كتب الشروق أونلاين هل لدينا أصدقاء؟..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد الرأي هل لدينا أصدقاء؟عبد العزيز تويقر2025 04 1210عبر مسار التاريخ، حفر سيل الأحداث ممرات واضحة للحرية، وأفرز الشعوب، فرز لم يكن على أساس العرق ولا اللون ولا التواجد... , نشر في السبت 2025/04/12 الساعة 10:18 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
الرأي
هل لدينا أصدقاء؟
عبد العزيز تويقر
2025/04/12
1
0
عبر مسار التاريخ، حفر سيل الأحداث ممرات واضحة للحرية، وأفرز الشعوب، فرز لم يكن على أساس العرق ولا اللون ولا التواجد الجغرافي، لكنه قدّم لنا نموذجين من البشر: محاربون وقاعدون. محاربون يرفضون الرق والعبودية، وقاعدون يقبلون الرضوخ للآخر، بشكل مباشر أو غير مباشر. والجزائر لم تكن يوما بلدا خانعا خاضعا، كانت محل أطماع كل القوى التي ظهرت في حاضنة المتوسط، لكنها، وعبر ذلك المسار الثوري المغروس في تربتها والذي يزهر وينمو بعد كل خريف مثلما ينمو “العنصل والبرواق”، وضعت نفسها في مقدمة الدول والشعوب الحرة، لم يكن أمامها غير تقديم الملايين من الشهداء، فكانت هذه الأرض من البقع القليلة في العالم التي سجَّل لها التاريخ أنها سقت تربتها بالدم الأحمر القاني؛ دم الشهداء.
بعد الاستقلال، الذي انتزعناه انتزاعا، بسطت الجزائر برنوسها أمام الجميع، جيران، وإخوة في الدين، وفي المصير المشترك، وإخوة في القارة التي أنهكها الغزو الاستعماري، فكانت مكة الثوار، وبوصلة التحرر، الدولة الوحيدة التي وضعت مواردها في خدمة دول الجوار وفي خدمة القارة الإفريقية وكل الحركات الثورية، وقادت بلدانها نحو الانعتاق، الجزائر التي أطلقت ثورة حررت شعوبا قبل أن تتحرر بها، اعتبرت على الدوام صديق المستضعفين، فهل كان لنا فعلا أصدقاء؟
الصداقات التي تتحول إلى مِنن، بعد كل حادث عارض، لا يمكن البناء عليها ولا الاعتماد عليها، فهي باب من أبواب الابتزاز، تظهر مكنونات حامليه في كل هزة خفيفة، فينطلق بوق الدعاية والمِراء، رافعا عقيرته بما قدَّم، ولم يقدِّم، متخطيا ما أخذ وكيف أخذ.. أخذٌ لم يتوقف منذ أكثر من ستين سنة. سبّ بعض السفهاء في مصر والمغرب شهداءنا، وتغاضينا على كثير من التفاهات التي يحاول البعض تمريرها، لم نقل يوما أن من كان يمرّر لنا السلاح -ولا يعطينا- كان يأخذ ضريبة على ذلك من البضاعة ذاتها. ثورتنا كانت في مواجهة الغدر منذ الوهلة الأولى التي وطئت فيها أقدام الأنجاس الفرنسيس هذه الأرض الطاهرة، وكانت سيوف الغدر والخيانة في ظهر الأمير تُغرز يوما بعد يوم من قبل الجار، جار لم يراعِ حرمة ولا واجبا دينيا وهو يرفع السلاح في وجهنا بعد الاستقلال مباشرة، فمتى كان لنا أصدقاء؟
اتَّخذ المجاهدون عمق الصحراء والساحل “مالي” خاصة من أجل تمرير السلاح ودعم المجاهدين في الداخل، ولم تكن الجزائر يوما ناكرة للجميل، فآوت بعد استقلالها النخب المالية وردّت صاع الخير صاعين، فتحت الجامعات أمام الجيران، قدّمت المساعدات العينية، مسحت الديون، آوت أكثر من 200 ألف لاجئ من هذا البلد وحده، وأوقفت حروبا أهلية في ثلاث مرات به، والنتيجة استفزاز على الحدود، بمساعدة مرتزقة تحميهم دولة صديقة. فهل لنا فعلا أصدقاء؟
بيان الطغمة الحاكمة في مالي وتوابعها في النيجر وبوركينا فاسو، بُث في كل القنوات واتخذت منه مادة إعلامية دعائية، ولكن بيان الجيش الجزائري، الذي وضع النقاط على الحروف وحدد بدقة ملابسات الحادث، والذي لم تقدِّم جهة أخرى ما يخالفه، طمِس وخلت شاشات الأصدقاء منه كما خلت منابر الذين يتشدقون بالرأي والرأي الآخر من ذكره. فهل لدينا أصدقاء؟
لقد كُشفت الأحجار الثابتة في مسار السيل وجرفت الصداقات الزائفة، وحدها المصالح التي تبني العلاقات الدولية، والقدرات المحلية المادية والبشرية، أما مفاهيم الصداقات في العلاقات الدولية، فلم يعد لها مكان إلا في الكتب والخطب، والأصدقاء هم فقط أولئك الذين تأخذ منهم بقدر ما يأخذون منك. فهل ما زال بين ظهرانينا بعض الأصدقاء؟
شارك المقال
شاهد هل لدينا أصدقاء
كانت هذه تفاصيل هل لدينا أصدقاء؟ نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الشروق أونلاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.