امرأةٌ بألف.. ورجل بخُفّ!.. اخبار عربية

نبض الجزائر - الشروق أونلاين


امرأةٌ بألف.. ورجل بخُفّ!


كتب الشروق أونلاين امرأةٌ بألف.. ورجل بخُفّ!..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد الرأي امرأةٌ بألف ورجل بخُفّ!سلطان بركاني2025 04 14100فارق كبير يصنعه الإيمان الجازم والقرار الحاسم في الوقت المناسب، هذه الحقيقة نقرؤها بوضوح عند المقارنة بين موقف كلّ... , نشر في الأثنين 2025/04/14 الساعة 06:27 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .

الرأي

امرأةٌ بألف.. ورجل بخُفّ!





سلطان بركاني

2025/04/14

10

0

فارق كبير يصنعه الإيمان الجازم والقرار الحاسم في الوقت المناسب، هذه الحقيقة نقرؤها بوضوح عند المقارنة بين موقف كلّ من “ابتهال أبو سعد” و”مصطفى سليمان” العاملين في شركة “ميكروسوفت” الأمريكية، من انحياز الشركة للكيان الصهيونيّ وتورّطها في تسخير الذّكاء الاصطناعيّ في دعم جرائمه التي يقترفها في غزّة، شأنها شأن جُلّ الشركات الأمريكية التي أبت إلا أن تتنكّر لقيم “الإنسانية” لحساب قيمة “الدولار” وحسابات السياسة!

“ابتهال أبو سعد” شابّة مغربية، في الـ26 من عمرها، ذكية ومتميّزة في مسارها الدراسيّ، حصلت على البكالوريا بتفوق وحظيت بمنحة دراسية إلى الولايات المتحدة الأمريكية. لم تتحلّل من دينها ولم تتخلّ عن حجابها. درست في جامعة “هارفرد” وفيها تخرجت مهندسة، لتعمل بعدها في شركة مايكروسوفت بأمريكا مهندسة برمجيات في قسم الذّكاء الاصطناعيّ، تنال من عملها أجرة لا تقلّ عن 7000 دولار، أمريكي أي ما يعادل أكثر من 95 مليون سنتيم جزائري، كلّ شهر.. كان في وسعها أن تعيش حياتها طولا وعرضا كما يحلو لكثير من بنات وأبناء المسلمين أن يعيشوا، لكنّ همّ دينها وأمّتها كان يملأ قلبها، فلم يَغرّها منصبها ولا راتبها. وحين آن الأوان لتقف موقفا تنصر به قضية أمّتها، قضية غزّة، قامت كاللبؤة لم تخش في الله لومة لائم، لتستغلّ احتفالات مايكروسوفت بالذّكرى الخمسين لتأسيسها في حضور مؤسسها بيل غيتس، وتعلن عن استنكارها دعمَ الشركة للمحتل الصهيونيّ في حرب الإبادة التي يشنّها على المسلمين في غزّة، وتتّهم مسؤولي الشركة بأنّ أيديهم ملطّخة بدماء الأطفال في غزّة، وتسألهم قائلة: “كيف تحتفلون، بينما تقتل مايكروسوفت الأطفال؟!”.. فُصلت الحرّة ابتهال من منصبها في مايكروسوفت، لكنّها لم تندم ولم تتراجع، بل خرجت تطالب المسلمين وأحرار العالم بمقاطعة منتجات “الشركة المجرمة”.

المفارقة أنّ ابتهال في كلمتها الاحتجاجية في حفل مايكروسوفت، وجّهت كلمتها إلى رجل اسمه “مصطفى”! يشغل منصب المدير التنفيذيّ لقطاع الذّكاء الاصطناعيّ في مايكروسوفت، ومُتّهم بدعم عمليات الجيش الصهيونيّ في غزّة، وهو رجل سوريّ مسلم! في الـ41 من عمره، لكنّه فضّل أن يعمر دنياه ويخرّب آخرته ويكون عونا للمجرمين على المسلمين، نسأل الله أن يتوب علينا وعليه.. لم تسعف “مصطفى” رجولته، بينما أسعف “ابتهال” إيمانها، فوقفت موقفا يعجز عنه آلاف الرّجال!

لن تموت ابتهال جوعا بعد أن فصلت من مايكروسوفت، ولن ينقص من عمرها يوم واحد، ولن يأكل مصطفى أكثر ممّا كتب له، ولن تزيد خيانته في عمره يوما واحدا.

ابتهال علّمتنا درسا مهما مفاده أنّنا نصير أعزّة أحرارا عندما نتخلّص من حبّ الدّنيا وكراهية الموت، وعلّمتنا –كذلك- أنّ الرّجولة ليست صفة تكتب في بطاقات الهوية، إنّما هي مواقف تسطر على الأرض.. ابتهال علّمت بنات وأبناء المسلمين أنّ المسلم يحرص على أن يكون متفوقا في دنياه، ينافس الكافرين في التمكّن من كلّ ما ينفع فيها، لكنّ التفوّق لا يستلزم التخلّي عن الدّين ولا خذلان قضايا المسلمين، وإذا تعارضت مصلحة الدّين مع مصلحة الدّنيا، فمصلحة الدّين مقدّمة من دون تردّد أو تفكير.

جميعنا أُعجبنا بموقف ابتهال، وأكبرناه، وتباهينا به، ونشر كثير منّا عنه في مواقع التواصل، لكن من منّا عاد إلى نفسه بالمحاسبة والمعاتبة، وتذكّر كم موقفا مرّ به خُيّر فيه بين دينه ودنياه فاختار دينه؟ كم عاش في هذه الدّنيا بعد البلوغ وبأيّ شيء من دنياه ضحّى لأجل دينه؟

ابتهال، كان في إمكانها أن تكتفي بالكلام والكتابة والتعاطف مع غزّة في مواقع التواصل، لكنّها أبت إلا أن تضحّي بشيء من دنياها وتسطر لملياري مسلم موقفا يفترض أن يهزّ نفوسهم ويزلزل أركانهم.. لا شكّ أنّها ستبتلى خاصّة وأنّها لا تزال في قلعة “التصهين” أمريكا، لكنّ الله لن يضيّع سعيها وسيعوّضها في الدّنيا، وإن لم يكن في الدّنيا ففي الآخرة، والآخرة خير وأبقى، نحسبها كذلك.

إنّنا نخطئ كثيرا حينما نظنّ أنّنا سنعيش مسلمين حقا ومؤمنين صدقا وسندخل الجنّة ونخلد فيها، من دون أن نضحّي بشيء لأجل ديننا وأمّتنا! ((أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون)).

شارك المقال


اقرأ على الموقع الرسمي

شاهد امرأة بألف ورجل بخ ف

كانت هذه تفاصيل امرأةٌ بألف.. ورجل بخُفّ! نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الشروق أونلاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.

تابع نبض الجديد على :
اخبار عربية اليوم