كتب فلسطين أون لاين حين سار الجرحى على جراحهم.. "المعمداني" شاهدٌ جديد على المجزرة..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد غزة يحيى اليعقوبييفترش السكون ساحة المستشفى الأهلي المعمداني بمدينة غزة، بلا حركة مراجعين أو زائرين أو سيارات إسعاف، لأول مرة منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة. كما يفترش الركام ساحته الخارجية بعد تعرضه للقصف المباشر فجر الأحد، إذ لم... , نشر في الأثنين 2025/04/14 الساعة 08:21 ص بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
غزة/ يحيى اليعقوبي
يفترش السكون ساحة المستشفى الأهلي المعمداني بمدينة غزة، بلا حركة مراجعين أو زائرين أو سيارات إسعاف، لأول مرة منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة. كما يفترش الركام ساحته الخارجية بعد تعرضه للقصف المباشر فجر الأحد، إذ لم يُمهل الاحتلال المرضى والمصابين سوى عشرين دقيقة لإخلاء كل الأقسام، عمّت خلالها الفوضى، والبكاء، والخوف.
في ليلة عصيبة، مشى المصابون على جروحهم التي نزفت من جديد، وسار المرافقون بالأسرّة ليبيتوا ليلتهم في الشوارع المحيطة، عاشوا خلالها لحظة القصف وسط ليلة باردة. أما الجرحى أصحاب الإصابات الخطرة الذين لا يستطيعون الحركة، فعاشوا لحظة الرعب حين انقطع التيار الكهربائي ولم يروا سوى وميض الصواريخ يضيء المكان، وصوتها يزلزل قلوبهم. لحظة رجفة واهتزاز وهم يبتلعون الضربة، افترش الغبار الأقسام، وتساقط الزجاج عليهم، واهتزت الأسرّة والجدران والأرض بهم.
تعرض قسم الإسعاف والطوارئ للاستهداف المباشر، ودُمّرت الصيدلية التي تزود الأقسام بالأدوية والمستلزمات الصحية، وتضرر قسم المختبر بشكل كبير، وطالت الأضرار قسم الطوارئ.
بعد القصف، بدت كل أقسام المشفى فارغة بعد إعلان خروجه عن الخدمة إثر توقف تلك الأقسام التي تُعدّ أساس عمل بقية الأقسام، باستثناء قسم الجراحة الذي عمل بصورة محدودة مع وجود العديد من الجرحى والمرضى الذين لا يستطيعون الانتقال إلى أماكن أخرى.
مشاهد تكررت
داخل أحد ممرات القسم، تجلس أم محمد السعودي برفقة طفليها المصابين، وترافقها طفلتان صغيرتان. عاشوا جميعهم لحظات صعبة، ترويها لـ "فلسطين أون لاين" بصوتها المتعب وعينيها المثقلتين بالأرق: "عندما أُبلغنا بالإخلاء، أيقظني طفلي وأبلغني أن المشفى سيتعرض للقصف، فبدأ الناس بحمل المرضى والجرحى وإخراجهم. كنت عاجزة عن التحرك، لدي أربعة أطفال، اثنان منهم جرحى، فبقيت في المشفى".
تشير إلى نافذة زجاجية تكسرت فوق سرير طفلها، وتقول: "لحظة القصف، افترش الدخان كل الأقسام، وكنت أحتضن أطفالي من شدة خوفهم، وهو نفس المشهد الذي عشناه عند قصف دار الأرقم، حينها نزحنا من الشعف بحي الشجاعية وأصيب أبنائي".
نتيجة القصف، تأجلت عملية جراحية لأحد أبنائها، وتوقفت المتابعة العلاجية لابنها المصاب بحروق إلا بحدود بسيطة بسبب تدمير الصيدلية. أما طفلتها لؤلؤة، فلم تستوعب ما جرى، وما زالت الصدمة واضحة في نبرة صوتها: "كنت نائمة وأيقظوني، شعرت بالخوف والرعب، القصف كان شديداً ومخيفاً، شعرت أن السقف سيطبق علينا".
وسط حالة من الفوضى والقلق، اضطرت المسنّة أمل الخولي لنقل حفيدتها دينا (13 عاماً)، المصابة برصاصة من طائرة مسيّرة إسرائيلية (كوادكابتر) في رقبتها، أدت لإصابتها بكسر في العمود الفقري وشلل في أطرافها.
