية، مع إلغاء الحاجة إلى الدرجات العلمية. بعبارة أخرى، الذكاء الاصطناعي يريد عمالاً يتخذون قرارات بناءً على الخبرة ولكن من دون مؤسسة تنشئ هذه الخبرة أو تصدق عليها. أي أنها خبرة بلا خبراء. لكن هذا الحلم التكنولوجي يتلاشى، ونحن جميعاً نعلم أنه لن ينجح. ومع ذلك فهو يغري الجامعات التي تخشى المخاطرة، ويثير حماس المضاربين الماليين لأنه يعدهم بالتحكم في العملية التعليمية دون تحمل تكلفة كيفي
شاهد الذكاء الاصطناعي والوهم التكنولوجي
كانت هذه تفاصيل الذكاء الاصطناعي والوهم التكنولوجي نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على جريدة الاتحاد ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.