كتب وكالة وطن للأنباء دعوا العراق ينهض: قراءة في تجربة السوداني الحكومية..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد كتب رياض الفرطوسي على مدى سنواتٍ طويلة، ظلَّ العراق يتقلَّب بين أزماتٍ متلاحقة، تتقاذفه أمواج السياسة العاتية، وتطوّقه تحدياتٌ أمنية واقتصادية تكاد تُطبق على أنفاسه. لكنَّ التاريخَ، في محطاتٍ قليلة، يُتيح للأمم فرصةً للنهوض، ولعلَّ العراق يقف... , نشر في الثلاثاء 2025/04/08 الساعة 11:48 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
كتب رياض الفرطوسي
على مدى سنواتٍ طويلة، ظلَّ العراق يتقلَّب بين أزماتٍ متلاحقة، تتقاذفه أمواج السياسة العاتية، وتطوّقه تحدياتٌ أمنية واقتصادية تكاد تُطبق على أنفاسه. لكنَّ التاريخَ، في محطاتٍ قليلة، يُتيح للأمم فرصةً للنهوض، ولعلَّ العراق يقف اليوم أمام واحدةٍ من تلك اللحظات.
منذ توليه السلطة، خطا رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خطواتٍ لم تكن مألوفة في المشهد السياسي العراقي، فبينما سبقه كثيرون بوعودٍ متكررة، جاء هو ليقدم أفعالًا تتحدث قبل أن يتحدث هو نفسه. ورغم أنَّ في السياسة خصوماً، ورغم أنَّ النجاحَ قد يكون مريراً للبعض، إلا أنَّ الإنصاف يقتضي أن نرى الحقيقة دون تشويهها، وأن نحكم على الوقائع لا على الأسماء.
مشاريع البنى التحتية التي أطلقها السوداني لم تعد مجرد مخططاتٍ على الورق، بل صارت واقعاً يعيشه الناس، فمن شوارع بغداد المكتظة التي بدأت تتنفس عبر جسورٍ طال انتظارها، إلى مشاريع الإسكان التي، رغم ما أُثير حولها من جدل، تُشكل بادرةً لحل أزمة السكن المستفحلة. لم يُسقط السوداني منظومة الفساد بضربةٍ واحدة، فهذا داءٌ متجذِّر، لكنه فعل ما هو أخطر على الفاسدين: زرع الخوف في قلوبهم. لأول مرة منذ سنوات، يشعر كبار الفاسدين أنَّ مراكزهم مهددة، وأنَّ الإفلات من العقاب لم يعد مسألةً مضمونة. ملفاتُ غسيل الأموال التي كانت تُدار في الظلام، باتت اليوم تحت المجهر، وهذا وحده، إنجازٌ يُحسب له.
لطالما كانت بغداد مدينةً تنام على القلق وتصحو على الخوف، لكن في عهد السوداني، تغيَّر المشهدُ تدريجياً. المهرجانات الفنية، والفعاليات الثقافية، وعودة السياح إلى شوارع العاصمة لياليها، ليست مجرد تفاصيل ثانوية، بل مؤشراتٌ على استعادة الأمن والاستقرار. انفتاح العراق على محيطه لم يكن وليدَ المصادفة، بل جاء ضمن رؤيةٍ سياسيةٍ واعية، فالعلاقات مع دول الجوار لم تعد قائمةً على المجاملات، بل على المصالح المتبادلة، والاستفادة من التحولات الإقليمية والدولية في تعزيز مكانة العراق.
من السيطرة على سعر الصرف، إلى مكافحة جشع المضاربين، وحتى تحسين واقع البطاقة التموينية، كلها مؤشراتٌ على أنَّ هناك إرادةً فعلية لوضع الاقتصاد على المسار الصحيح. أزمة الرواتب في إقليم كردستان، التي طالما كانت عقدةً سياسية، وجدت طريقها إلى الحل عبر آليةٍ تضمن عدالة التوزيع. في بلدٍ يعاني ملايين المواطنين من الفقر، جاءت مبادرات الرعاية الاجتماعية لتكون طوق نجاةٍ للفئات الهشة. مرتبات الفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة والمطلقات والأرامل لم تعد مجرد وعودٍ انتخابية، بل واقعاً ملموساً.
ولعل أحد أبرز مؤشرات التحول التي يشهدها العراق اليوم هو تزايد اهتمام المغتربين العراقيين بالعودة إلى وطنهم، وهو أمر لم يكن مطروحاً بجدية لسنواتٍ طويلة. فقد بدأت أعداد متزايدة من العراقيين في الخارج بالتفكير في شراء عقارات داخل البلاد، خاصةً في المجمعات السكنية الحديثة التي توفر بيئةً مناسبة للعيش. هذا التوجه يعكس ليس فقط تحسناً في الأوضاع الأمنية والاقتصادية، بل أيضاً شعوراً متنامياً بالثقة في المستقبل. أن يعود المغتربون إلى وطنهم، أو على الأقل أن يخططوا لذلك، هو بحد ذاته شهادة على نجاح التجربة الحالية، وعلى أن العراق لم يعد مجرد محطة للرحيل، بل بات وجهةً للعودة.
هل التشكّك بمنجزات الحكومة والتسقيط السياسي مشروع في هذا التوقيت، وسط التوترات الإقليمية والضغوط الدولية؟ أليس الدفع باتجاه إسقاط هذه التجربة السياسية في هذا الظرف تحديداً أقرب إلى مغامرة قد تجر البلاد إلى فوضى جديد
شاهد دعوا العراق ينهض قراءة في تجربة
كانت هذه تفاصيل دعوا العراق ينهض: قراءة في تجربة السوداني الحكومية نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على وكالة وطن للأنباء ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.