«السيلفي» الأخير مع «صداكا».. اخبار عربية

نبض الجزائر - الجزائر تايمز


«السيلفي» الأخير مع «صداكا»


كتب الجزائر تايمز «السيلفي» الأخير مع «صداكا»..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد لم أفاجأ تماما بموجة العنصرية ضد إخواننا المهاجرين من بلدان الساحل، التي انطلقت على الوسائط الاجتماعية، والتي شارك فيها بعض من يحسبون على الفئة المثقفة من الجزائريين، تم فيها تعميم المنطق الحاضر داخل الوسائط الاجتماعية على laquo;النقاش raquo;... , نشر في الأثنين 2025/04/14 الساعة 02:45 ص بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .

لم أفاجأ تماما بموجة العنصرية ضد إخواننا المهاجرين من بلدان الساحل، التي انطلقت على الوسائط الاجتماعية، والتي شارك فيها بعض من يحسبون على الفئة المثقفة من الجزائريين، تم فيها تعميم المنطق الحاضر داخل الوسائط الاجتماعية على «النقاش» العام في الجزائر، بكم التفاهات المعروف عنه، غاب فيه التحليل الرصين الذي كان يمكن ان ينّور الرأي العام الجزائري، الذي استمر تحت سيطرة نوع من «المحللين» و»المختصين» الدائمين، الذين يفتون دون من علم ولا خبرة، قوتهم الوحيدة تكمن في ذلك القبول الذي يتمتعون به لدى صاحب القرار السياسي والإعلامي، يسمح لهم باحتكار الوصول إلى البرامج الإذاعية والتلفزيونية بشكل دائم، يجعلهم يعيثون فسادا في الأرض، كما يظهر مع أحد «المحللين -الموظفين» من أصحاب الخبرات المتعددة – كل حصة يقدم نفسه بتخصص علمي جديد – وقد تفوه في المدة الأخيرة بأشياء غير مقبولة حول قبيلة «الهوسا» (حوالي مئة مليون) تعيش على تراب العديد من دول الساحل وشمال افريقيا، ربطها بصفات يفترض أن تحيله إلى المحاكم مباشرة، تسيئ بشكل واضح لعلاقات الجزائر مع دول كثيرة من بينها نيجيريا، التي تحافظ معها على علاقات استراتيجية ومتينة من كل نوع، ليس أقلها مشروع أنبوب الغاز الذي يمر عبر أراضي قبيلة الهوسا في نيجيريا قبل النيجر.لم أفاجأ في الوقت نفسه بموجة الرفض لهذه الآراء العنصرية، التي ظهرت على الوسائط الاجتماعية نفسها، بين الكثير من الجزائريين، لأنني مقتنع من جهة أخرى بأن كل المجتمعات مهما كانت، تتوفر على خزان عنصري، يمكن أن يطفو على السطح، إذا توفرت بعض الشروط، كما هي حاضرة حاليا في الجزائر.. بعد انفجار الأزمة في دول الساحل واندلاع الصراع مع دولة مالي، نتيجة إسقاط الطائرة المسيرة المالية، من صنع تركيا التي تعمل على التموقع داخل المنطقة، في ظرف دولي وإقليمي مضطرب ومتحرك، تقول الرواية الجزائرية الرسمية أنها اخترقت مرتين المجال الجوي الجزائري.