بصعوبة، تغلّبت الجدة ووالدة الطفلة على مخاوفهنّ، وسارتا وسط شوارع غزة المدمّرة بالسرير الطبي نحو مفرق "السامر"، وأمضيتا أربع ساعات في العراء تحت البرد.
تقول الجدة لـ"فلسطين أون لاين": "في البداية كنا بخيمة طوارئ، وعند الإخلاء خرجنا بها، حاولنا تدفئة الطفلة طوال الليل، وكانت ترتجف من البرد والخوف، ثم عدنا إلى هنا".
لكن العودة لم تكن سهلة، فقد ساعدهما بعض الشبان في دفع السرير الطبي صعوداً على منحدر "الساحة"، وكان الاهتزاز المستمر بسبب الحفر يزيد من آلام الطفلة.
الطفلة لا تستطيع تحريك رقبتها أو قدمها اليسرى. أصيبت في أثناء اللعب فوق سطح منزلهم، فاستهدفتها طائرة مسيّرة برصاصة اخترقت رقبتها وصولاً إلى الرئتين، وسببت كسراً في العمود الفقري.
صدمة جديدة
بينما كان المرافقون ينقلون المرضى، اكتفى الجريح محمود حسين نصير من بيت حانون بالمشاهدة، لا يستطيع سوى تحريك عينيه، بعد إصابة بليغة في عموده الفقري.
يقول لـ"فلسطين أون لاين": "معظم الجرحى خرجوا، لكني وبعض الحالات لم نستطع الخروج، حاول أخي مساعدتي، لكن الأمر كان صعباً. لحظة القصف امتلأت بالغبار، واختنقت بشدة، وكنت أتألم مع كل اهتزاز للسرير".
أُصيب نصير مع زوجته الحامل وطفلته قبل عيد الفطر بأيام، ويحتاجون لعمليات جراحية تأجلت بسبب القصف.
ورغم شدة الضربة، بقي الطفلان سامي (10 سنوات) وشقيقته جنان كحيل (4 سنوات) نائمين، لم يسمعا شيئاً، وبقي خبر القصف مخفياً عنهما، وكأن شيئاً لم يكن.
تقول عمتهم هبة كحيل: "لم أستطع نقلهم لأن سامي يضع بلاتين في قدمه، وجنان تعاني من كسر في الجمجمة. لم يكن هناك رجل يساعدني، كما أُبلغنا بالقصف قبل الاستهداف بـ15 دقيقة فقط".
كان الطفلان قد أُصيبا بعد قصف منزلهم في 12 إبريل، واستُشهد والدهم هاني كحيل وشقيقهم عبد الرحمن (8 سنوات).
"لحظة القصف كأنها زلزال"
منذ فجر أمس، لم يغادر الحكيم زكريا غباين المستشفى، يقول: "لم يكن لدينا وقت لنقل المصابين. حاولنا تهدئة المرضى، خاصة الأطفال، وبعد القصف، شعرنا وكأن زلزالاً ضرب الأرض. ثم حاولنا استيعاب الجميع وقدمنا ما نستطيع من دعم نفسي".
أما الحكيمة نور العمريطي، فتقول: "قسم الجراحة تأثر بالقصف، وتوقفت الصيدلية والمختبر، ما أدى لتأجيل العمليات. المرضى باتوا يجرون التحاليل خارج المستشفى، وافتقدنا للأدوية والمستلزمات الأساسية".
قبل القصف، كان يتواجد بالمشفى نحو 120 مريضًا وجريحًا، نُقل معظمهم إلى مجمع الشفاء الطبي الذي ما زال في طور التأهيل، أو إلى مستشفى القدس الميداني ومشفى الكويت بساحة السرايا. خروج المستشفى المعمداني عن الخدمة، يعني موتًا بطيئًا لجرحى غزة.
المصدر / فلسطين أون لاين
شاهد حين سار الجرحى على جراحهم
كانت هذه تفاصيل حين سار الجرحى على جراحهم.. "المعمداني" شاهدٌ جديد على المجزرة نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على فلسطين أون لاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.