كتب الجزيرة مباشر هل تنفجر عناقيد الغضب في أمريكا؟!..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد مقالاتهل تنفجر عناقيد الغضب في أمريكا؟!د. سليمان صالحاستاذ الإعلام بجامعة القاهرة12 4 2025رواية عناقيد الغضب منصات التواصل وظيفة الأدب أن يحذر وينذر ويحفز الإنسانية، لتدافع عن حقها في الحياة والوجود، والشعوب تحتاج إلى الاستماع لأدبائها عندما... , نشر في السبت 2025/04/12 الساعة 06:07 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
مقالاتهل تنفجر عناقيد الغضب في أمريكا؟!د. سليمان صالحاستاذ الإعلام بجامعة القاهرة12/4/2025رواية عناقيد الغضب (منصات التواصل)وظيفة الأدب أن يحذر وينذر ويحفز الإنسانية، لتدافع عن حقها في الحياة والوجود، والشعوب تحتاج إلى الاستماع لأدبائها عندما تتوالى الخطوب، ويعم الظلم الذي يتحول إلى موت وخراب وكراهية، لذلك يجب أن يقرأ الأمريكيون رواية “عناقيد الغضب” التي كتبها جون شتاينبك خلال فترة الكساد الكبير، فالأحداث تنذر بأن كسادا كبيرا قادما يحتاج إلى قلوب الأدباء لمواجهته، وليس إلى أرقام المحاسبين وخطط الاقتصاديين وجشع المقاولين والتجار.
المستقبل ودلالات العنوان
تعد رواية عناقيد الغضب أهم ما أنتجه الأديب الأمريكي جون شتاينبك، وقد استخدم عنوانها ليحمل دلالات تاريخية ودينية وسياسية، ويلخص رسالته للرأسمالية العالمية، فالظلم الاجتماعي سيفجر الغضب، ومعاناة الفقراء المظلومين ودموعهم وأحزانهم ستدمر يوما الواقع العالمي.
حصل شتاينبك على عنوان روايته من سفر الرؤيا في الإنجيل الذي يصور الغضب الإلهي، وهو ينزل العقاب على الظالمين الذين يدوسون بأقدامهم على عناقيد العنب في المعصرة، حتى يفيض منها الدم.
اقرأ أيضا
list of 4 itemslist 2 of 4الوزير.. وقتيل التعنيف
list 3 of 4فتوى القرضاوي الصادمة التي لم أجرؤ على تنفيذها
list 4 of 4نصرة فلسطين بين الدين والسياسة
end of list
ويشير العنوان إلى الغضب المتراكم في صدور الفقراء والمظلومين بسبب الفقر والطرد من الأرض، واستغلال أصحاب رؤوس الأموال، والغضب هو الشرارة التي تسبق الانفجار الاجتماعي، لذلك يقول شتاينبك: في أرواح الناس تتكون عناقيد الغضب وتنضج وتوشك أن تقطف، ويشير بذلك إلى أن صبر الفقراء لن يدوم، فالظلم الاجتماعي يولد غضبا جمعيا يؤدي إلى الانفجار أو الثورة.
ويشير العنوان إلى أن ما يحدث في أمريكا ليس مجرد أزمة اقتصادية، ولكنها جريمة اجتماعية ستولد غضبا اجتماعيا واسعا، لذلك يحذر شتاينبك من تجاهل أصوات المظلومين، فغضبهم سيتحول إلى انفجار اجتماعي قادم، وترمز عناقيد العنب إلى الشرور التي تراكمت، بينما يرمز دوسها في المعصرة إلى لحظة العقاب الإلهي والانتقام من الظالمين، ومن الشر الكامن في النظام الاقتصادي الأمريكي، ولحظة الحصاد هي الانفجار والثورة.
الوحش الرأسمالي الخرافي
أبدع جون شتاينبك في تصوير البنك كرمز للشر والسلطة التي تتحكم في مصائر البشر، فعندما يأتي موظف البنك لطرد العائلة من أرضها يقول: أنا فقط أؤدي وظيفتي، فالبنك هو الذي يريد الأرض، وحين تسأله الأسرة من هو البنك؟ يجيب: لا أحد يعرف بالضبط. البنك ليس إنسانا. إنه شيء لا يمكن لمسه، ولا يمكن رؤيته، إنه مثل وحش يحتاج إلى أن يطعم.