على خلفية التحولات الفكرية والسياسية التي يعيشها العالم، والجزائر التي زاد فيها منسوب الأفكار اليمينية والشعبوية، كما ظهرت بكل صلافة بمناسبة هذه الموجة العنصرية، التي نلاحظها على صفحات الوسائط الاجتماعية في الجزائر، ضد أبناء الساحل الموجودين على التراب الوطني منذ سنوات، في غياب شبه كامل لأي مقاربة جدية للتعامل مع هذه الظاهرة التي تعاملنا معها، وكأنها حالة طارئة ومؤقتة، عكس ما تقول الوقائع على الأرض وهي تخبرنا بأنها تتميز باستدامة كبيرة، لن يتأكد منها البعض إلا إذا شاهد بالعين المجردة «صداكا» – كما يسمي المواطن الجزائري الطفل المهاجر من أبناء الساحل وهو يطالب بالتصدق المالي عليه – يتزوج وينجب على أرض الجزائر، هو الذي دخلها طفلا صغيرا منذ سنوات، لنكون أمام أبناء الجيل الثاني من هذه الهجرة الافريقية على الأراضي الجزائرية. هذا الشاب الذي تحول إلى جزء أساسي من المشهد الاجتماعي في شوارع مدننا الجزائرية منذ سنوات، لم نمكنه رغم ذلك من أي تأهيل أو تكوين كان يمكن ان يدمجه كيد عاملة داخل الآلة الاقتصادية الوطنية – تعلم اللغتين الدارجة والأمازيغية بمجهود شخصي منه، كمؤشر إيجابي في طلب الاندماج من قبله – كما تفعل الدول الناجحة في عملية إدماج مهاجريها، تمكنه من الابتعاد عن ظاهرة التسول، التي ظهرت لديه نتيجة ظروف موضوعية ارتبطت بأزمة الدولة الوطنية في القارة السمراء، وتحولات المناخ الحادة وعدم الاستقرار السياسي، تقيه شر التوجه نحو ظاهرة السرقة والاعتداء على الناس، البعيدة جدا عنه حتى الآن.في هذه المنطقة من القارة التي تعيش فراغا أمنيا تحاول عديد الجماعات الإرهابية ملأه بالسلاح والمخدرات وتجارة البشر. مستغلة في ذلك هشاشة الدولة الوطنية وضعف مؤسساتها الأمنية، الناتج في جزء كبير منه عن ضعف شرعيتها وعدم قدرتها على تسيير تجانسها العرقي والثقافي، الذي سيبقى يلاحقها إلى أبد الآبدين إذا لم تنجح في إيجاد حلول توافقية ذكية له بين مكوناتها، يقيها شرور التشرذم في ظرف دولي غير متسامح. هجرة افريقية ـ أكثر من أربعين جنسية حاضرة على التراب الجزائري -لا تقتصر بالطبع على بلدنا، بل تشمل كل دول الشمال الافريقي بدرجات وتداعيات مختلفة، كما تظهره الحالة التونسية المستعصية، نتيجة اعتبارات موضوعية واضحة مرتبطة بالأبعاد الديموغرافية ـ قلة عدد السكان -والاقتصادية الصعبة التي تعيشها تونس في السنوات الأخيرة، ما جعل بعض النخب الرسمية التونسية تتوجه نحو مواقف أكثر عدائية إزاء هذه الهجرة، لم تكن متعودة عليها نتيجة العمق الافريقي في تونس، الحاضر بدرجة أقل مقارنة بالجزائر التي تملك امتدادات جغرافية وبشرية أكبر داخل القارة السمراء، لتدفع المنطقة المغاربية هنا كذلك ثمن تشتتها وعدم اتفاقها على سياسات مشتركة بين دولها، في علاقتها مع دول شمال المتوسط والساحل، هجرة تملك شروط الاستدامة بالنسبة لبلداننا التي توجد في فضاء جيو – سياسي يحاصرها بين أفقر بلدان العالم الممثلة في دول الساحل، وأغناها على ضفة المتوسط الجنوبية، ستبقى بالتالي نقطة جذب دائم للكثير من سكان القارة الافريقية، ما دام العالم مستمر على هذا الشكل من التفاوت الاقتصادي الصارخ في تقسيم الثروة، لن تنفع معه حملات الترحيل المؤقتة والفجائية، التي تلجأ إليها السلطات العمومية عندما تسوء علاقاتها مع دول الساحل، كما يحصل هذه الأيام، في غياب استراتيجية وطنية تذهب في اتجاه إدماج هؤلاء المهاجرين على المديين المتوسط والبعيد، إذا عرفنا كيف نتعامل معهم كقوة عمل في قطاعات محددة، بعد حصولهم على التأهيل المطلوب في اتجاه القطاع الزراعي، على سبيل المثال، يرفض العمل فيه الجزائري الذي يفضل بدل ذلك أخذ سيلفي مع «صداكا» وهو مستمر في مقاطعة مراكز التكوين المهني المتوفرة بكثرة على المستوى الوطني، يمكن أن تحولها الجزائر في المقابل إلى وسيلة إدماج مثلى لأبناء الساحل من المهاجرين الشباب، لم تنجح مع جزء كبير من الشباب الجزائري الذي يفضل بدلها اخذ أهوال «البوطي» والهجرة نحو الساحل الإسباني، لكي يطالب بالإدماج والحصول على عمل وأوراق إقامة ما زال يرفضها «لصداكا» في الجزائر، رغم الاشتراك معه في الانتماء الديني والقاري وحتى العرقي، الذي يرفضه بعض الجزائريين من المتأثرين بهذه النزعة العنصرية، التي تتعامى عن العمق الافريقي للجزائر، بكل التنوع المعروفة به. كان المفروض أن يساعد على اندماج هذه الهجرة كما كان الأمر دائما في مجتمعات شمال افريقيا تاريخيا، وكما تؤكده الوقائع الديمغرافية على الأرض ونحن نتجه شمالا نحو جنوبنا الكبير بعمقه الافريقي المتنوع والثري، الذي يمكن ملاحظته بالعين المجردة.





ناصر جابي


اقرأ على الموقع الرسمي

شاهد السيلفي الأخير مع صداكا

كانت هذه تفاصيل «السيلفي» الأخير مع «صداكا» نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الجزائر تايمز ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.

تابع نبض الجديد على :
اخبار عربية اليوم