كتب جريدة الاتحاد أميركا تتراجع.. والعالم لا ينتظر أحداً..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد في زمن التحولات الكبرى، لم يعد أحد يحتكر المستقبل. ولم يعد ممكناً لدولة واحدة، مهما بلغ نفوذها، أن تفرض روايتها الخاصة على مجرى التاريخ. هذا الواقع يتجلى اليوم بوضوح في المشهد الدولي، حيث تبدو أميركا التي قادت النظام العالمي لعقود في حالة تراجع... , نشر في الأثنين 2025/04/14 الساعة 10:18 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
في زمن التحولات الكبرى، لم يعد أحد يحتكر المستقبل. ولم يعد ممكناً لدولة واحدة، مهما بلغ نفوذها، أن تفرض روايتها الخاصة على مجرى التاريخ. هذا الواقع يتجلى اليوم بوضوح في المشهد الدولي، حيث تبدو أميركا التي قادت النظام العالمي لعقود في حالة تراجع واضحة. لكنها لم تختفِ، ولن تختفي. فالدول العظمى لا تسقط فجأة، ولا تتلاشى من الوجود، بل تمر بمراحل من الانكفاء، تعيد خلالها ترتيب أوراقها، وتبحث عن مساحات جديدة للنفوذ، وتحاول الاحتفاظ بما تبقى من وهجها القديم. وأميركا، رغم ما تواجهه، لا تزال تملك كثيراً من أدوات القوة، لكنها لم تعد القوة التي تصوغ وحدها ملامح العالم الجديد.
الحديث عن أفول أميركا ليس نبوءة، بل قراءة واقعية لمجموعة من المؤشرات الصلبة: بنية تحتية منهكة، نظام سياسي منقسم إلى حد التناحر، مجتمع تتسع فيه الفجوات الطبقية والعرقية، ومدن تُثقلها الجريمة والمخدرات والتشرد. التعليم الأميركي الذي كان فخر الأمة بات امتيازاً لاحقاً، والنظام الصحي يتآكل من الداخل. أما الاقتصاد، فيتجه أكثر فأكثر نحو الخدمات والاستهلاك بدلاً من التصنيع والإنتاج. حتى صورتها في الخارج تراجعت، فلم تعد أميركا كما كانت. النفوذ الأميركي اليوم يبدو وكأنه يحاول تثبيت ما بقي، لا توسيع ما يملك. في المقابل، هناك شرق يتحرك بخطى ثابتة، لا يصرخ ولا يستعرض، بل يعمل بصمت. الصين، ومعها قوى صاعدة أخرى، لم تعد تحاكي النموذج الغربي، بل تسعى لتقديم نموذجها الخاص. مدن كاملة تنهض من العدم، وشبكات قطارات تتجاوز سرعة الطائرات، واستثمارات ضخمة تُضخ في الذكاء الاصطناعي والفضاء والطاقة والبنية التحتية.
ليس هذا ترفاً، بل مشروع دولة تُدرك أن من لا يبني اليوم، لن يكون له مكان غداً. وقد امتدت هذه الروح إلى دول أخرى: الهند تنمو بثبات، والخليج يعيد صياغة أولوياته بشجاعة وتوازن، وأفريقيا تفتح أبوابها للشرق بعد عقود من التبعية للغرب، وأميركا اللاتينية تتململ بحثاً عن صوت جديد. العالم لا يعود إلى القطبين، بل يتجه نحو التعدد. أميركا لم تنتهِ، لكنها فقدت تفوقها الأخلاقي والنموذجي. قوتها الناعمة ما زالت موجودة، وجامعاتها ما تزال في المقدمة، وشركاتها التكنولوجية تصنع الكثير من تفاصيل حياتنا. ودولارها ما زال مركز الاقتصاد العالمي، لكنه لم يعد وحده في الساحة. وحتى حلفاؤها التقليديون باتوا يعيدون النظر، ويبحثون عن تنويع الشراكات. أوروبا تشكك، وآسيا تصعد، والخليج يوازن، وكلٌ يرسم لنفسه طريقاً مستقلاً.
ما يحدث ليس سقوطاً ولا صعوداً مطلقاً. إنه انتقال بطيء لعالم يتغير أمام أعيننا. عالم لا يحتكر فيه أحد المستقبل، لكن من لا يتغير، يخسر مكانه فيه. من لا يُجدد نفسه يتراجع، ومن لا يفهم لحظة التحول، يفوّت فرصته. والقرن الحادي والعشرون لا يُكتب في عاصمة واحدة، بل في أكثر من مكان. في بكين، وفي نيودلهي، وفي الخليج، وفي كل بقعة اختارت أن تبني نفسها من الداخل، بدل أن تنتظر من يصوغ مستقبلها عنها. الحقيقة التي لا مفر منها: من يربط مصيره بماضٍ لم يعد صالحاً للحاضر، يفقد المستقبل قبل أن يبدأ.
*لواء ركن طيار متقاعد
شاهد أميركا تتراجع والعالم لا ينتظر
كانت هذه تفاصيل أميركا تتراجع.. والعالم لا ينتظر أحداً نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على جريدة الاتحاد ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.