سياسة ترامب تجاه إيران: الضغط الأقصى، الدبلوماسية التكتيكية، والتهديدات الاستراتيجية.. اخبار عربية

نبض السعودية - صحيفة الوئام




كتب صحيفة الوئام سياسة ترامب تجاه إيران: الضغط الأقصى، الدبلوماسية التكتيكية، والتهديدات الاستراتيجية..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد الدكتور فيصل الشمريكاتب ومحلل سياسي مختص بالشأن الأمريكيمنذ الأيام الأولى لتوليه منصبه، أظهر دونالد ترامب عزمه على إعادة تشكيل سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران، متخليًا عن لغة الاسترضاء التي اتبعها سلفه، لصالح نهج صارم يعتمد على النفوذ والردع... , نشر في الأثنين 2025/04/14 الساعة 08:28 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .

الدكتور فيصل الشمري

كاتب ومحلل سياسي مختص بالشأن الأمريكي





منذ الأيام الأولى لتوليه منصبه، أظهر دونالد ترامب عزمه على إعادة تشكيل سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران، متخليًا عن لغة الاسترضاء التي اتبعها سلفه، لصالح نهج صارم يعتمد على النفوذ والردع والمواجهة المحسوبة بدقة. ومع انسحابه في عام 2018 من الاتفاق النووي المبرم عام 2015، أطلق ترامب ما أصبح يُعرف بحملة “الضغط الأقصى”، والتي هدفت إلى تفكيك القوة الاقتصادية لإيران، واحتواء برنامجها النووي، وتقويض طموحاتها الإقليمية.

ومع عودته إلى الساحة السياسية بزخم جديد، تعود سياسة ترامب تجاه إيران لتتصدّر النقاش الجيوسياسي من جديد. وتشير خمسة تطورات حديثة، أوردتها وسائل إعلام دولية كبرى، إلى استمرارية نهجه من جهة، وتحوّلات تكتيكية في ملامحه من جهة أخرى.

الحرب الاقتصادية كأداة للدبلوماسية

تعاني إيران من أزمة اقتصادية خانقة، مع تضخم يفوق 30%، وانهيار في سعر العملة، وارتفاع مطّرد في بطالة الشباب، بحسب تقرير حديث لصحيفة وول ستريت جورنال. هذه الأزمات ليست نتاج سوء إدارة داخلي فقط، بل هي نتيجة مباشرة للعقوبات الأمريكية التي أُعيد فرضها وتوسيع نطاقها في عهد ترامب. فمن خلال استهداف صادرات النفط، والقطاع المصرفي، وكبار المسؤولين الإيرانيين، سعت واشنطن إلى دفع طهران إلى الاستسلام أو العودة إلى طاولة المفاوضات.

والنتيجة؟ يبدو أن هذا النهج نجح – جزئيًا على الأقل. فالقادة الإيرانيون، ولأول مرة منذ ولاية ترامب الأولى، باتوا منفتحين على استئناف المفاوضات، بما في ذلك محادثات عبر قنوات خلفية في عمان. والرسالة التي يوجهها ترامب واضحة: من يعارضه سيدفع الثمن اقتصاديًا، أما الازدهار فمرتبط بالطاعة.

دبلوماسية ولكن بشروط أمريكية

ومع ذلك، فإن هذه ليست دبلوماسية بالمعايير التقليدية. فترامب لا يؤمن بالمفاوضات الطويلة والمتعددة المسارات. هو يفضل السرعة، والوضوح، والنتائج الفورية. وتصريحه بأنه سيتخذ “قرارًا سريعًا” بشأن إيران يعكس ميله نحو دبلوماسية تكتيكية—تفاعلات قصيرة ومكثفة تكون فيها الولايات المتحدة من يحدد الوتيرة والشروط.

وقد وصفت آخر جولات التفاوض، بحسب ما نُقل عن الطرفين، بأنها “بناءة”، ما يشير إلى أن نافذة للدبلوماسية قد فُتحت، وإن كانت ضيقة. فترامب لا يسعى للعودة إلى اتفاق 2015، ولا إلى رفع شامل للعقوبات. بل يريد نهجًا جديدًا—يتضمن قيودًا إضافية على البرنامج النووي الإيراني، وزيادة في الشفافية، وربطًا واضحًا بين تخفيف العقوبات وسلوك إيران الإقليمي.

