كتب اندبندنت عربية بيروت بعد 50 عاما من الحرب: أبنية باقية تحكي بصمت..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد تمثال الشهداء أ ف ب تراجيديا لبنانتحقيقات ومطولات nbsp;الحرب اللبنانيةلبنانبيروتالحرب الأهليةتراجيديا لبنانذكرى الحرببيروت لا تزال تحتفظ بندوب الحرب في مبانيها المهملة، من بيت تابت و البيضة إلى برج المر و بيت بيروت مبانٍ تذكر بأن الحرب... , نشر في الأثنين 2025/04/14 الساعة 12:48 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
تمثال الشهداء (أ ف ب)
تراجيديا لبنانتحقيقات ومطولات الحرب اللبنانيةلبنانبيروتالحرب الأهليةتراجيديا لبنانذكرى الحرب
بيروت لا تزال تحتفظ بندوب الحرب في مبانيها المهملة، من "بيت تابت" و"البيضة" إلى "برج المر" و"بيت بيروت".. مبانٍ تذكر بأن الحرب لم تطوَ فعليّاً، بل بقيت معلقة على الواجهات.
لم تكن بيروت يوماً مجرد عاصمة. كانت مرآة… وعاصفة. مَرسى أحلام ومسرح اشتباك. مساحة صغيرة على المتوسط تختزن في جغرافيتها ما لا تسعه خرائط المنطقة كلها. 50 عاماً مرت على اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، ولم تنج المدينة من فخ الذاكرة. تذكر بلا انقطاع. تذكرنا أن الحرب لم تطوَ، بل أعيد طيها بعناية… وعلِّقت على جدران منسية.
في فندق "فينيسيا"، كان السياسيون ينسجون خيوط التفاهم، قبل أن تتحول الردهات إلى أصداء طلقات. في "برج المر"، صعد القناصة درجات الخراب، وكتبوا على الواجهة درساً في القنص والانقسام. في "بيت بيروت"، بقيت الشظايا في مكانها، كأنها تنتظر شهوداً متأخرين على زمن لم يحاكم أحد عليه.
مبانٍ لا تزال على قيد الرصاص، تحتفظ بندوبها بغيرة مؤلمة. لم ترمَّم لأنها لا تريد أن تنسى. لم تهدم لأن في سقوطها إعداماً للذاكرة. في بيروت، لا تدفن الحروب… تترك مفتوحة على مصاريعها، تماماً كما تركت نوافذها يوماً مشرَّعة على العاصفة.
بيروت لا تبحث عن مصالحة، بل عن اعتراف. عن من يصغي لحجارتها وهي تروي حكاية بلد لم يشفَ، ومدينة تصر على أن تكون شاهدة، حتى وإن اختنقت بالغبار.
ولأن الحرب في بيروت لم تكتب سطرها الأخير، بل اختبأت بين الحجارة والأسقف المتصدعة، كان لا بد من العودة إلى المباني التي بقيت على حالها، ترفض النسيان كما ترفض الزينة. أبنية لا تزال تنبض بالأسئلة: لماذا تركت؟ لماذا لم تهدم أو ترمَّم بالكامل؟ هل كانت مجرد ضحايا للرصاص، أم أنها اختيرت لتبقى على هذه الصورة، كشاهد بصري دائم على ما جرى؟
بيت تابت
من بين الشواهد الحية التي بقيت معلقة في ذاكرة الحرب الأهلية اللبنانية، تبرز أبنية لم تهدم ولم ترمَّم بالكامل، بل تركت على حالها، كأنها تحتفظ بأسرار تلك السنوات القاسية. يرى المؤرخ اللبناني عماد مراد أن في بيروت مباني ليست فقط معماراً، بل وثائق صامتة تنبض بما جرى من تقسيم وقتال، ومن محاولة بناء ثم توقف، ومن رماد وخرسانة لم تمحَ.
يروي أن من أبرز هذه الأبنية ما يعرف بـ"بيت تابت" أو "بناية تابت"، التي تعود إلى بدايات تأسيس لبنان الكبير. وقد تميزت بكونها أول مبنى حديث في بيروت، شيِّد بالباطون المسلح بدلاً من الحجر أو القرميد، وكانت نقلة عمرانية غير مألوفة في حينها.
