كتب فلسطين أون لاين الشَّغنوبي يروي أهوال النَّجاة من "كواد كابتر" إلى "إصابته البالغة"..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد غزة هدى راغب في غزة، حيث اعتاد أن يقف على حدود الموت والحياة، لم يتخيل توفيق الشغنوبي ابن الـ32 عامًا، أن زيارة سريعة لتأمين منزل أحد أقاربه ستتحول إلى فصل من الرعب، وجريمة مكتملة الأركان ارتكبتها آلة الاحتلال الإسرائيلي في وضح النهار.ففي... , نشر في الأثنين 2025/04/07 الساعة 09:48 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
غزة/ هدى راغب:
في غزة، حيث اعتاد أن يقف على حدود الموت والحياة، لم يتخيل توفيق الشغنوبي ابن الـ32 عامًا، أن زيارة سريعة لتأمين منزل أحد أقاربه ستتحول إلى فصل من الرعب، وجريمة مكتملة الأركان ارتكبتها آلة الاحتلال الإسرائيلي في وضح النهار.
ففي السادس من يوليو من العام الماضي، قرر تلبية طلب أحد أقاربه منه الذهاب برفقة صديقيه إلى حي تل الهوا لتفقد منزلهم لكونهم نازحين إلى جنوب قطاع غزة، غير مدرك أن رحلته تلك ستكون نقطة تحول في حياته.
فور وصولهم إلى المنطقة، حاصرتهم طائرات الاحتلال المسيرة والمسلحة "كواد كابتر" لساعات، التي لم تكتفِ بالمراقبة، بل بدأت بمناورة نفسية قاسية، حيث نادت عليهم بأسمائهم وبأصوات تحاكي نبراتهم، في محاولة لتشويشهم وإرهاق أعصابهم، فلم يكن المشهد مجرد استعراض للقوة، بل كان حربًا نفسية تهدف إلى كسر عزيمتهم، ثم لم تلبث أن أطلقت عليهم النيران محاولة استهدافهم.
يسرد الشغنوبي لصحيفة "فلسطين": "كنت أعاني من إصابة سابقة في ساقي بفعل سقوط من علو، وبسببها حاول صديقيّ إقناعي بالهروب أولهم، لكني رفضت كوننا أتينا سويًا وسنعود كذلك، وتعاهدنا من ينجو يدفن من يستشهد ".
بعد ساعات من الترقب والتوتر، قرر برفقتهما أن يخرجوا من المكان، وتعاهد مع صديقيه أن يدفن الناجي منهما من يُستشهد، ولكن بعد أن ابتعد لمسافة ٣٠ مترًا، باغتتهم طائرة الاحتلال بصاروخٍ أردى صديقيه شهداء، بينما أصابته شظايا متفرقة.
"أمانة يا توفيق بتطلعنا".. دوت هذه الجملة في ذهنه، ورغم إصابته عاد لأجل محاولة إنقاذهما أو دفنهما كما وعد رغم ألمه وجراحه، فلم يستطع توفيق تجاهل صرخات رفاقه، لكن الاحتلال لم يمهله، إذ أطلقت الطائرة صاروخًا آخر أصابه إصابة بالغة.
يتابع الشغنوبي: "بقيت أنزف لساعات على الأرض، أصارع الموت، قبل أن ترسِل قوات الاحتلال كلابًا بوليسية نهشت جسد صديقيّ ثم انقضت عليه، لتضاعف من معاناتي في مشهدٍ مروّع يعكس وحشية لا تعرف الرحمة".
هكذا بقي وحيدًا، مضرجًا بدمائه، يواجه الموت مرات ومرات، لم يكن يتوقع أن ينجو من جحيم الموت الذي حاصره لساعات حتى استطاع عدد من الشبان الوصول إليه، وانتشاله من بركة الدماء التي أحاطته، ونقله على عدة محطات حتى تمكنوا من الوصول به إلى مستشفى المعمداني.
حاول الأطباء هناك مرارًا إنقاذه بعدما وصلوا إليه بحالة يرثى لها، وبعد أن انتهى الطبيب من محاولته الأخيرة بالتنفس الصناعي ولم يجد أمل في نجاته أخبر من معه "توفيق على التكفين"، ثم صلوا عليه ونقلوه إلى المقبرة لدفنه، فتحركت قدمه فصدم أهله ونقل مرة أخرى للمستشفى.
ويكمل الشغنوبي: "أجرى الأطباء عملية استكشافية وعلى أثرها تم استئصال كلية واحدة، والطحال وجزء من القولون والأمعاء، وكسور في قدميه، فكان ما يقارب ١٥٠ شظية في جسدي، واحتجت إلى ١٢ وحدة دم".
خمسة أيام قضاها توفيق في المستشفى، وهو يصارع إصابته البالغة، قبل أن تقتحم قوات الاحتلال الإسرائيلي المستشفى، ما دفع شقيقه إلى حمله على سرير المرض، هاربًا به خوفًا من أن يتم إعدامه داخل المستشفى كما حدث مع جرحى آخرين.
فلم يكن خروجه يعني النجاة، بل كان بداية فصل آخر من المعاناة، إذ لم يكن المنزل مكانًا مناسبًا لتلقي العلاج، بدأ جسده يضعف، وبدأت يده المصابة بالتعفن شيئًا فشيئًا، حتى بات الألم لا يُطاق.
بصعوبة، وبعد صراع مع الظروف، نُقل إلى مستشفى الإندونيسي، حيث لم يكن أمام الأطباء سوى خيار واحد بتر اليد اليمنى بالكامل من الكتف، لتنتهي معاناة الجرح، وتبدأ معاناة أخرى.
ويشير الشغنوبي إلى أنه كان شابًا رياضيًا، يمارس رياضة رفع الأثقال في النادي، وكانت الرياضة جزءًا لا يتجزأ من حياته، اليوم، يواجه صعوبة في التأقلم مع حالته الجديدة، وهو الذي اعتاد أن يكون جسده مصدر قوته. لا تقتصر معاناته على فقدان يده، بل تمتد إلى حاجته اليومية للمضادات الحيوية والمسكنات، وسط ظروف معيشية قاسية تزيد من حجم الألم، وعدم توفر الأدوية في ظل استمرار إغلاق الاحتلال للمعابر.
فتوفيق واحد من آلاف الجرحى الذين لم يكتفِ الاحتلال بحرمانهم من أهلهم وأصدقائهم، بل سرق منهم أجسادهم وأحلامهم، ليبقى الجرح شاهدًا على وحشية لا تزال مستمرة.
المصدر / فلسطين لأون لاين
شاهد الش غنوبي يروي أهوال الن جاة
كانت هذه تفاصيل الشَّغنوبي يروي أهوال النَّجاة من "كواد كابتر" إلى "إصابته البالغة" نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على فلسطين أون لاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.