البنك كائن خرافي أشبه بالتنين أو الوحش، يضم موظفين لا يشعرون ولا يفكرون في تأثير أعمالهم على البشر، فالمزارع يتم طرده من أرضه، لأن المنطق الاقتصادي يتطلب ذلك، وهذا أسوأ من الظلم الشخصي، لأنه ظلم بارد لا صاحب له، ولا يستجيب للرحمة، فبوساطة البنوك استعمرت الولايات المتحدة مواطنيها الفقراء، وبأدوات السوق والجرارات سلبت أراضي الفلاحين، وطردتهم منها بأوامر البنك لا بالرصاص، وبذلك يربط شتاينبك بين الاستعمار الخارجي والرأسمالية، فكلاهما يسلب الإنسان وطنه وأمنه وكرامته.
الرمز المركزي في نقد الرأسمالية
البنك في رؤية شتاينبك ليس مجرد مؤسسة مالية، ولكنه رمز لقوة المال غير الأخلاقية، وهي قوة استخدمتها الرأسمالية في فرض ظلمها، وهو يستخدم هذا الرمز لتصوير كيف تحولت المؤسسات في النظم الرأسمالية إلى قوة غير مرئية وغير مسؤولة، تمزق حياة الناس بالمنطق الاقتصادي دون أن يجرؤ أحد على محاسبتها.
كما حول شتاينبك البنك إلى رمز للعنف الرأسمالي، فهو يتغذى على معاناة الفقراء والمهمشين، ويمثل قوة اقتصادية غير مرئية منفصلة عن الأخلاق، لذلك هناك حالة انفصال بين الإنسان والرأسمالية، فطرد العائلة من أرضها لا يتم بوساطة عدو خارجي، بل من خلال منطق السوق الذي يجعل الإنسان يشعر بالعجز أمام منظومة تسحق كرامته الإنسانية.
إن البنك يقوم بعملية استعمار داخلي، حيث يقوم بتهميش الفلاح الأمريكي، وتجريده من أرضه تماما كما تفعل القوى الاستعمارية في البلاد التي تسيطر عليها، وهو يعمل لتحقيق الأرباح على حساب حياة الناس وكرامتهم.
يسقط الإنسان أمام الجرار!!
هل يختلف الإنسان الذي يسقط أمام الجرار الزراعي الذي أرسله البنك، ليقتلع الأرض من أهلها عن ذلك الإنسان الذي استولت القوى الاستعمارية على أرضه بالدبابة والصاروخ والمدفع؟ يصور شتاينبك الجرار كامتداد معدني للبنك، وهو جسد معدني بارد يدوس التربة، ويدمر الرابط التاريخي بين الإنسان وأرضه، فالبنوك ترسل جراراتها لتستولي على الأرض، كما ترسل القوى الاستعمارية دباباتها وصواريخها. الجرار في رواية شتاينبك لا يزرع بل يدمر، ولا يخدم الإنسان بل يقهره ويسلبه أرضه.
هكذا تم فصل التقدم التكنولوجي عن الإنسانية والأخلاق، فالآلة التي كان يمكن أن تسهم في رفاهية الإنسان، تحولت إلى وسيلة لنزعه من أرضه وقهره وتهجيره قسريا، فالاقتصاد الرأسمالي لا يعترف إلا بالربح، لذلك لا يرى في الأرض سوى وسيلة للاستثمار، وهكذا أنتجت الرأسمالية أدوات عنف سياسي واجتماعي، لا تعترف بالعلاقة بين الإنسان وأرضه.
استخدم شتاينبك الجرار كرمز للآلة التي تستخدمها الرأسمالية والاستعمار لاقتلاع الروح من الأرض، فالرأسمالية نظام لا ينتج الظلم فقط، ولكنه ينزع المعنى من الوجود الإنساني، فالأسرة التي أرغمتها الرأسمالية على الهجرة من أرضها تتحلل روحيا ومعنويا، وتفقد الهوية والانتماء في عالم لا يعترف إلا بالقيمة المادية.
يطرح شتاينبك سؤالا مهما: ما معنى أن تكون إنسانا في عالم تدار فيه القيم والعلاقات بوساطة مؤسسات غير مرئية بلا ضمير ولا ذاكرة؟ وما معنى أن يتحول الإنسان من فاعل في العالم إلى ضحية؟ وأن يتم حرمانه من المعنى وال
شاهد هل تنفجر عناقيد الغضب في أمريكا
كانت هذه تفاصيل هل تنفجر عناقيد الغضب في أمريكا؟! نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الجزيرة مباشر ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.