شارع المعرض في الوسط التجاري عام 1982 (أ ف ب)
هذا المبنى، الذي مثل رمزاً للحداثة، تحول خلال الحرب إلى مركز قنص استراتيجي، إذ كان يتمركز فيه المسلحون بسبب سماكة جدرانه وقوة بنيته. وبعد الحرب، اشترته بلدية بيروت، وقررت الحفاظ عليه لا كأثر معماري فقط، بل كعِبرة. فقد رمِّم من الداخل فقط، فيما أبقي على شكله الخارجي كما هو، ليبقى شاهداً على ما عاشته العاصمة. وقد تحول اليوم إلى مركز ثقافي ومسرحي يستخدم للأنشطة العامة، ويحمل رسالة بصرية تقول: "انظروا ماذا حل ببيروت".
مبنى البيضة
ينتقل مراد في حديثه إلى مبنى آخر ما زال اسمه عالقاً في ذاكرة المدينة، هو مبنى "البيضة" في ساحة الشهداء، والذي كان في الأصل مركزاً تجارياً يعد الأكبر في الشرق الأوسط وقتها. بني في ستينيات القرن الماضي خلال عهد الرئيس شارل الحلو، وأثار تصميمه يومها انقساماً في الرأي العام البيروتي.
البعض اعتبره غريباً عن النسيج المعماري للعاصمة، بينما رأى فيه آخرون – داخل لبنان والعالم العربي – نموذجاً مذهلاً للحداثة العمرانية. في زمنه، كانت بيروت في ذروة ازدهارها، وكانت تعيش انفجاراً في الفن والاقتصاد والمعمار، رغم بدايات التوترات السياسية والأمنية. ومع اندلاع الحرب، تحول المبنى إلى نقطة تماس، وتعرض لتدمير جزئي، لكنه حافظ على شكله بفضل صبته الإسمنتية المتينة، وما زال حتى اليوم قائماً كأثر رمادي صامت، يروي قصة الصعود والانهيار معاً.
طرحت مشاريع ترميم متعددة لإعادة تأهيله، لكنها بقيت من دون تنفيذ، وكأن المدينة قررت أن تتركه كما هو، ليبقى هو الآخر رمزاً للحرب، يهمس لا يصرخ، ويتكلم بلا صوت.
متحف بيروت عام 1976 (أ ف ب)
برج المر
أما ثالث الرموز، فهو برج المر، المبنى الذي كان يوماً أعلى برج في بيروت، بناه النائب والوزير السابق ميشال المر في أوائل السبعينيات، قبل سنوات قليلة من اندلاع الحرب. برج إسمنتي ضخم، أراد المر أن يكون بصمته في المدينة، كغيره من أثرياء تلك المرحلة الذين كانوا يسعون لتخليد أسمائهم في المعمار.
لكن المشروع لم يكتب له أن يعيش، فالحرب اندلعت قبل أن يفتتح، وتحول المبنى خلال خمس عشرة سنة إلى موقع مثالي للقنص، نظراً إلى إطلالته الشاملة على العاصمة. انتهت الحرب، ولم يرمم البرج ولم يهدم، بل بقي كما هو، كتلة ضخمة من الخرسانة المسلحة تتأمل بيروت من الأعلى، وتحمل في طوابقها الفارغة صدى سنوات طويلة من القنص والعنف والجمود.
يقول مراد إن هدمه اليوم يكاد يكون مستحيلاً بسبب حجمه، إذ يتكون من 35 طابقاً فوق الأرض، وسبعة طوابق تحتها، ما يجعله من أكثر المباني تعقيداً من حيث المعالجة الهندسية والمالية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ذاكرة حية ومسؤولية غائبة
بدوره، يرى المهندس المعماري منذر قمبريس أن "هذه المباني ليست مجرد بقايا عمرانية، بل ذاكرة حية يجب التعامل معها بحس وطني ووعي معماري"، مؤكداً أن "إعادة إحياء الأبنية المتضررة من الحرب يجب أن تتم من خلال ترميمها بما يحفظ حالتها التاريخية، مع الحفاظ على طابعها الجمالي والمعماري، لا بهدف تجميلها، بل لأن في ذلك خطوة نحو مص
شاهد بيروت بعد 50 عاما من الحرب
كانت هذه تفاصيل بيروت بعد 50 عاما من الحرب: أبنية باقية تحكي بصمت نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على اندبندنت عربية ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.