عودة الردع العسكري

إلا أن التمايز الأكبر بين ترامب وسابقيه يظهر في دمجه بين الدبلوماسية والتهديد باستخدام القوة العسكرية. فوفقًا لتقرير نشرته ذا تايمز، فإن نشر قاذفات الشبح الأمريكية B-2 في المنطقة يحمل رسالة لا لبس فيها: أمريكا مستعدة لضرب المنشآت النووية الإيرانية إذا تطلّب الأمر.

وهذا الاستعداد لاستخدام القوة العسكرية، ولو ضمنيًا، يشكّل جزءًا من معادلة استراتيجية أعمق. إذ أن نفوذ إيران الإقليمي تراجع بسبب الاضطرابات الداخلية، والانهيار المالي، وفقدان شخصيات قيادية كقاسم سليماني. ومع ضعف وكلائها في المنطقة وتصاعد التوترات الداخلية، باتت طهران تعتمد أكثر فأكثر على قدرتها النووية كوسيلة ردع. وهنا، تحاول سياسة ترامب تقويض هذا “الخيار الأخير” عبر الجمع بين الترهيب والمفاوضة.

حرب بالوكالة والحملة ضد الحوثيين

ولا يظهر وجه من وجوه سياسة ترامب تجاه إيران بشكل أكثر وضوحًا—وأكثر حساسية—من تعامله مع الميليشيات المدعومة من طهران. فقد وافق ترامب مؤخرًا على توجيه ضربة ضد الحوثيين في اليمن بعد هجماتهم على السفن الأمريكية في البحر الأحمر، بحسب صحيفة ذا صن. وبهذا الفعل، وجّه رسالة مباشرة لإيران: لن تتسامح أمريكا مع وكلائها في المنطقة.

وهذه الضربة ليست مجرد خطوة تكتيكية لحماية الممرات البحرية، بل هي أيضًا تعبير عن نهج ردعي صارم. وتغريدة ترامب: “حان وقت اختباء الإرهابيين”، تُجسّد أسلوبه المباشر في الخطاب، لكنها في الوقت ذاته تعكس مدى جديته في مواجهة النفوذ الإيراني غير المباشر.

صفقة أم مواجهة؟

وكما أوضحت وكالة أسوشيتد برس، فإن سياسة ترامب تجاه إيران قائمة على مفارقة محورية. فمن جهة، هناك انفتاح على التفاوض. ومن جهة أخرى، هناك استعداد واضح لتوجيه ضربة إن فشل المسار الدبلوماسي. فترامب لا يهمه التوصل إلى اتفاق يحمل طابعًا تاريخيًا، ولا يلهث خلف جوائز السلام. نهجه قائم على المعاملة بالمثل: تتخلى إيران عن ورقة الضغط النووي، وتحصل على متنفس اقتصادي.

وهذا الوضوح هو ما يجعل سياسة ترامب فعّالة من جهة، وخطيرة من جهة أخرى. إذ لا مساحة كبيرة للغموض، ولا فرصة طويلة للتفاوض. إنها سياسة تعتمد على المواجهة، لا الاسترضاء، في سبيل تحقيق التسوية.

تُعدّ سياسة ترامب تجاه إيران أحد أعمدة سياسته الخارجية. وهي سياسة لا تُبنى على أيديولوجيا جامدة، بل على حسابات دقيقة، هدفها إعادة ترتيب موازين القوى في الشرق الأوسط بما يجعل أمريكا، لا طهران، هي من يضع الشروط. سواء أدى هذا المسار إلى تسوية مستدامة أو إلى مواجهة شاملة، فإن ما هو مؤكد أن ترامب قد غيّر قواعد اللعبة في التعامل مع إيران. لقد فرض على الجمهورية الإسلامية خيارًا قاسيًا: إما الانهيار الاقتصادي أو الاندماج، إما عزلة إقليمية أو تكامل دولي. وكما أثبت التاريخ، فإن الوضوح، عندما يُدعم بالقوة، يشكّل سلاحًا تفاوضيًا لا يُستهان به.


اقرأ على الموقع الرسمي

شاهد سياسة ترامب تجاه إيران الضغط

كانت هذه تفاصيل سياسة ترامب تجاه إيران: الضغط الأقصى، الدبلوماسية التكتيكية، والتهديدات الاستراتيجية نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على صحيفة الوئام ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.

تابع نبض الجديد على :
اخبار عربية اليوم